العمق TV، مجتمع

تفجيرات المقالع تحول حياة “الزينات” بتطوان إلى جحيم.. السكان: نأكل الغبار مع الطعام وكأننا في سوريا (فيديو)

تصوير ومونتاج: يونس الميموني

يعيش سكان جماعة الزينات بإقليم تطوان، وضعا مأساويا متواصلا منذ زهاء 18 عاما، بفعل تفجيرات مقالع الحجارة المجاورة لمنازلهم، والتي تسببت في مشاكل صحية واقتصادية واجتماعية وبيئية بالمنطقة، وأصبحت تهدد مصادر عيشهم.

وتتواجد في جماعة الزينات القروية، 4 مقالع تشتغل منذ سنوات طويلة، فيما شرع مؤخرا المقلع الخامس في عمله رغم اعتراض مئات السكان عليه، فيما يقول السكان إنهم  يأكلون الغُبار مع الطعام وكأنهم في سوريا أو فلسطين أو اليمن بسبب تلك التفجيرات، وفق تعبيرهم.

وبحسب ما عاينته جريدة “العمق” أثناء جولة بها في المنطقة، فقد بدا واضحا مدى تأثير التفجيرات اليومية للمقالع على حياة السكان، إذ أن عددا كبيرا من المنازل أصيبت بتشققات وتصدعات، كما أن الغبار يملء المنطقة.

وأوضحوا في تصريحات لجريدة “العمق”، أن المقالع تسببت في مضاعفات صحية وأزمات نفسية للسكان، كما أدت إلى وفاة جنين داخل بطن والدته سنة 2009، عقب تفجير ضخم هز المنطقة، مشيرين إلى أن الأطفال لا يستيطعون التركيز مع دراستهم في ظل هذا الوضع.

وأضافوا أن التفجيرات القوية التي تقع يوميا بشكل عشوائي وبدون أي إشعار أو معرفة توقيتها، تسببت في تراجع الفلاحة وتربية المواشي في المنطقة، كما أدت إلى تضرر المياه الصالحة للشرب، بما فيها مياه سد الشريف الإدريسي، بالموازاة مع استنزاف الفرشة المائية.

وأشاروا إلى أنهم اتخذوا عدة إجراءات وخطوات قانونية واحتجاجية طيلة سنوات من أجل المطالبة بتدخل المسؤولين ورفع الضرر عنهم، دون أي جدوى، لافتين إلى أنهم قدموا اعتراضا وقعه أزيد من 340 من السكان لمنع دخول المقلع الخامس، قبل أن يتفاجؤوا بشروعه في أنشطته مؤخرا.

واعتبروا أن الساكنة لا تستفيد من هذه المقالع وتعيش في التهميش، كما أن عددا قليلا من السكان يشتغلون في المقالع ضمن أعمال بسيطة جدا وبدون أي وثائق قانونية، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق لكشف خروقات المقالعوالجهات المسؤولة عن الترخيص لها، ومعرفة مصير اعتراضات السكان.

ولليوم الرابع بعد المائة، يواصل سعيد الحداد، زوج السيدة التي سقط جنينها بفعل تفجيرات المقالع، اعتصامه بمركز الجماعة، حاملا معه الأعلام المغربية وصور الملك ولافتات كُتب عليها مطالب الساكنة، بعدما لم تنفع الشكايات التي وجهها سابقا إلى وزير العدل ووكيل الملك بتطوان.

وكل أسبوع، يتظاهر السكان أمام مقر جماعة الزينات، من أجل الدفاع عن مطالبهم ودفع الجهات المتدخلة إلى إيفاد لجنة لمعاينة أضرار المقالع على القرية، غير أنهم لا يتلقون أي تفاعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *