مجتمع

المجلس الأعلى للحسابات يكشف عن الآثار السلبية للأقسام المشتركة على التلاميذ

كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي صدر، الاثنين الماضي، في الجريدة الرسمية عن جوانب وصفها بالسلبية للأقسام المشتركة التي تنتشر بالوسط القروي وتضم تلاميذ من مستويين دراسيين متتاليين أو أكثر.

وقال التقرير إنه بالرغم من أن صيغة الأقسام متعددة المستويات تتيح إمكانية التمدرس لأطفال بأعداد قليلة ومن مناطق قروية متفرقة وذات كثافة سكانية ضعيفة، مما يساهم في ترشيد الموارد المعبأة، إلا أن الزيارات الميدانية والمقابلات التي تم إجراؤها مع بعض الأساتذة وضحت أن هذه الصيغة تطرح، على الأقل، ثلاثة جوانب سلبية من شأنها أن تؤثر سلبا على مستوى التعلم لدى التلاميذ المعنيين.

وأول هذه الجوانب، يضيف المجلس في تقريره، هي الصعوبات التي يجدها المدرسون في تأمين تأطير مناسب وذي جودة، في نفس الوقت، لفائدة تلاميذ من مستويات تمدرس مختلفة.

أما الجانب الثاني فيتمثل في صعوبة تركيز التلاميذ مع أستاذ لا يتوقف، خلال نفس الحصة، على تغيير الدرس، وبالتالي عن تغيير المستوى الدراسي المستهدف، بينما يتجلى الجانب الثالث في تقليص الأزمنة المدرسية بالنسبة لكل المستويات المجتمعة في إطار القسم متعدد المستويات.

وفي حديثه عن ظروف التدريس بالعالم القروي، سجل المجلس عدم تعميم المرافق الصحية، مشيرا إلى أنه من أصل 17 705 مؤسسة تعليمية بالوسط القروي، تبقى 4 744 مؤسسة غير مجهزة بالمرافق الصحية، أي ما يمثل %26,79 من المجموع. وتبرز هذه الوضعية بشكل أكبر على مستوى الفرعيات، حيث أن 4 734 وحدة لا تتوفر على هذا النوع من المرافق، وفق التقرير.

وأشار التقرير المرفوع للملك محمد السادس إلى أن عددا من المؤسسات التعليمية غير مرتبطة بشبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب، حيث أظهر تحليل المعطيات الإحصائية الصادرة عن المصالح المكلفة بإعادة تأهيل المؤسسات المدرسية أنه من أصل 17.705 مؤسسة بالوسط القروي (بما في ذلك الفرعيات البالغ عددها 943 12)، لم يتم ربط 4 997 مؤسسة بشبكات الكهرباء و 7 262 بشبكات الماء الصالح للشرب.

كما سجل المجلس استمرار استعمال قاعات دراسية من البناء المفكك، الذي يشكل أحد أصنافه المتضمن لمادة “الأسبستوس” « l’amiante »،  خطرا على صحة الأساتذة والمتعلمين.

وتابع المجلس  “ورغم الجهود المبذولة في هذا المجال، فإن بلادنا لازالت تستعمل القاعات من البناء المفكك بصنفيه، والتي يبلغ عددهاحاليا 25 042 وحدة بالوسط القروي، مقابل 2 973 بالوسط الحضري”.

وأضاف “من خلال الزيارات الميدانية لمجموعة من المؤسسات التعليمية بالوسط القروي، تبين أن القاعات الدراسية من البناء المفكك تعرف حرارة أو برودة مفرطة حسب الفصول، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسيء إلى جاذبية المدارس العمومية بالوسط القروي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *