أخبار الساعة

تقرير أممي: 68% من حالات الحمل غير المرغوب فيه تنتهي بالإجهاض

نشرت منظمة الصحة العالمية أول تقديرات قُطرية على الإطلاق بشأن الحمل غير المقصود والإجهاض. وحسب الموقع الإخباري للأمم المتحدة، أشارت المنظمة، الخميس، إلى أن تحليل البيانات الخاصة بالحمل غير المقصود والإجهاض من 150 دولة كشف عن تباينات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع “معهد غوتماخر” إن النتائج ستسمح للسلطات الصحية بفهم أفضل لاحتياجات تنظيم الأسرة في بلدانها، بما في ذلك وسائل منع الحمل والرعاية بعد الإجهاض.

وقد نُشرت الدراسة في المجلة الصحية BMJ Global Health.

حظر الإجهاض غير فعّال

قال جوناثان بيراك، من “معهد غوتماخر” : “توضح نسبة حالات الحمل غير المرغوب فيه التي تنتهي بالإجهاض تصل إلى 68 في المائة، حتى بين البلدان التي تحظر الإجهاض تماما قوة رغبة ملايين النساء واليافعات في تجنّب الإنجاب غير المخطط له.”

في حين أن التقديرات تقطع شوطا طويلا في إتاحة أدلة ذات جودة، لا تزال هناك حاجة ملحة لتوفير بيانات أكثر وأفضل.

اختلافات كبيرة

وفقا للبيانات الأولى من نوعها على مستوى الدول تختلف معدلات الحمل والإجهاض غير المقصود على نطاق واسع، حتى داخل نفس المنطقة.

كانت أكبر التباينات في أميركا اللاتينية، حيث تراوحت معدلات الحمل غير المقصود من 41 إلى 107 لكل ألف امرأة، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كان النطاق من 49 إلى 145 لكل ألف سيّدة

وبحسب جوناثان بيراك، حتى في المناطق التي فيها معدلات الحمل غير المقصود منخفضة، لا يزال من المهم للغاية الاستثمار في تزويد النساء والفتيات بالمعلومات التي يحتجنها لاختيار ما إذا كنّ يرغبن في إنجاب الأطفال

التغطية الصحية الأساسية

أفادت منظمة الصحة العلمية بأن “الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية جزء أساسي من التغطية الصحية الشاملة ومطلوبة لإنهاء التمييز ضد النساء والفتيات.”

لا تتشكل هذه الفوارق بمستوى الدخل فقط. في أوروبا على سبيل المثال، يتم تصنيف معظم البلدان ذات معدلات الحمل غير المقصود التي تكون أعلى من المتوسط الإقليمي، على أنها عالية الدخل، في حين أن الدولتين اللتين لديهما أدنى تقديرات تقعان في فئة الدخل المتوسط.

تعكس هذه النتيجة كيف توجد الحواجز التي تحول دون الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الفعّالة واستخدامها في جميع الأماكن، وليس فقط تلك التي تكون فيها الموارد شحيحة

استثمار عادل

تسلط هذه التقديرات على المستوى القُطري الضوء على أهمية الاستثمار العادل في الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الشاملة، وستزيد معرفة البلدان التي تعمل على تنفيذ الدلائل الإرشادية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية المهتمة بخدمات الإجهاض الجيّدة

وقالت د. بيلا جاناترا، رئيسة وحدة الوقاية من الإجهاض غير الآمن في منظمة الصحة العالمية: “من أجل صحة جيدة، يحتاج الناس في جميع أنحاء العالم إلى الحصول على حزمة شاملة من التثقيف الجنسي ومعلومات دقيقة عن خدمات تنظيم الأسرة، فضلا عن رعاية الإجهاض عالية الجودة.”

وأكدت أن البحث يهدف إلى دعم البلدان أثناء عملها على تعزيز الخدمات المنقذة للحياة التي تقدمها للصحة الجنسية والإنجابية وتحسين النتائج الصحية خاصة للنساء والفتيات.”

مخاطر الإجهاض غير الآمن

وفي يناير الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية عن نتائج دراسة بحثية تعددة البلدان أجرتها مع برنامج البحوث في مجال الإنجاب البشري، حول الإجهاض شملت 17 دولة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بهدف جمع الأدلة المتعلقة بتوفير الرعاية والخبرة وجودة الرعاية.

وتم إطلاق ملحق خاص يسلط الضوء على العمل المنجز كجزء من هذه الدراسة في 11 دولة أفريقية جنوب الصحراء الكبرى.

ويتضمن الملحق الذي نُشر في المجلة الدولية لأمراض النساء والتوليد، سبع مقالات بحثية تعطي نظرة ثاقبة مهمة بشأن توفير الرعاية السريرية، فضلاً عن جودة الرعاية التي تعاني منها النساء في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

كما يستكشف الملحق تجارب اليافعات وكذلك النساء اللائي يحصلن على الرعاية في بيئات غير آمنة.

وقالت أوزجي تونشالب، من فريق منظمة الصحة العالمية المعني بصحة الأم والفترة المحيطة بالولادة والوقاية من الإجهاض غير الآمن:

“يوضح هذا الملحق حجم العمل الذي لا يزال يتعين علينا إنجازه في سبيل ضمان رعاية جيدة ومحترمة بعد الإجهاض للجميع”.

نساء عديدات يعانين من مضاعفات خطيرة

وقد تم من خلال هذه الدراسة حول الإجهاض جمع بيانات عن أكثر من 23 ألف امرأة يترددن على المرافق الصحية وهن يعانين من مضاعفات متعلقة بالإجهاض.

ففي حين أن معظم هؤلاء النساء عانين من مضاعفات خفيفة أو معتدلة تتعلق بالإجهاض، لا يزال هناك العديد ممن يعانين من مضاعفات خطيرة أو من المحتمل أن تكون مهددة للحياة، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويشمل النهج شامل للإجهاض ورعاية ما بعد الإجهاض توفير الرعاية السريرية والرعاية الذاتية وتقاسم المهام لتوفير الرعاية، فضلا عن نظام صحي داعم في بيئة قانونية تمكينية.

ويعد هذا الأمر مهما لضمان توفير رعاية عالية الجودة بالنسبة للإجهاض، والتي تتضمن الوصول إلى مجموعة من خيارات منع الحمل المقبولة وميسورة التكلفة – وهي مفتاح لحماية حقوق الإنسان في الصحة والاستقلالية الجسدية.

وتظهر الدراسة أن البلدان بحاجة إلى التحرك بسرعة لضمان أن مقدمي وأنظمة الرعاية الصحية يمكنهم تقديم مثل هذه الرعاية الجيدة للفتيات والنساء.

خطوات عملية

وتسلط الافتتاحية الضوء على الإجراءات المهمة التي يمكن لصناع القرار في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء اتخاذها لصنع التغيير، والتي تؤكد على:

أولا، زيادة الوصول إلى خدمات الإجهاض عالية الجودة على جميع مستويات الرعاية الصحية.

ثانيا، ضمان أن تستند مناهج تحسين جودة الرعاية بعد الإجهاض إلى الأدلة من ضمنها ضمان أن يستخدم مقدمو الرعاية الصحية الممارسات الموصى بها.

ثالثا، تحديد واستخدام التدخلات التي تتجاوز النظام الصحي – بما في ذلك معالجة المعتقدات الضارة التي يتبناها مقدمو الرعاية الصحية؛ الاعتراف بـ ومعالجة قيود النظم الصحية؛ وضمان تمكين الفتيات والنساء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *