سياسة

الولايات المتحدة تواصل حث المغرب على احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير

بالرغم من عدم كشف المسؤولين المغاربة، وخاصة على مستوى وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة، تفاصيل المواضيع التي ناقشها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني ج. بلينكن خلال زيارته للمغرب، التي تتواصل إلى غاية 30 مارس الجاري، إلا أن بلاغا للخارجية الأمريكية أشار إلى أن رئيس الديبلوماسية الأمريكية قد ناقش مسألة حقوق الإنسان وحرية التعبير بالمغرب.

وأشار بلاغ الخارجية الأمريكية الذي اطلعت “العمق” على نسخة منه، أن أنطوني ج. بلينكن التقى رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش في الرباط، وناقش معه “أهمية النهوض بحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير، بما يتماشى مع التزامات المغرب الدولية”، وهو الشيء الذي لم يتطرق إليه الجانب المغربي.

وأضاف البلاغ أن المسؤولان خاضا في نقاش واسع النطاق بشأن الأولويات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الجهود المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ. كما ناقشا أجندة الإصلاح التي يقوم بها الملك محمد السادس والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المغرب.

كما أشارت الخارجية في بلاغ آخر إلى أن “الولايات المتحدة والمغرب يُشاركان بانتظام في قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك تعزيز حرية التعبير وكذلك تكوين وإصلاح العدالة الجنائية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين فضلا عن شفافية الحكومة”، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بتوسيع مجالات التعاون الثنائي مع المغرب.

من جهة أخرى، أكد كاتب الدولة الأمريكي بعد لقاء جميع بنظيره المغربي ناصر بوريطة، أن بلاده ملتزمة بالعمل مع المغرب لتحقيق تقدم ملموس في مجالات ذات أولوية، منها النهوض بحرية التعبير وتكوين الجمعيات وإصلاح منظومة العدالة الجنائية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

شريك عالمي قوي

لم تمر زيارة كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية دون تأكيد الأخير على أن المغرب يعد شريكا قويا للولايات المتحدة على المستوى العالمي، حيث أعرب بلينكن خلال لقاء صحفي عقده رفقة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن تقديره البالغ لهذه الشراكة التي “نتدارس اليوم سبل تعزيزها، ليس فقط على الصعيد الثنائي لكن بما يشمل مناطق أخرى من العالم، ولاسيما القارة الإفريقية”.

وأبرز بلينكن عقب مباحثات أجراها مع بوريطة، أن الولايات المتحدة تعتبر هذه شراكة استراتيجية على اعتبار العلاقة الثنائية القوية التي تجمع بين البلدين، مضيفا “أننا نعمل سويا بشكل مباشر لما فيه صالح بلدينا وشعبينا” في عدة مجالات منها التعاون الأمني ومكافحة التغير المناخي وجائحة كورونا.

وأوضح في هذا الإطار أن الولايات المتحدة تعترف بالدور المهم الذي يضطلع به المغرب في حفظ الأمن والاستقرار الإقليميين والمساهمة في تحقيق السلام والرفاه في المنطقة، مبرزا أن الطرفين يتعاونان “بشكل وثيق في التعامل مع القضايا الإقليمية كالساحل وليبيا ومحاربة الإرهاب، حيث أبان المغرب عن ريادة مطردة ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والتحالف الدولي ضد داعش”.

وعلى مستوى التعاون في مجال مكافحة التغير المناخي، أشار كاتب الدولة الأمريكي إلى أن تزايد موجات الجفاف في المغرب والولايات المتحدة وحول العالم يتطلب منا توحيد الجهود لمواجهة التغيرات المناخية، مؤكدا أن المغرب يعتبر رائدا عالميا في هذا المجال من خلال وضعه هدفا طموحا يتمثل في بلوغ حصة الطاقات المتجددة في المزيج الكهربائي نسبة 63 في المائة بحلول عام 2035.

وقال إن المملكة في طريقها لتحقيق هذا الهدف بل وتجاوزه، مشيرا إلى أن 45 في المائة من الإنتاج المغربي للكهرباء يأتي اليوم من مصادر متجددة، مبرزا في سياق متصل أن المغرب والولايات المتحدة يعملان جنبا إلى جنب من أجل محاربة جائحة كوفيد-19، مشيدا بالجهود التي قامت بها المملكة في هذا الإطار تحت قيادة الملك محمد السادس، معربا عن تقدير بلاده لمساهمة المغرب في جهود القضاء على جائحة كورونا في بلدان أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *