أخبار الساعة، مجتمع

تزامنا مع افتتاح مدرج المؤتمرات.. كلية أصول الدين بتطوان تحتفي بأبو بكر ابن العربي في الذكرى 900 لوفاته (فيديو)

احتفت كلية أصول الدين التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بالإمام أبو بكر ابن العربي المعافري وتراثه، بمناسبة مرور 900 سنة على وفاته، وذلك في ندوة دولية عرفت مشاركة أكاديميين وباحثين من جامعات بالمغرب والجزائر والسعودية وقطر والإمارات.

الندوة التي احتضنتها الكلية على مدار يومين، أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، نظمتها شعبة “الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة” وشعبة “أصول الدين وتاريخ الأديان” بتنسيق مع مركز الدكتوراه: الدراسات العقدية والفكرية.

وقبيل انطلاق الندوة، أشرف عامل إقليم تطوان، يونس التازي، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عمر مورو، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، الدكتور المومني بوشتى، وعميد كلية أصول الدين، الدكتور محمد الفقير التمسماني، على تدشين القاعة الكبرى للمؤتمرات والندوات بالكلية.

وعرف التدشين والجلسة الافتتاحية للندوة العلمية، حضور كل من رئيس جماعة تطوان، مصطفى البكوري، ورئيس المجلس الإقليمي لتطوان، ورئيس المجلس الإقليمي للفحص أنجرة، وعمداء كليات تطوان، إلى جانب رؤساء مجالس علمية وأساتذة الكلية وشخصيات أخرى.

وتُعد الندوة الدولية حول الإمام المغربي “أبو بكر ابن العربي المعافري” أول فعالية أكاديمية تحتضنها القاعة الجديدة للمؤتمرات بكلية أصول الدين، فيما شهدت الندوة، أيضا، تكريم رئيس الجامعة وعميد الكلية، بجانب الأستاذين محمد علي بن الصديق ويوسف بلحدادن والأطر الإدارية عزيزة جابر وأحمد الفحصي ومحمد الموساوي.

وبحسب الجهة المنظمة، فقد تجاوز عدد البحوث المشاركة في هذه الندوة العلمية من داخل المغرب وخارجه، 30 بحثا، تناقش أساسا صورة ابن العربي المعافري من عموم تراثه على ضوء إنتاجاته فيما يتعلق بالوحي وأصول الدين وأصول الفقه والفقه والتصوف.

رئيس جامعة عبد المالك السعدي، الدكتور المومني بوشتى، قال إن الندوة تساهم في تسليط الضوء على تاريخ علماء الأمة، مضيفا أن كلية أصول الدين تعتبر من أعرق المؤسسات الجامعية، مشيرا إلى أنها بالنسبة للجامعة مؤسسة رائدة في البحث العلمي والتكوين، على الصعيد الوطني والدولي.

وأوضح الدكتور بوشتى في تصريح لجريدة “العمق” أن جهة الشمال تُعد ثاني جهة من حيث الاستثمار على صعيد المملكة، وبالتالي تستحق هذا النوع من الأبحاث العلمية والاهتمام بالباحثين، لافتا إلى أن القاعة الجديدة للمؤتمرات بالكلية تم إنجازها بشراكة بين الجامعة ومجلس الجهة.

من جهته، اعتبر عميد كلية أصول الدين، الدكتور محمد الفقير التمسماني، أن افتتاح القاعة الجديدة للمؤتمرات والندوات كان حدثا مميزا وتاريخيا بالنسبة للكلية، لافتا إلى أن هذه المؤسسة اعتادت تنظيم مجموعة من اللقاءات والندوات والمؤتمرات الوطنية والدولية التي تعنى بحقول علمية متعددة.

وأشار الدكتور التمسماني في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن كلية أصول الدين تتميز أساسا في مجال المنظومة القيمية باعتبارها الحصن المنيع لمنظومة القيم المغربية، ولما تتميز به من عنايتها بمجال الحوار الحضاري بأنواعه المختلفة كحوار الأديان وحوار الثقافات وغيرهما.

من جانبه، أفاد الدكتور عبد الغني يحياوي، أستاذ بكلية أصول الدين ومنسق الندوة، بأن هذه الفعالية العلمية تأتي في إطار “الاهتمام بأعلام الأمة الكبار الذين نحتاج للاحتفاء بهم والاعتناء بتراثهم وتعريف الطلبة، وبينهم هذا الإمام الكبير الذي أبدع أيما إبداع وكانت له إنتاجات متنوعة في شتى حقول المعرفة”.

وقال الدكتور يحياوي في تصريح لجريدة “العمق” إن أغلب محاور جلسات الندوة تصب في تراث الإمام أبي بكر ابن العربي من خلال التعريف به وبتراثه الكلامي والأصولي والفقهي وإنتاجاته في الحديث والتفسير وغيرها، معتبرا أن الندوة مناسبة ليتعرف الطلبة على هذا الإمام قصد الاشتغال عليه في بحوث تخرجهم.

وفي كلمته الافتتاحية خلال الندوة، كشف الدكتور يحياوي أن اختيار ابن العربي المعافري كموضوع لهذه الندوة، يأتي إحياءً لذكرى وتراث أعلام الحضارة الإسلامية على مر التاريخ، بالنظر إلى ما أسهموا به في شتى الحقول المعرفية إبداعا واكتشافا وتحقيقا وتنقيحا، فتركوا بصماتهم الخالدة في ذاكرة الأمة.

وأضاف بالقول: “هذا بلا ريب مبعث فخر في لحظتنا المعاصرة هذه، بتاريخ ماضينا العريق، وذلك باعتبارنا من هذا المنطلق أمة ذات حضارة وتاريخ مجيد، إلا أن هذا الفخر والاعتزاز لا ينبغي أن يكون كلاما عابرا في سياق عابر، بل ينبغي أن يتحول إلى أفعال تترجم على أرض الواقع”.

واعتبر أنه رغم كون الاهتمام بأعلام التراث الإسلامي لا ينبغي أن يكون مشروطا بسياق خاص، بقدر ما ينبغي أن يكون استحضارا متواصلا، إلا أن المناسبة كانت شرطا في انعقاد هذا النشاط، وأننا لم نتذكر هذا الامام الذي نحتفي بذكراه الآن إلا لتزامن هذه الذكرى بمرور 900 سنة على وفاته، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *