الأسرة، مجتمع

حماية النشء (7): اللغة والتاريخ المشترك مكونات أساسية لبناء التقدير الذاتي عند الأطفال (فيديو)

يستمر الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، تفكيك عناصر بناء التقدير الذاتي، ضمن موضوع المهارات النفسية والاجتماعية التي يناقشها برنامج “حماية النشء”، الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيب”، شهر رمضان المبارك.

فبعد  عنصري الشعور بالأمان، والشعور بالهوية الذاتية، تناول الطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في الحلقة السابعة من برنامج “حماية النشء”، عنصر الشعور بالانتماء، بوصف ذلك “الشعور بوجود الفرد ضمن مجموعة كبرى تتبادل معها المحبة والمصير المشترك، بدأ من الأسرة الصغيرة والكبيرة، ثم القبيلة أو المدينة، والوطن والانتماء اللغوي والديني والحضاري”.


واسترسل الدكتور الكرعاني كلامه، بأن  بقدر ما تكون دوائر الانتماء غنية؛ بقدر ما يكون لها أثر إيجابي على الصورة الذاتية للفرد، وبقدر ما ينتعش وينمو تقديره الذاتي نموا سليما ومفيدا.

وشدد الكرعاني في ذات الحلقة، على أهمية تمتيع الأطفال في سن صغيرة بفرصة معرفة تاريخ عائلاتهم، وتاريخ أجدادهم، إنجازاتهم، والعناصر المشرقة في تاريخ العائلة، ومن المفيد أن يعرفوا كذلك تاريخ قبيلتهم أو مدينتهم وتاريخ ديانتهم.

وأضاف أيضا أن عنصر اللغة مهم أيضا في تنشئة الأطفال، قائلا: “إن الاعتناء باللغة بالمحلية الأمازيغية والعربية، هو اعتناء بمكون الشعور بالانتماء، وإهمال المكون اللغوي المحلي، هو إهمال للشعور بالانتماء”.

وأشار الكرعاني  معرض كلامه، إلى دراسة علمية في علم النفس، تناولت موضوع اللغة وربطته بالأثر الاقتصادي عند الفرد؛ إذ وجدت أن الفقر اللغوي يصنع الفقر الاقتصادي في المستقبل، وأن الثراء اللغوي يمكن الأطفال من الاندماج الاقتصادي الجيد في المستقبل.

هذا واعتبر المتحدث، اللغة والديانة والثقافة والحضارة والتاريخ والعمران، والذاكرة الجماعية، ليست أمورا ثانوية، وليست من الترف، ولا من الكماليات، إنما هي جوهر بناء التقدير الذاتي الأصيل والسليم والمتماسك عند الإنسان.

وزاد أنه على قدر ما تكون أقدام الفرد راسخة في البيئة التي ينتمي إليها، اعتزازا وافتخارا ومعرفة بذاكرتها، على قدر ما يكون تكون له القدرة أيضا على الانفتاح على ثقافة وتاريخ وحضارة الآخرين؛ انفتاحا سليما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *