سياسة

إنهاء البكالوريوس وإعفاء موظفين .. هل يصفي ميراوي “تركة” أمزازي؟

علمت جريدة “العمق” أن سلسلة من قرارات الإعفاء شملت عددا من الموظفين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ويتعلق الأمر بكل من رئيس مصلحة الصفقات وتتبع المشاريع بالوزارة ورئيس مصلحة التعاون مع أوروبا بوزارة التعليم العالي، ورئيس مصلحة الخريطة الجامعية، ورئيس مصلحة التكوينات في سلك الإجازة بوزارة التعليم العالي وآخرون.

وآخر قرارات الإعفاء الصادر عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، شمل رئيسة جامعة الحسن الأول بسطات، القرار الذي شكل صدمة للرئيسة حسب تصريحات مقربين منها، كما خلف حالة ارتباك في أوساط عدد من المسؤولين الجامعين تخوفا من قرب إزاحتهم.

إلى جانب سلسلة قرارات الإعفاءات التي شملت موظفين بالوزارة وبالجامعات التابعة لها، قرر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي بمجرد تسلمه لمفاتيح الوزارة، إلغاء نظام البكالوريوس الذي لم يكمل موسمه الجامعي الأول الشيء الذي خلف استنكارا بين الأساتذة والطلبة الذين باشروا الدراسة بهذا النظام، علما أن وزير التعليم سعيد أمزازي أعطى انطلاقته بغية تجويد التعليم الجامعي بحسب تصريحاته.

وفي هذا الصدد، أثيرت تساؤلات حول سعي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي من أجل القطع مع بقايا أو ما وصفه متتبعون بـ “تصفية تركة” وزير التعليم في الحكومة السابقة.

ميراوي: جئت للنهوض بقطاع التعليم العالي

وللرد على هذه التساؤلات، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي في تصريح خص به جريدة “العمق”، إنه لا يستطيع العمل مع أي شخص لا يملك كفاءة، وأن القول بتصفية “تركة” الوزير السابق سعيد أمزازي “غير مقبولة وتبقى مجرد كلام لا يهمه”، مشيرا إلى أن الوزير الذي كان مكلفا بقطاع التعليم العالي هو ادريس إعويشة، والموظفون بقطاع التعليم العالي عينهم إعويشة وليس أمزازي.

وشدد ميراوي في اتصال أجرته “العمق”، أن سعيه الحقيقي على رأس وزارة التعليم العالي “هو البحث عن كفاءات من شأنها المساهمة في النهوض بوزارة التعليم العالي والمؤسسات الجامعية ومساعدته في مهامه، لأن هدفه هو أن تسترجع الجامعة المغربية هيبتها ومعها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي”، والأهم يقول ميراوي “أنني جئت لهذا المنصب لأخدم وطني ولا أبحث عن أي شيء آخر”.

وأكد الوزير في تصريحه أنه “لم يأت لهذا المنصب لإعفاء الناس هكذا”، مبرزا أن أحد الموظفين الذين شملهم الإعفاء كان صديقا مقربا منه، “لكنه لا يخلط بين الصداقة والعمل المبني على الكفاءة” بحسب قوله، نافيا أن يكون قد أعفى بعض الموظفين بوزارته “بهدف توظيف مقربين له كما تم ترويجه”، مشيرا إلى أن قطاع التعليم العالي يمر من ظرفية “لا تقبل المزايدات”.

وجوابا على سؤال إعفاء رئيسة جامعة الحسن الأول بسطات بناء على ملف “الجنس مقابل النقاط” الذي حدثت وقائعه قبل توليها مهام رئاسة الجامعة، بأن الرئيسة تولت مهام الجامعة منذ ثلاث سنوات، مشددا إلى أن هذا الملف هو الذي “يتعايش معه بتواجده على رأس الوزارة المعنية وأنه لن يقبل بالاستمرار في إهانة الجامعة المغربية، لأن همه الوحيد هو رد الاعتبار للجامعة المغربية”.

البكالوريوس “لا يصلح لأبناء المغاربة”

وردا على سؤال “العمق”، حول إلغاء نظام البكالوريوس في هدوء بعد أن عرف نقاشا كبيرا قبيل اعتماده وإعطاء الأوامر لرؤساء الجامعات لإلغاء هذا النظام بصيغة “حسي مسي” كما جاء على لسان جامعيين تواصلت معهم “العمق” في وقت سابق، أكد ميراوي أن البكالوريوس لم يأت بناء على مرسوم حكومي.

ورغم أن الطلبة باشروا الدراسة بهذا النظام، بناء على مذكرة وزارية ومراسلة وجهت إلى رؤساء الجامعات في عهد الوزير السابق لتفعيل الباشلور تتساءل “العمق”، رد ميراوي في تصريحه أنه “ليست هكذا تتم الأمور، بل فتح نظام تعليمي كالبكالوريوس يتم عن طريق مرسوم تصدره الحكومة، وهذا هو السياق الذي يعمل وفقه”، حيث شدد في حديثه على أنه “لن يعمل خارج القانون مادام يتولى مهام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”، مضيفا أن “هذا المجال حرفته الوحيدة الذي اشتغل فيها عبر منصاب متفرقة وطنيا ودوليا”.

واسترسل في حديثه، أنه “حتى لو تركنا الطلبة يكملون دراستهم بنظام البكالوريوس، فليس تمة إمكانية لمنح الطلبة الحاصلين على البكالوريوس شواهدهم لأن هذا النظام لم يبن على مرسوم حكومي، وقرار الإلغاء جاء بهدف حماية مستقبل الطلبة الدراسي”.

وسجل ميراوي أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أكد هذا الأمر في رأي أصدره بخصوص البكالوريوس، حيث انتقد خلاله هذا النظام واعتبره يفقتد للرؤية والغاية، وهذا الرأي يشدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لم تطالب به وزارته بل طالبت به حكومة سعد الدين العثماني، مؤكدا أنه “عندما علم بأن هذا النظام لن يصلح للطلبة الجامعيين، رفض أن يستمر في اعتماده”، لأنه بحسب قوله “لا يلعب بمستقبل أبناء المغاربة وسيعمل بكل شفافية لإصلاح قطاع التعليم العالي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مواطن مغربي
    منذ سنتين

    مشكلة المغرب هي كل واحد يريد التسير على طريقته الخاصة لازم وضع طريق لأستكمال وليس تسير خاص