الأسرة، مجتمع

حماية النشء (13): تقنيات تدبير مشاعر الخوف والغضب عند الراشد والمراهق والطفل (فيديو)

في هذه الحلقة من برنامج “حماية النشء”، شرع الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في تقديم أفكار ومعطيات عملية لتدبير وإدارة الشعور بالخوف والغضب الذي من شأنه أن يسبب التوتر عند الكبار والصغار معا. 

وكشف الطبيب المذكور، في الحلقة الـ13 من برنامج “حماية النشء” الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيوب”، والذي يتناول موضوع المهارات النفسية والاجتماعية، أن المحاور الخمسة لتدبير التوتر، هي؛ المشاعر، الأفكار التلقائية، نمط العيش، المهارات، وأخيرا؛ أولويات الفرد في الحياة.

وخص في هذه الحلقة المحور الأول في الموضوع؛ تدبير المشاعر، موضحا أن المشاعر المرافقة للتوتر؛ “تتراوح بين شعور بالخوف أو الغضب، وهذه المشاعر إذا استمرت لأيام وأسابيع وشهور طويلة، يصبح لها أثر سلبي على الصحة النفسية والعضوية”.

هنا يوصي الطبيب المذكور، بتعلم تقنية التنفس البطيء من أجل تجاوز مع هذه المشاعر السلبية والتمكن من العودة بأجسامنا إلى حالة الهدوء بدل الخوف أو الغضب، لأن هذه التقنية تتيح لجسم الإنسان الدخول في حالة استرخاء.

وأوضح أن التوتر، من الناحية الفيزيولوجية، عبارة عن اشتغال مفرط للجهاز العصبي الودي، عن طريق إفراز هرمونات تسبب التوتر، في المقابل هناك الجهاز العصبي اللاودي، والذي يشتغل عكس الودي، والذي يمنح الجسم فرصة الاسترخاء.

وزاد الكرعاني أن الجهاز العصبي اللاودي يشتغل بفعل التنفس البطيء، عكس الجهاز العصبي الودي، الذي يسرع دقات القلب ويسرع إفرازات الغدد بسبب التنفس السريع الذي يسببه الشعور بالخوف أو الغضب.

وأشار الكرعاني إلى أن  تعلم هذه التقنية متاحة في مواقع الالكترونية، ولا تحتاج سوى خمسة دقائق لتطبيها، وأنه من المفيد أن يقوم بها الأفراد قبل وبعد العمل، وكلما دعت الضرورة لذلك.

كما شدد على أنه من المفيد تعليمها للأطفال كذلك في سن صغيرة، بحيث يعرف الطفل أن بإمكانه في حالات الخوف أو الغضب أن يسترجع هدوءه؛ وفي هذا، يضيف الكرعاني، وقاية له حين يصل سن المراهقة، سيكون قد تعلم تقنية تعيده إلى حالة الهدوء، بدل اللجوء إلى تدخين أومخدرات أو سلوك آخر يضره صحيا.

وقال الكرعاني إن هذه تقنية على بساطتها فهي مساعدة على تدبير مشاعر الخوف والغضب، والسر في ذلك هو أن تصبح جزءا من عملية التربية في البيت وفي المدرسة، وأن التحدي هو أن تصبح ثقافة عامة وأن تصبح معروفة ومفهومة لدى الجميع.

هذا وأشار نهاية الحلقة إلى أن هناك تقنيات أخرى، منها تقنية التأمل؛ فهي تمنح للأفراد لحظات من التركيز في شيء ما أو فكرة ما والاستمتاع باللحظة بأدق تفاصيلها بوعي تام، وهذا أمر يجب أن يدرج كذلك في التربية وأن يصبح أمرا شائعا وعاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *