مجتمع

حماية النشء (14): تقنيات تدبير الأفكار التلقائية التي تراودنا في اللحظات الصعبة (فيديو)

في هذه الحلقة من برنامج “حماية النشء”، يستمر الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في تقديم أفكار ومعطيات عملية لتدبير وإدارة المشاعر السلبية التي تؤدي إلى الشعور بالتوتر والضغط النفسي ومعه بعض الأمراض الجسدية.

وقال الطبيب المذكور، في الحلقة الـ14 من برنامج “حماية النشء” الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيوب”، والذي يتناول موضوع المهارات النفسية والاجتماعية، إن الأفكار التلقائية، هي تلك الأفكار التي تحدث من تلقاء نفسها، أمام وضعية صعبة مؤثرة، ولا نبذل أي مجهود في تحصيلها.

وأوضح الكرعاني أن هذه الأفكار، تأتينا عن أنفسنا، وعن الآخرين، وكذلك عن أحداث الحياة. وغالبا ما تكون ضد مصلحتنا، وتكون مفاقمة ومضاعفة لحجم التوتر.

وقدم الكرعاني مثلا عن وضعيات مؤثرة يمكن أن يصادفها الأفراد في حياتهم اليومية، وتؤثر سلبا عليهم، من قبيل وضعية تبادل التحية بين الجيران. يقول الطبيب النفساني ذاته، إن الأفكار التلقائية التي تراود صاحبها هنا؛ أن فعله متعمد، أو لعله سمع عني خبر، أو بلغته عني أمورا خاطئة، فأخذ مني موقفا سلبيا”.

وزاد المتحدث أن مثل الأفكار التلقائية؛ كثيرة الانتشار عند البعض، وتُحدث لديهم مشاعر صعبة، وتصبح الحياة معها ملوثة بفعل هذه الأفكار التلقائية، لكن حينما نخضعها للواقع والحقيقة، نجد شيئا آخرا.

ويوصي الطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في لحظات التوتر، بطرح تساؤل عن درجة يقين الفرد بهذه الفكرة التلقائية؛ من 0 إلى 100 بالمائة. يضيف الكرعاني أنه في معظم الأحيان لا يكون الأمر كذلك، وإنما تكون درجة اليقين ما بين 40 أو 50 أو 60 بالمائة.

وبالتالي، يقول الكرعاني إن عدم الإيمان بيقينية الفكرة بـ100 في المائة، فذلك يعني أن هناك احتمالات وسيناريوهات أخرى يسميها علم النفس بالأفكار البديلة.

وأوضح المتحدث أن الأفكار البديلة دائما ما تكون قريبا من الحقيقة والواقع، وفي مثال الجار، سنجد احتمالات كثيرة، منها؛ لعله لم يرك، أو لم يسمعك، أو كان مشغولا بأمر آخر، أو كان مستعجلا، وغيرها من الاحتمالات التي يمكن أن تفسر السلوك في هذه الحالة.

وأضاف أنه مثل هذه يقع في مناسبات حياتية عديدة، داخل الأسرة، وفي العمل، والشارع، وأن العديد من العلاقات تتأثر بسبب أفكار تلقائية خاطئة حينما نخضعها لميزان الواقع والحقيقة.

وأشار إلى أن الأفكار البديلة هي الأنفع في الوقاية من التوتر، وتساهم في تمتيعنا بحياة اجتماعية أقرب إلى الحياة الصحية منها إلى حياة التوتر بأضراره الجسدية والنفسية.

جدير بالذكر أن باقي الحلقات ضمن “برنامج حماية النشء” ستتطرق لتقنيات أخرى لتدبير وإدارة التوتر، والتي ستتم عبر خمسة محاور أساسية، هي؛ المشاعر، الأفكار التلقائية، نمط العيش، المهارات، وأخيرا؛ أولويات الفرد في الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *