مجتمع

نفوق أزيد من 200 رأس معز بشكل “غامض” بنواحي تطوان.. ولجنة من الفلاحة تقدم تفسيرا (صور)

شهد دوار “تراناكت” بجماعة الزينات التابعة لإقليم تطوان، خلال الأيام الجارية، نفوق أزيد من 200 رأس من المعز بشكل غامض، وسط مخاوف من احتمال إصابتهم بمرض أو داء غير معروف.

وكشف أحد الفلاحين القرويين بالمنطقة، أنه تفاجأ بنفوق العشرات من رؤوس المعز التي يربيها، بدون سابق إنذار، حيث يسقطون تباعا بعد أن يخرج زبد من أفواههم، حيث تجاوز عددها 200.

وبحسب العياشي، أحد فلاحي الدوار المذكور، فإن الساكنة لا تعرف بعد سبب هذه الظاهرة، وما إن كان الأمر يتعلق بفيروس أو مرض ناجم عن الكلأ أو الماء أو الهواء أو شيء آخر.

وأوضح العياشي في اتصال لجريدة “العمق”، أن الأمر بدأ منذ الجمعة ما قبل الماضية، وتواصل خلال الأيام الجارية، مشيرا إلى نفوق 5 رؤوس جديدة من المعز، أمس السبت، بنفس الدوار.

ولمح المتحدث إلى إمكانية ارتباط هذه الظاهرة بتداعيات تفجيرات المقالع الموجودة بالمنطقة، لافتا إلى أن أنشطة الفلاحة وتربية الماشية تراجعت بشكل كبير بسبب تلك التفجيرات.

إقرأ أيضا: تفجيرات المقالع تُحول حياة “الزينات” بتطوان إلى جحيم.. السكان: نأكل الغُبار مع الطعام وكأننا في سوريا (فيديو)

وفي نفس السياق، علمت جريدة “العمق”، أن لجنة مختلطة مكونة من المديرية الإقليمية للفلاحة بتطوان، والمكتب الوطني للسلامة الصحية “أونسا”، حلت بالمنطقة وأجرت معاينة ميدانية، حيث تم أخذ عينات من المعز الميتة لإخضاعها لفحص مخبري لتحديد سبب نفوق تلك المواشي.

وتوصلت الجريدة بمحضر المعاينة الذي أنجزته اللجنة المذكورة، والذي فسَّر سبب نفوق تلك المواشي بإصابتها بمرض التسمم المعوي، والذي يَطلق عليه مربو المواشي اسم “المرارة”، مشيرة إلى أنه مرض غير معدٍ.

وأوضحت اللجنة، بحسب المحضر الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، أن التلقيح هو السبيل لتفادي مثل هذه الوفيات في صفوف المواشي، داعية المربين إلى تلقيح قطعانهم في مثل هذا الموسم من كل سنة.

يُشار إلى أن جماعة الزينات القروية، تضم 4 مقالع تشتغل منذ سنوات طويلة، فيما شرع مؤخرا مقلع خامس في عمله رغم اعتراض مئات السكان عليه، فيما يقول السكان إنهم أصبحوا يأكلون الغُبار مع الطعام وكأنهم في سوريا أو فلسطين أو اليمن بسبب تلك التفجيرات، وفق تعبيرهم.

وبحسب ما عاينته جريدة “العمق” أثناء جولة لها في المنطقة، فقد بدا واضحا مدى تأثير التفجيرات اليومية للمقالع على حياة السكان، إذ أن عددا كبيرا من المنازل أصيبت بتشققات وتصدعات، كما أن الغبار يملء المنطقة.

وأوضح سكان القرية في تصريحات لجريدة “العمق”، أن المقالع تسببت في مضاعفات صحية وأزمات نفسية لأبنائهم، كما أدت إلى وفاة جنين داخل بطن والدته سنة 2009، عقب تفجير ضخم هز المنطقة، مشيرين إلى أن الأطفال لا يستيطعون التركيز مع دراستهم في ظل هذا الوضع.

إقرأ أيضا: التفجيرات تسببت في سقوط جنين زوجته.. مواطن يعتصم لأزيد من مائة يوم رفضا لمقالع “الزينات” بتطوان (فيديو)

وأضافوا أن التفجيرات القوية التي تقع يوميا بشكل عشوائي وبدون أي إشعار أو معرفة توقيتها، تسببت في تدهور الفلاحة وتربية المواشي في المنطقة، كما أدت إلى تضرر المياه الصالحة للشرب، بما فيها مياه سد الشريف الإدريسي، بالموازاة مع استنزاف الفرشة المائية.

وكل أسبوع، يتظاهر السكان أمام مقر جماعة الزينات، من أجل الدفاع عن مطالبهم ودفع الجهات المتدخلة إلى إيفاد لجنة لمعاينة أضرار المقالع على القرية، غير أنهم لا يتلقون أي تفاعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *