منوعات

اجتاح عدة دول .. أمريكا ترجح وجود “فيروس غدي” وراء التهابات الكبد المجهول لدى الأطفال

منذ إعلان وجوده من طرف منظمة الصحة العالمية، شكل مرض التهاب الكبد الحاد غير معروف السبب لدى الأطفال هاجسا استنفر انتباه وجهود السلطات الصحية في أنحاء العالم.

وفي أعقاب زيادة المرض، حسب المنظمة، توفي أحد الأطفال المصابين، وتم تسجيل 169 حالة لدى أطفال في 12 دولة.

ورجحت السلطات الصحية الأميركية، الجمعة، بناء على تحاليل لإصابات بالتهاب الكبد الحاد لدى أطفال صغار جدا في الولايات المتحدة، أن يكون  فيروس غدي وراء هذه الحالات الغامضة، لكنها مع ذلك لم تجزم بأنه السبب المؤكد، حسب قناة الحرة.

وعادة ما تتسبب الفيروسات الغدية، وهي شائعة، بأعراض تنفسية أو بالتهاب الملتحمة أو حتى باضطرابات في الجهاز الهضمي.

و اٍكتشفت الفيروسات الغدية لأول مرة في اللوزة البلعومية أو «اللحمية» (الغدانيات) للإنسان والتي أخدت اٍسمها منها.

ولا تقتصر ظاهرة هذه الإصابات غير المعروفة المصدر بالتهاب الكبد على الولايات المتحدة، إذ سجلت  عشرات الحالات في كل أنحاء أوروبا، مما أثار مخاوف من إمكان تحولها وباء جديدا.

وجاء في منشور لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهي الهيئة الفدرالية الرئيسية للصحة العامة في الولايات المتحدة: “في الوقت الراهن، نعتقد أن أحد الفيروسات الغدية قد يكون سبب هذه الحالات، ولكن لا يزال يجري درس عوامل بيئية أخرى”.

وأوضحت الهيئة أن ما قد يكون تسبب بهذه الإصابات هو تحديدا الفيروس الغدي “من النوع 41” الذي يؤدي عادة إلى التهابات حادة في المعدة والأمعاء.

ومن المعروف أصلا أن الفيروسات الغدية تشكل أحد أسباب التهاب الكبد، ولكن كان يُعتقد أنها لا تؤدي إلى الإصابة به إلا لدى الأطفال الذين يعانون ضعفا في  جهاز مناعتهم.

وشملت التحاليل بالتفصيل تسع حالات سجلت في ألاباما بين أكتوبر 2021 وفبراير 2022

وراوحت أعمار الأطفال بين سنة واحدة وست سنوات ، وكانوا جميعا بصحة جيدة.

وعانى معظم هؤلاء الأطفال تقيؤا وإسهالا وبعض أعراض الجهاز التنفسي.

واستلزم حالتا اثنين من الأطفال إجراء عملية زرع كبد لهما، وقد تماثلوا جميعا للشفاء أو هم في طور التعافي.

وتبين أن الأطفال التسعة يحملون فيروسا غديا، ورُصد وجود النوع 41 من هذه الفيروسات لدى خمسة منهم.

واستبعدت الهيئة الصحية الأميركية أن تكون وراء الإصابات أسباب أخرى بينها كوفيد-19 وفيروسات التهاب الكبد إيه وبي وسي.

وأشارت الهيئة إلى أن وجود فيروس إبستين-بار ثبت لدى ستة منهم، ولكن “لم يسجل وجود أجسام مضادة لديهم، مما يعني أنها عدوى سابقة لم تعد نشطة”

وأكدت الهيئة أنها تنسق بشكل وثيق مع السلطات الصحية الأوروبية.

ويجري التحقيق كذلك في حالات شهدتها ولايات أميركية أخرى. وأعلنت السلطات الصحية في ولاية ويسكونسن هذا الأسبوع إنها تراجع أربع حالات محتملة لأطفال، من بينها وفاة واحدة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية أنه حتى 21 أبريل نيسان تم تسجيل حالات حادة. وبين حالات التهاب الكبد الحاد، تُوفي طفل واحد على الأقل، وتطلّب 17 طفلاً عمليات زرع الكبد، بحسب ما ذكرته المنظمة في بيان صحفي، حسب سي ان ان عربي.

وأضافت المنظمة في بيانها، حسب نفس المصدر: “لم يتضح بعد ما إذا كانت هناك زيادة في حالات التهاب الكبد، أو زيادة في الوعي بحالات التهاب الكبد التي تحدث بالمعدل المتوقع، ولكن لا تُكتَشَف”، موضحة: “بينما أن الفيروس الغدّي هو فرضية محتملة، إلا أن التحقيقات جارية بشأن العامل المسبب”.

وأشار البيان إلى أن المتلازمة السريرية “من بين الحالات التي تم تحديدها هي التهاب الكبد الحاد، مع ارتفاع ملحوظ في إنزيمات الكبد”.

وأبلغ العديد من الأشخاص عن أعراض في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن، والإسهال، والقيء الذي “يسبق ظهور التهاب الكبد الحاد الشديد”، بالإضافة إلى زيادة مستويات إنزيمات الكبد، أو ألانين أمينوتراميناز، والصفار.

وقالت المنظمة إن غالبية الحالات المُبلغ عنها لم تكن مُصابة بالحمى، ولم يتم اكتشاف الفيروسات الشائعة التي تسبب التهاب الكبد الفيروسي الحاد، مثل فيروسات التهاب الكبد A، وB، وC، وD، وE في أي من هذه الحالات.

والتهاب الكبد هو التهاب يُصيب الكبد، وهو عضو حيوي يعالج العناصر الغذائية، وينقّي الدم، ويساعد في مكافحة الالتهابات.

وعندما يكون الكبد ملتهبًا، أو متضررًا، يمكن أن تتأثر وظيفته.

وفي غالبية الأحيان، يحدث التهاب الكبد بسبب فيروس، والفيروسات الغدية هي نوع شائع من الفيروسات التي تنتشر من شخص لآخر، ويمكنها التسبب بمجموعة من الأمراض الخفيفة، إلى الشديدة.

ولكن نادرًا ما يتم الإبلاغ عن هذه الفيروسات كمُسبب لالتهاب الكبد الحاد لدى الأشخاص الأصحاء.

وذكرت المنظمة أن التحقيق في السبب يحتاج إلى التركيز على عدة عوامل مثل “زيادة الحساسية بين الأطفال الصغار بعد انخفاض مستوى تداول الفيروس الغدي أثناء جائحة كوفيد-19، والظهور المحتمل لفيروس غدي جديد، إضافةً إلى الإصابة المشتركة بسارس- كوف- 2”.

وتم الإبلاغ عن غالبية الحالات، أي 114 منها، في المملكة المتحدة.

وذكرت منظمة الصحة العالمية وجود 13 حالة في إسبانيا، و 12 في إسرائيل، و9 في الولايات المتحدة، وعدد أقل من الحالات المؤكدة في الدنمارك، وأيرلندا، وهولندا، وإيطاليا، والنرويج، وفرنسا، ورومانيا، وبلجيكا.

وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الخميس نصيحة صحية نبّهت مقدمي الرعاية الصحية، وسلطات الصحة العامة إلى إجراء تحقيق في حالات التهاب الكبد الحادة ذات الأسباب غير المعروفة.

وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بضرورة أن يأخذ مقدمو الخدمة بعين الاعتبار عمل اختبار للفيروس الغدي لدى الأطفال المصابين بالتهاب الكبد عندما يكون السبب غير معروف، مضيفةً أن فحص الدم بالكامل، وليس بلازما الدم فقط، قد يكون أكثر حساسية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *