مجتمع

سفير فلسطين بالمغرب: اغتيال شيرين جريمة بشعة ولو قتلت في أوكرانيا لانتفض العالم (فيديو)

تصوير ومونتاج: رشيدة أبو مليك

اعتبر جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمغرب، أن “اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة “جريمة بشعة” ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عن سابق إصرار”، مفيدا أن “اغتيالها ليس عادياً بل محاولة لمنع وصول حقيقة ما يجري في فلسطين إلى العالم”.

وأضاف جمال الشوبكي، في تصريح صحفي لوسائل الإعلام، أن “الاحتلال يريد قتل الصورة والصوت اللذان ينقلان جرائمه داخل فلسطين”، مبرزا أنه “منذ الإعلان عن وفاة شيرين أبو عاقلة استقبل برقيات وزيارات تضامنية من برلمانيين وإعلاميين مغاربة”.

وعبر الشوبكي عن شكره الكبير للشعب المغربي على تضامنه مع شقيقه الشعب الفلسطيني، مفيدا بالقول: “نراهن على العمق العربي والإسلامي والإنساني الدولي في الوقوف مع الحق الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي”.

وأورد الشوبكي: “نخشى أن يكون اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة مجرد مقدمة لإبعاد الصحفيين عن تغطية الجرائم التي ينوي أن يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين بعيداً عن أعين الكاميرات في محاولة للهروب من الرقابة”.

واعتبر المسؤول الديبلوماسي الفلسطيني أنه لو قُتلت شيرين أبو عاقلة في أوكرانيا لانتفض العالم وفرض عقوبات على إسرائيل، مستدركا بالقول: “لكن للأسف إسرائيل ترى نفسها فوق القانون الدولي”.

وأثار اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، حالة غضب وحزن عارمين لدى الشعب الفلسطيني وفي الأوساط الصحافية والهيئات الحقوقية الدولية، وسط استنكار رسمي من قبل دول عربية وإسلامية وغربية، فيما طالبت الرئاسة الفلسطينية بفتح تحقيق دولي في الاغتيال تحت إشراف محكمة الجنايات الدولية.

وتظاهر نشطاء مغاربة أمام مبنى السفارة الفلسطينية بالرباط، مساء اليوم الأربعاء، تنديدا بعملية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي على مستوى الرأس، خلال تغطيتها لاقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية، صباح اليوم.

ورفع المتظاهرون صور الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة والأعلام الفلسطينية، واصفين اغتيالها بالجريمة الإرهابية التي تستوجب محاكمة دولية للجناة، محذرين من أن هذه الجريمة قد تكون بداية لاستهدافات أخرى تطال الصحافيين بفلسطين لمنعهم من توثيق جرائم الاحتلال.

وردد المحتجون هتافات غاضبة من قبيل: “تحية خالدة.. لشيرين الشهيدة”، “شيرين الشهيدة.. فلسطين الصامدة”، “إدانة مغربية.. للجريمة الصهيونية”، “أبو عاقلة يا شيرين.. يا عنوان فلسطين”، “إدانة شعبية.. للجريمة الصهيونية”، “فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة”.

ودعت إلى الوقفة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، وبجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، كما قررت الهيئتان تنظيم وقفة احتجاجية أخرى أمام مفوضية الأمم المتحدة بالرباط، غدا الخميس.

وشاركت في الوقفة شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية ومواطنون متضامنون، من ضمنهم، أعضاء مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بقيادة منسقها الوطني عبد القادر العلمي، ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي، رفقة أعضاء بالمكتب التنفيذي للنقابة.

كما شارك منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الطيب مضماض، وأحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وعبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، والنقيب السابق عبد الرحمن بنعمرو، والمحامي خالد السفياني، وعبد الإله بنعبد السلام منسق الائتلاف المغربي للهيئات الحقوقية.

وولدت وشيرين أبو عاقلة، يوم 3 يناير عام 1971 بالعاصمة الفلسطينية القدس، حيث نشأت وترعرت وسط عائلة مسيحية الأصل من بيت لحم، ودرست الثانوية هناك، قبل أن تلتحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن لدراسة الهندسة المعمارية، لتنتقل بعدها إلى تخصص الصحافة في جامعة اليرموك الأردنية.

وبعد تخرجها، عادت شيرين إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة “الأونروا”، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة “مونت كارلو”، وكانت دائمًا في الميدان لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

في عام 1997، انتقلت للعمل مع قناة الجزيرة، بعد عام واحد من انطلاقها، فكانت من الفوج الأول من المراسلين الميدانيين للقناة، واستمرت في عملها معها لما يقارب 25 عامًا، حتى اغتيالها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، أثناء تغطيتها الميدانية لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *