أدب وفنون

لحلو: مخرج “فتح الأندلس” تلقى تهديدا بالقتل حتى لا يجعل طارق بن زياد مغربيا

قال الفنان المغربي نعمان لحلو، إن مخرج مسلسل “فتح الأندلس” الكويتي محمد سامي العنزي تلقى تهديدات وصلت إلى حد القتل حتى لا يجعل طارق بن زياد مغربيا في عمله.

وأضاف لحلو في لقاء مع برنامج “اف بي ام” الذي يبث على قناة “ميدي 1 تيفي”، أن المخرج حاول بقدر الامكان أن يجعل طارق بن زياد عربيا ورجلا من شمال افريقيا، لافتا إلى أنه لم يكن يعلم بالحساسيات الموجودة في المنطقة.

وأوضح الموسيقار المغربي، أنه اتفق مع فريق عمله على تحقيق التوزان من خلال أغنية جنيريك المسلسل لكي تكون مغربية أكثر ومنصفة للتاريخ، مشيرا إلى أنه قام بالعمل بشكل مجاني من أجل القضية، وأنه تم إدخال جبال الأطلس والريف وقبيلة النفزة فيها، كما أن طريقة غنائه لها كان نصفها أندلسيا وآخر شرقيا.

ولفت ذات المتحدث، إلى أنه طلب من المخرج الذي أخبره بأنه يحضر لأجزاء أخرى من المسلسل تتحدث عن ازدهار الأندلس واندحارها، بأن يجلس مع باحثين مغاربة قبل تصوير هذه الأعمال لأن رؤية المغرب من المشرق مختلفة عن رؤيته من المغرب.

واعتبر نعمان لحلو، أن من مصلحة المغاربة عدم مهاجمة “مخرج الأندلس” ومحاولة التواصل معه وتغيير رؤيته، لأن المشارقة يمتلكون المال و الإعلام القوي، أو القيام بإنتاج الأعمال التي تتحدث عن تاريخنا بأنفسنا ووضع الأفكار التي نؤمن بها.

وكان مسلسل “فتح الأندلس”، لمخرجه الكويتي محمد سامي العنزي، قد أثار جدلاً كبيراً بين المغاربة، بعد عرض أولى حلقاته على قناة الأولى، حيث اعتبر البعض أنه “يتضمن مغالطات تاريخية حول أصول وشخصية القائد طارق بن زياد”.

ولم يتوقف الأمر هنا، بل وصل هذا الجدل إلى قبة البرلمان، بعدما وجه البرلماني المهدي الفاطمي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بن سعيد.

وقال المهدي الفاطمي، في سؤال الكتابي، إن “المسلسل الذي اقتنته القناة الأولى من المال العام، لا يولي أهمية للتراث المغربي وللحقيقة التاريخية للبطل، ولم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي”.

وأضاف الفاطمي أن “المسلسل أُنتج خارج المغرب ومن دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات ومليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة”.

وطالب برلماني الاتحاد الاشتراكي، الوزير بنسعيد بالكشف عن “الإجراءات التي ستتخذها الوزارة بغاية صون وتخليد تاريخ المغرب بعيدا عن جميع المغالطات والسرقة وتزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي بالأندلس”.

من جهة أخرى، كانت محكمة الرباط، قد أصدرت حكمها بعدم الاختصاص في قضية بث مسلسل “فتح الأندلس”، الذي يحكي قصة القائد طارق بن زياد، بعدما رفع مواطن مغربي دعوى قضائية ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لإيقاف بثه على التلفزيون لاحتوائه على مغالطات تاريخية تمس المغاربة.

وطالب الناشط الأمازيغي رشيد بوهدوز، بتوقيف بث “فتح الأندلس”، بدعوى أنه “يتضمن عدة مغالطات تاريخية من شأن الاستمرار في نشرها التشويش على القناعات الوجدانية المكونة لدى المواطنين المغاربة تجاه تاريخهم وهويتهم وجغرافية بلدهم”.

واعتبر الناشط الأمازيغي أن “أحداث هذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيها “تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديهيات التاريخية والجغرافية للمغرب ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية والتي أرّخت للأحداث التي يتناولها المسلسل المذكور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *