منوعات

صحيفة الـ”غارديان” البريطانية تسلط الضوء على تأثير حظر الحجاب في الرياضة

سلطت صحيفة “غارديان” البريطانية الضوء من جديد على قضية حظر الحجاب في الرياضة، وأفادت تصريحات رياضيات متضررات أن منع الحجاب يتجاوز حرمان فئة من النساء والفتيات من حقهن في المساهمة في تطوير الرياضة، إلى تعزيز مشاعر الكراهية ضد الإسلام.

وحسب الجزيرة نت، أضافت المتضررات للصحيفة أن تداعيات المنع تتجاوز فرنسا إلى التأثير على نظرة العالم إلى اللاعبات المسلمات، المحترفات والهاويات على حد سواء.

وفي تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، حسب نفس المصدر، نقلت الكاتبة “جوليا بيلاس ترينداد” تصريحات الصحفية والناشطة الرياضية الكندية شيرين أحمد والمحامية ماريون أوجييه بشأن الكفاح لإنهاء الحظر المفروض على الحجاب.

تقول الناشطة الرياضية الكندية، شيرين أحمد، “لقد تخليت عن ممارسة كرة القدم عندما كان عمري 20 عاما بسبب ارتداء الحجاب”، مؤكدة أن “العيش بدون كرة القدم لم يكن سهلا بالنسبة لي، لكن من الصعب البحث عن نقطة للعودة مع هذا الشعور”.

وتعتقد شيرين أحمد أن قرار حظر الحجاب يعوق فرص الفتيات المسلمات في أن يصبحن لاعبات كرة قدم ويستبعد الرياضيات المحجبات من المشاركة في تطوير اللعبة على كل المستويات. أما فيما يتعلق بالوضع في فرنسا، فترى أن “الأمر لا يقتصر على اللعب فحسب، إذ لا يمكن لهن أن يدربن ولا أن يحكّمن. إنهن مستبعدات كليا. إنه قرار وحشي. وهناك شعور واضح بكراهية النساء المسلمات”.

وفي حين يستعد نادي ليون الفرنسي للنهائي العاشر في تاريخه بدوري أبطال أوروبا للسيدات، لا يزال الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يستبعد النساء المسلمات من اللعبة بسبب الحظر المفروض على إظهار الرموز الدينية. حيال هذا الشأن، تقول شيرين أحمد إن “هذا جزء من نظام التفوق الأبيض وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام والمشاعر المعادية للمسلمين”.

نضال ضد حظر الحجاب في فرنسا

وذكرت الكاتبة أن حركة “لي حيجابوز” (Les Hijabeuses) هي مجموعة فرنسية تكافح ضد حظر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الحجاب، وتسعى إلى جعل المجتمع أكثر شمولًا في فرنسا. وقد نجحت مؤخرًا في جعل مجلس الشيوخ والبرلمان يلغي مشروع قانون حديث تضمن تعديلا لتطبيق حظر الحجاب على جميع الألعاب الرياضية في فرنسا. وتتمثل الخطوة التالية في جعل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يغيّر قراره بشأن الحظر.

وتؤكد ماريون أوجييه، محامية تعمل مع حركة “لي حيجابوز”، أن “البرلمان الفرنسي رفض حظر ارتداء الرموز الدينية في أثناء المنافسات الرياضية، لكن قراره لم يجعل الاتحاد الفرنسي يعيد النظر في قواعده”. وتشير أوجييه إلى أن مجلس الدولة يدرس حاليا تقديم استئناف ضد الاتحاد، علما بأن مسؤولية الحظر لا تقع على الحكومة بل على الاتحاد، ومن المتوقع صدور قرار بهذا الشأن مع نهاية العام.

وأشارت الكاتبة إلى أن الأمر يتعدى حدود الحق في لعب كرة القدم وإذا ما كان يجب ارتداء الحجاب أم لا، كما أنه يتخطى الجاليات المسلمة في فرنسا. حيال هذا الشأن، تقول شيرين أحمد “عزل المسلمات مشكلة، يجمعنا الكفاح نفسه. وسأدافع عن مشاركتهن في كرة القدم. يجب أن يكون للمرأة مكان ويجب أن يكون لها الخيار والحق في المشاركة”.

ونبّهت الكاتبة إلى أن منع الحجاب يعني غياب الشعور بالانتماء الحقيقي بالنسبة للنساء المسلمات. وتضيف شيرين “كرة القدم حقا لغة عالمية، وهي وسيلة لجمع الكثير من الناس، فلماذا يتم استبعاد فئة دون غيرها؟”، وهي تؤكد أن النساء المسلمات لسن متشابهات وتعتقد أن أهم شيء هو إشراكهن في النقاش.

ورفض مجلس الشيوخ الفرنسي منتصف فبراير الماضي التصويت على مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب في المسابقات الرياضية.

وحسب “قناة يورو نيوز” يهدف مشروع القانون إلى “إضفاء الطابع الديمقراطي على الرياضة”، بما يشمل قواعد إدارة الاتحادات الرياضية الكبرى. لكنه يتضمن فقرة، سبق إلحاقها كتعديل من قبل مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه المحافظون، تنص على حظر ارتداء “الرموز الدينية الظاهرة” في الأحداث والمسابقات التي تنظمها الاتحادات الرياضية.

ومع ذلك، حسب نفس المصدر، لاقت هذه الخطوة معارضة حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون التي تنتمي لتيار الوسط وحلفائها، الذين يتمتعون بأغلبية في الجمعية الوطنية والتي تملك حق التصويت النهائي على المشروع الذي أحيل عليها.

وارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة ووضع الدين بشكل عام موضوعان مثيران للجدل منذ فترة طويلة في فرنسا، وهي دولة علمانية تشكل موطنا لأكبر أقلية مسلمة في أوروبا.

وبرزت قضية الحجاب في فرسنا كأكثر قضية ساخنة في الجدل السياسي في الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 24 أبريل/نيسان الماضي بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته في الانتخابات الرئاسية مارين لوبن.
وحظرت فرنسا عام 2004 الحجاب في الفصول الدراسية، كما حظرت عام 2010 النقاب الذي يغطي الوجه في الشوارع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • بنعباس
    منذ سنتين

    الدكتاتورية المقننة تتجه الكثير من الدول الاروبية الى خنق الحريات الفردية للمسلمين بالخصوص بقوانين ظالمة لا تفرق بين الثقافات ولا بين العادات لضرب المسلمين في معيشتهم اليومية وبذلك يزرعون الكراهية والبغضاء بتنامي الخطابات المحرضة في اعلامهم الى درجة جعلهم سبب الازمة الاقتصادية ونذرة زيت المائدة وتشويه الهوية ويغضون الطرف عن درائم الشرقيين وفوضاهم ، متجاهلين او متناسين او هما معا تضحيات مهاجري شمال افريقيا في تحرير فرنسا وبناء اقتصادها