أخبار الساعة

حين تعطي مصائب أزمة المناخ فوائد اكتشافات مهمة

مصائب أزمة المناخ قد تسمح للبشر بأن يكتشف أمورا صادمة أو غريبة ما كان له أن يكتشفها لولى الظواهر الناتجة عن تلك الأزمة.

وبالطبع لا يعني هذا أن أزمة المناخ شيء مفيد، بقدر ما يعني أن تداعياتها الكارثية تسمح أحيانا بإماطة اللثام عن وجود أمور غير متوقعة، أو الكشف عن حقائق مذهلة.

وفي التقرير التالي، حسب أندبندنت عربية، نماذج لجرائم واكتشافات ما كان لها أن تكشف لولا ظواهر بيئية نتجت عن أزمة المناخ.

انكشاف جثة يكشف كارثة مناخية أكبر

الأسبوع الماضي، حسب نفس المصدر، وجد ركاب قوارب على بحيرة “ميد”Mead على نهر كولورادو بقايا جسم بشري داخل برميل.

يُعتقد أن الرفاة لضحية جريمة قتل ترجع إلى سبعينيات القرن العشرين أو ثمانينياته، وقد توصلت إدارة شرطة لاس فيغاس إلى هذا الاستنتاج مستندة إلى الملابس الموجودة على المتوفى.

بيد أن الكشف المفاجئ عن جريمة عمرها عقود من الزمن لم يكن الجزء الأكثر غرابة في القصة، إنما حقيقة أن البرميل لم يخرج إلى السطح ربما إلا نتيجة انخفاض يشهده منسوب المياه في البحيرة على مر الزمن.

الآن، تبلغ مستويات المياه في بحيرة “ميد”، التي تتجمع خلف سد “هوفر” على طول حدود الولايتين الأميركيتين نيفادا وأريزونا، 31 في المئة فقط من السعة الكاملة، وهو انخفاض قياسي، ومحصلة 20 سنة من موجات جفاف كبرى تركت الغرب الأميركي عاجزاً

تفاقمت شدة القحط في غرب الولايات المتحدة بسبب أزمة المناخ، ومن المرجح أن يزداد ضراوة في العقود المقبلة، علاوة على ذوبان الجليد، والعواصف القوية، وموجات الحر الشديدة الوطأة، التي تحملها معها الأحوال المناخية الجديدة.

وفي شتى أنحاء العالم، تكشف هذه الظروف المتغيرة النقاب عن أجزاء من الماضي بقيت محجوبة طوال عشرات، إن لم يكن آلاف، السنين.

حطام طائرة في كاليفورنيا

العام الماضي، وفيما كانوا يختبرون معدات تصوير في بحيرة “فولسوم” Folsom خارج مدينة ساكرامنتو بكاليفورنيا، عثر عمال في إحدى الشركات على طائرة قديمة تستقر في قاع المياه.

في البداية، كان يعتقد أنها حطام متبقٍ من حادثة تحطم طائرة في 1965 أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، ولكن تبين لاحقاً أنها حطام طائرة يرجع إلى حادثة شهدها عام 1986 ولم تسفر عن وقوع قتلى.

من الجائز أن معدات التصوير رصدت بقايا الطائرة نظراً إلى انخفاض استثنائي في منسوب مياه البحيرة نتيجة الجفاف المستمر في كاليفورنيا، علماً أنه في وقت اكتشاف الطائرة، كانت البحيرة تبلغ 34 في المئة فقط من سعتها الإجمالية.

أشياء غابرة القدم في منغوليا

في الجانب الآخر من العالم، تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في ذوبان الجليد والثلج في منغوليا، كاشفة عن بقايا من عصور بعيدة كانت مخفية منذ فترة طويلة.

مع انحسار الجليد، وجد علماء حبلاً ورؤوس سهام وحتى بقايا أجزاء من الحيوانات خلفتها عمليات صيد طويلة الأمد. تقدم هذه القطع الأثرية لعلماء الآثار معلومات جديدة حول شكل الحياة البشرية في تلك العصور، لكن العلماء يحذرون أيضاً من أنه مع تعرض تلك الأدوات لعوامل المناخ، ربما تضيع معلومات تاريخية قيمة.

حيوانات من العصر الجليدي

ولكن ذوبان الجليد لا ينبش الحياة البشرية الضاربة في القدم فحسب، فمع ذوبان الأراضي الدائمة التجمد والأنهار الجليدية، تتكشف بقايا حيوانات ترجع إلى العصر الجليدي الأخير.

في روسيا، وجد الناس أجزاء محفوظة من حيوانات الماموث ووحيد القرن الصوفي، وهما كائنان منقرضان منذ آلاف السنين. وفي شمال كندا، عثر الباحثون على بقايا جرو ذئب مات منذ نحو 57 ألف سنة مضت، قرب نهاية عصر “البليستوسين” أو “العصر الحديث الأقرب” Pleistocene era.

غالباً، تكون حال تلك الحيوانات التي ماتت منذ فترة طويلة سليمة جداً، بعدما تجمدت بمرور الوقت بسبب تأثيرات المواد الحافظة التي ينطوي عليها التجميد العميق الممتد لآلاف السنين. مثلاً، ما زال فرو الذئب وجلده واضحين للعيان، بالإضافة إلى الأسنان والعظام.

أنبوب مياه في بحيرة “ميد”

بالعودة إلى بحيرة “ميد”، انخفض منسوب المياه الشهر الماضي إلى حد كبير كشف عن أنبوب سحب مياه لمحطة ضخ تزود لاس فيغاس بالمياه، فتوقف عن نقل المياه إلى المدينة.

انتهت “هيئة مياه جنوب نيفادا”، الهيئة المحلية المسؤولة عن المياه، من بناء محطة ضخ جديدة في 2020، تسمى “محطة ضخ عند مستوى منخفض للبحيرة”، مع إنشاء أنبوب سحب للمياه عند عمق أبعد كثيراً تحسباً لحدوث هذا السيناريو.

بدأت محطة الضخ الجديدة العمل الشهر الماضي نظراً إلى ظهور الصمام العلوي فوق سطح الماء.

أشخاص مفقودون وآثار في جبال الألب

مع ذوبان الجليد في أعلى قمم أوروبا، يعثر على جثث أشخاص كانوا ضاعوا في الجبال منذ عقود.

في 2017، اكتشف قرب نهر جليدي في حال ذوبان رفات الزوجين السويسريين اللذين توفيا في 1942. كذلك ظهرت إلى السطح صحف، وما يحتمل أنه بقايا بشرية، من حادث تحطم طائرة في منتصف القرن بمحاذاة جبل “مون بلان” الذي يفقد جليده في جبال “الألب” الفرنسية.

وفي جبال الألب الإيطالية، كشف ذوبان الجليد عن كهف ضائع منذ زمن طويل مليء بمعدات ومستلزمات استخدمها جنود نمساويون في الحرب العالمية الأولى.

ماذا بعد؟

فيما أزمة المناخ ما زالت مستمرة، يمكن أن تواصل مستويات المياه انخفاضها، ويتابع الجليد ذوبانه، ما يعني ظهور اكتشافات محتملة في المستقبل.

ربما يكون عدد قليل من الاكتشافات المذكورة أكثر خطورة من غيره. يعرب بعض العلماء عن قلقهم من أنه مع ذوبان الجليد الدائم في المنطقة القطبية الشمالية، من شأنه أن يطلق كائنات مسببة للأمراض لم نشهدها منذ سنوات، مهدداً حياة الناس والحيوانات، على حد سواء.

مثلاً، في 2016، يعتقد أن موجة حر كانت مسؤولة عن تفشي “الجمرة الخبيثة” في سيبيريا، وذلك عبر جثة حيوان رنة كان مات بهذه البكتيريا وتجمد منذ عقود من الزمن ولكنه إثر ذوبانه بفعل الحرارة المرتفعة أطلقها مجدداً بعدما كانت خاملة، ما أسفر عن وفاة طفل ودخول كثيرين إلى المستشفى، بالإضافة إلى إصابة أكثر من ألف حيوان من الرنة.

وفي بحيرة “ميد”، نقلت قناة “كلاس تي في” أن ضحية جريمة القتل التي عثر عليها أخيراً ربما لا تكون الأخيرة من نوعها التي تظهر إلى العيان نظراً إلى أن سطح المياه يتراجع إلى مستويات منخفضة غير مسبوقة.

اندبندنت عربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *