أدب وفنون

بعد أن حاصره كوفيد .. مهرجان كان السينمائي في فرنسا يستعيد نشاطه الطبيعي

يفتتح مهرجان كان السنيمائي أبوابه الثلاثاء، بعد أن فرضت عليه جائحة كوفيد حظرا عمليا سنة 2020 وقلصت نسخته السنة الماضية.

مهرجان يعد بأن يكون مميزا

وحسب قناة يورو نيوز، تجري الاستعدادات النهائية على قدم وساق في الريفيرا الفرنسية قبل الانطلاق الرسمي للنسخة الـ 75 من مهرجان كان السينمائي المقرر الثلاثاء. وشهد صباح الأحد تعليق اللافتات الضخمة على واجهة قصر المهرجانات الشهير حيث يقام الحدث الذي يحتفل بعيده الخامس والسبعين.

وحسب نفس المصدر، بعد أن ألغى الوباء مهرجان كان السينمائي لعام 2020، وتم تقليص نسخة العام 2021 من حيث الحضور ومنع القبلات على السجادة الحمراء، من المقرر أن تعود سهرة سينما الريفيرا الفرنسية الفخمة بمهرجان يعد بأن يكون مميزا.

وحسب نفس القناة ستمتزج الملابس الرسمية والأفلام تحت جو مشمس لمدة 12 يومًا في مدينة كان، وتمتد الاحتفالات بالمتوجين من كبار المخرجين والممثلين.  منذ المهرجان الأول الذي نظم عام 1946 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، اصبحت مدينة “وجهة مميزة” تضع السينما العالمية وبريق كوت دازور في دائرة الضوء.

نبذة عن المهرجان

ومهرجان كان السينمائي (Festival de Cannes,) بالفرنسية، حسب ويكيبيديا، هو أحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم. يرجع تأسيسه إلى سنة 1946. وهو يقام كل عام عادة في شهر مايو، في مدينة كان في جنوب فرنسا.

يوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم.

ويعدّ المهرجان، حسب نفس المصدر، أحد المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، المعروفة باسم “الثلاثة الكبرى”، مع مهرجان البندقية السنيمائي في إيطاليا ومهرجان برلين السنيمائي الدولي في ألمانيا، بالإضافة إلى كونه أحد المهرجانات السينمائية الدولية الخمسة الكبرى، أو “الخمسة الكبرى”، والتي تتكون من المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، بالإضافة إلى مهرجان تورونتو السنيمائي الدولي في كندا ومهرجان صندانس السنيمائي في الولايات المتحدة الأمريكية.

وانطلقت الدورة الأولى من المهرجان في مدينة كان الفرنسية في اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1939 ولم يكد المهرجان يدخل يومه الثالث حتى نشبت معركة حربية بين فرنسا وبريطانيا من جهة وبين ألمانيا من جهة أخرى، ما أدى إلى تأجيل المهرجان وتعليقه إلى أجل غير مسمى؛ نظراً لظروف الحرب الدائرة.

وتطورت المناوشات الحربية الدائرة بين فرنسا وألمانيا إلى احتلال ألماني لجزء من الأراضي الفرنسية؛ ما قضى على أي أمل قريب في أن يستكمل المهرجان بدايته المتواضعة التي لم تتجاوز من العمر يومين اثنين! وكما هو معلوم تطورت تلك الحرب واستمرت لتكون ما عرف فيما بعد بالحرب العالمية الثانية التي وضعت أوزارها نهاية العام 1945.

ولم يكن من المنطقي حينها أن تطرح فكرة إعادة تفعيل مهرجان سينمائي، لذا احتاج الأمر إلى سنة ليعود بعدها المهرجان للظهور من جديد في منتصف عام 1946، الذي يشكل الانطلاقة الحقيقية لمهرجان كان السينمائي.

لم يلبث المهرجان أن أعيد إطلاقه من جديد حتى توقف في دورة عام 1948، ثم توقف مرة أخرى في دورة عام 1950 وذلك لظروف تمويلية مادية، ومنذ انطلاقة المهرجان بعد ذلك لم يحدث أن توقف سوى دورة واحدة سنة 1968.

حضور سنيمائي كبير

يتميز مهرجان كان السينمائي، حسب المصدر السابق، بالحضور السينمائي الكبير والمتنوع الذي يرافقه، فلا يلتقي هذا الكم من السينمائيين من جميع أنحاء العالم في وقت واحد كما يحصل في مدينة كان خلال المهرجان.
كما أنه يتميز بالتجديد والقدرة على مواكبة الموجات الفنية الجديدة، بل ودعمها، وربما خلقها في رحم المهرجان وأروقة الدورات المقامة.
كما يتميز المهرجان كذلك بتنوع جوائزه من عام لآخر مع استقرار الجوائز الأصلية للمهرجان، وهي:

  • السفة الذهبية: وتمنح هذه الجائزة لأفضل فيلم في الدورة على الإطلاق بحسب تقييم لجنة التحكيم.
  • الجائزة الكبرى: لأفضل فيلم (تختلف عن السعفة في كونها تعبر عن رأي لجنة التحكيم الخاص، ولا تخضع بالضرورة للمعايير السينمائية العامة).
  • جائزة لجنة التحكيم
  • جائزة أفضل إخراج
  • جائزة أفضل سيناريو
  • جائزة أفضل ممثل
  • جائزة أفضل ممثلة
  • جائزة أفض فيلم قصير
  • جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير

ما عدا ذلك من الجوائز، والتي تتجاوز في بعض الدورات العشرين جائزة، فهي إما تتبع للجان وجمعيات سينمائية مختصة تمنح جائزتها عبر المهرجان، أو تكون موسمية غير دورية بحيث يرافقها مناسبة سينمائية خاصة.
وتمر عملية فرز الأفلام المرشحة لهذه الجوائز عبر مرشحات فنية دقيقة، حيث يتزايد عدد الأفلام المقدمة للمهرجان سنويًّا عن ألفي فيلم بقليل. وتقوم لجان مشاهدة متخصصة بفرزها والوصول بها إلى اثنين وعشرين فيلماً متنافساً فقط، يشترط فيها أن تعرض في المهرجان عرضاً عالميًّا أولًا.

فعاليات سنيمائية كبيرة

ولا يقتصر دور مهرجان كان السينمائي على استضافة وعرض الأفلام المرشحة، بل يتجاوز ذلك بكثير من خلال إقامته لعديد من الفعاليات السينمائية المتزايدة كل عام، والتي تضمن عرض عدد كبير من الأفلام السينمائية من خلال تظاهرات عدة من أبرزها:

  • أسبوع النقاد: وهو تظاهرة فنية تعنى باختيار أبرز أفلام السنة السينمائية من خلال جمعية نقاد معينة، وعرضها خلال فترة المهرجان لإتاحة الفرصة للمهتمين السينمائيين لمشاهدتها.
  • نصف شهر المخرجين: وهي تظاهرة فنية تعنى باختيار أفلام سينمائية من قبل جمعية مخرجين سينمائيين.
  • سوق الفيلم: وهي مجموعة من الصالات السينمائية التي تعنى بتسويق المنتجين والموزعين لأفلامهم من خلال دفع مبلغ مالي مقابل عرض الفيلم – بغض النظر عن مستواه الفني أو النقدي – خلال فترة عرض المهرجان اغتناماً لفرصة وجود عدد كبير من المهتمين السينمائيين العالميين.
  • ركن الأفلام القصيرة: ويهتم هذا الركن بعرض الأفلام القصيرة من جميع أنحاء العالم، ويركز بشكل أساس على الأفلام التي تم استبعادها من اختيار لجان المشاهدة في مراحل التصفيات.
  • سينما العالم: وهي تظاهرة سنوية تعنى باختيار نماذج مميزة من سينما إحدى الدول غير المشهورة سينمائيًّا، وعرض أفلامها لجمهور المهتمين السينمائيين.

يضاف إلى ما سبق ذكره من فعاليات وعروض سينمائية، كثير من الفعاليات السينمائية التي تصاحب المهرجان خلال فترة إقامته، ما يجعله وبجدارة العرس السينمائي الأبرز حول العالم، والذي ينتظره جمهور السينما بفارغ الصبر كل عام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *