منوعات

خطير وليس له علاج .. فيروس جدري القردة ينتشر في عدد من دول العالم

في ظل مؤشرات مقلقة عن استمرار جائحة فيروس كورونا التي تسببت في وفاة أزيد من 15 مليون شخص حول العالم، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يعم القلق حاليا الأوساط الصحية من مؤشرات توسع انتشار فيروس جدري القردة في جميع أنحاء العالم.

ويعد جدري القدرة من الأمراض المعدية النادرة والخطيرة، والتي تصل نسبة الوفيات فيها، حسب منظمة الصحة العالمية، ما بين 1 و10 %، حسب نوعي سلالتيه، مقارنة مع 0.6% بالنسبة لفيروس كورونا 19.

وأعلنت عدة دول تسجيل حالات مؤكدة من الإصابة بعدوى جدري القردة، شملت، إلى حدود كتابة هذا المقال، كلا من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والبرتغال وأستراليا.

والمرض مند اكتشافه لم يظهر عادة إلا في غرب ووسط أفريقيا ونادرا ما ظهر في أماكن أخرى من العالم. وقالت “رويترز”، إنه تم إعلان القضاء على هذا المرض عام 1980.

“العمق المغربي” أعدت التقرير التالي بناء على مصادر إعلامية عاليمة (الجزيرة مباشر، قناة الحرة، سكاي نيوز عربية، قناة يورو نيوز، سي ان ان بالعربية)

ما هو جدري القردة وما هي أعراضه؟

جدري القرود فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، على الرغم من كونه أخف، واكتشف للمرة الأولى في القرود. وتم رصده لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا في العقد الماضي.

يسبب فيروس جدري القرود أعراض الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي على اليدين والوجه حيث تبرز حبوب على الجلد. وعادة ما يكون خفيفا، لكن هناك سلالتين رئيسيتين له إحداهما سلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10%، وسلالة غرب أفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1% من حالات الإصابة.

وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.

وتتراوح فترة حضانة جدري القردة (قبل ظهور أعراض المرض) بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:

فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)؛ وفترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%)

ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.

ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية (في 70% من الحالات) والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)، فضلاً عن قرنيتها (مقلة العين).

ويُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

كيف ينتقل جدري القرود وهل من علاج؟

ينتشر المرض عبر المخالطة، وتشمل أعراضه الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

ويمكن أن يصاب الناس بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس.

وتنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وفقا لما أفادت به منظمة الصحة العالمية.
ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات التنفس لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.

ولا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته. وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.

حالات الإصابة المسجلة حتى الآن

كما تمت الإشارة إلى ذلك تشمل الدول التي أعلنت رسميا تسجيل حالات مؤكدة من الإصابة بفيروس جدري القردة كلا من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والبرتغال وأستراليا.

وسط المثليين في بريطانيا:

في 13 مايو، أعلنت بريطانيا عن اكتشاف حالتين مؤكدتين وحالة واحدة محتملة للمرض، ليرتفع عدد حالات الإصابة إلى تسع حالات، وفقاً لـ “الغارديان”.

وقالت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، إن الحالات الأخيرة كانت في الغالب بين “مثليين أو ثنائيي الجنس أو رجال يمارسون الجنس مع رجال”.

ونصحت الوكالة الأشخاص في تلك المجموعات بأن يكونوا “متيقظين بشكل خاص لأي طفح جلدي أو آفات غير عادية في أي جزء من أجسامهم”.

وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إنها تريد الإضاءة، بالتعاون مع بريطانيا، على الإصابات بجدري القردة التي تكتشف في هذا البلد منذ بداية أيار/مايو، خصوصا في مجتمع المثليين.

وأثارت الحالات المكتشفة القلق في الأوساط البريطانية، لأنه تاريخيًا تم اكتشاف ثماني حالات فقط بريطانيا، كانت الأولى في عام 2018، حسب الـ”الغارديان”.

14 حالة مؤكدة في البرتغال:

قالت السلطات الصحية في البرتغال، حسب رويترز، إنها سجلت 14 حالة إصابة بالمرض ولديها 20 حالة اشتباه، وأضافت أنه لم يسافر أي من المصابين بالمرض لأفريقيا ولم تتمكن السلطات من تحديد أي صلة بين حالات الإصابة.

7 حالات مؤكدة في إسبانيا:

وسجلت إسبانيا المجاورة الخميس أول 7 حالات مؤكدة مع الاشتباه في 22 حالة إصابة كلها في منطقة مدريد وسط البلاد. وأعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد مساء الأربعاء اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة.

2 حالات مؤكدة في كندا:

وسجلت كندا مساء الخميس أول حالتين من الإصابة بجدري القردة لدى البشر، وأشارت السلطات الكندية إلى أن حالات أخرى مشتبها بها قيد الدرس في مدينة مونتريال تبلغ 17 حالة.

حالة مؤكدة في أمريكا:

الولايات المتحدة سجلت أيضا أول إصابة بجدري القرود بعد إعلان وزارة الصحة في ولاية ماساتشوستس يوم الأربعاء عن إصابة شاب قدم من كندا.
وأكدت السلطات الصحية في ولاية ماساتشوستس الأميركية، الأربعاء، اكتشاف حالة مصابة بـ”مرض فيروسي نادر وخطير”، يسمى جدري القردة.

وتعد الحالة المكتشفة أول إصابة يتم تحديدها في الولايات المتحدة هذا العام، حسب صحيفة “واشنطن بوست”، وذكرت إدارة الصحة العامة في ولاية ماساتشوستس أن ولايتي تكساس وماريلاند، أبلغتا عن إصابة واحدة كل عام في “الأشخاص الذين سافروا مؤخرًا إلى نيجيريا”، حسب الصحيفة.

حالة مشتبهة في فرنسا:

وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية اكتشاف أول حالة يشتبه في إصابتها بفيروس جدري القرود على الأراضي الفرنسية في منطقة باريس/إيل دو فرانس.

حالة مشتبهة في أستراليا:

وقالت السلطات الأسترالية الجمعة إنها رصدت حالة عدوى محتملة بمرض جدري القرود وهي لمسافر عاد مؤخرا من أوروبا، وإن فحوصا تجرى حاليا للتأكيد.

نبذة تاريخية عن جدري القردة

ظهر المرض لأول مرة في عام 1958، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحث، وفقًا لـ”” مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” (مركز رسمي أمريكي).

وجرى تسجيل أول حالة بشرية من جدري القردة، في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.

وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي رُئِي أنها موطونة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.

وأُبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكّدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المُبلّغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة.

واندلعت في عام 2005 فاشية لجدري القردة في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا.

وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة، فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين آب/ أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر 2016.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *