منوعات

بعد 125 سنة عن دراكولا .. مصاصو الدماء يلتئمون في أكبر تجمع بإنجلترا

يمثل “مصاص الدم” نموذجا للتطور الذي يطرأ على الأسطورة وكيف تساهم مختلف وسائل الاعلام إلى تحويلها إلى واقع. و “مصاص الدم”، حسب ويكيبيديا، شخصية أسطورية، ذكرت في التراث الشعبي الفلكلوري.

وخرج “مصاص الدم” من مجال الأسطورة المتوارثة في الثقافة الشعبية إلى مجال الأدب خاصة بعد أن ألف “برام ستوكر” روايته الشهيرة تحت عنوان” دراكولا”، والتي نشرت عام 1897. وبعد 95 سنة سيدخل المخرج “فرانسيس فورد كوبولا” أسطورة “مصاص الدم” عالم السنيما بفلمه “دراكولا” سنة 1992. ويعد العملين من أكثر ما روج مصاص الدم، قبل أن تتحول إلى حركة اجتماعية تنتشر حساباتها ومواقعها على الشبكة العنكبوتية بشكل واسع، وتصبح أفلام مصاصي الدماء والمستئذبين الأكثر مشاهدة على Netflix .

أكبر تجمع على الإطلاق

تجمع 1.369 شخصاً يرتدون زي مصاصي الدماء في شمال مقاطعة يوركشاير بإنجلترا، ليسجلوا رقماً قياسياً جديداً لأكبر تجمع للأشخاص الذين يرتدون زي الشخصية الأسطورية، محطمين الرقم السابق البالغ 1.039 والمسجل في عام 2011.

و الحدث تم تنظيمه من قبل  English Heritage، وهي مؤسسة خيرية تحافظ على المباني التاريخية وتحيي ذكرى السكان المشهورين، للاحتفال بمرور 125 سنةً على نشر رواية Bram Stoker’s Dracula في عام 1897.

وارتدى الحاضرون أحذية ومعاطف وسراويل أو فساتين سوداء، ووضعوا أنياباً على أسنانهم العلوية. وكان الرقم القياسي السابق يبلغ 1039 مصاص دماء وقد سُجّل في دوسويل بولاية فيرجينيا الأمريكية.

وشكلت بلدة نورث يوركشاير الساحلية الواقعة على بحر الشمال والتي زارها ستوكر عام 1890 الإطار المكاني لروايته القوطية، وفقاً لمنظمة “إنجليش هيريتدج”.

أمير ورواية وفيلم دراكولا

حسب ويكيبيديا، “دراكولا”، بالإنجليزية (Bram Stoker’s Dracula)، هو فيلم رعب من إخراج  “فرانسيس فورد كوبولا”، تم إنتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية وصدر في سنة 1992.

وقبل إنتاج الفيلم، فـ”دراكولا” هي رواية رعب من تأليف برام ستوكر وقد أُلفّت في العصر الففكتوري. وفي الأصل فـ “دراكولا” الحقيقي هو اسم عائلة، وكان أحد حكامها هو”فلاد الثالث المخوزق”، بالرومانية (Vlad Ţepeş) الذي صار “ڤويڤود” (حاكم)”الأفلاق” والملقب بدراكولا وتعني ابن التنين، وهو من مواليد مدينة سيغيوشوار. يعتبر الأمير “فلاد الثالث المخوزق” بطلا وطنيا في رومانيا لقيامه باحتواء الاجتياح العثماني لأوروبا، وقد حكم بين عامي 1456 و1462 وكان موصوفا بتعامله الوحشي مع المسؤولين الفاسدين واللصوص وخصوصا المحتلين.

يدور الجدل حول العلاقة غير الأكيدة بين شخصية دراكولا التي ابتدعها الكاتب الايرلندي برام ستوكر عام 1897 في رواية “دراكولا”، و”فلاد الثالث المخوزق” ابن الأمير الروماني فلاد دراكول (التنين). يرجع إطلاق لقب المخوزِق (Ţepeş) على فلاد الثالث بسبب اتباعه أسلوب الخزق في التعذيب والتخلّص من أعدائه.

تطور أسطورة مصاص الدماء

مصاص الدماء هو شخصية أسطورية، تتغذى على جوهر الحياة (عادة يكون على هيئة الدم) من المخلوقات الحية. وفي الحكايات الشعبية، حسب ويكيبيديا، يزور غالباً مصاصو الدماء الخالدين أحبائهم ويسببون لهم الأذى الجسدي والنفسي وقد يصل الأمر إلى قتلهم، حيث كانوا يقطنون عندما كانوا على قيد الحياة (قبل أن يتحولوا لمصاصي دماء).

وكانوا يرتدون الأكفان، وكثيراً ما يتم وصفهم بأنهم متضخمين، أو مظهرهم يميل إلى الحمرة، التي تختلف بشكل ملحوظ عن مصاص الدماء اليوم، والذي يتلخص شكله في الهزيل، والشاحب، الذي يرجع تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من تسجيلها في عدة ثقافات، وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم، التي تتواجد بشكل ما لشخصيات مُشابهة لمصاصي الدماء قديمة، ربما تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

وحسب نفس المصدر، لم يشع مصطلح مصاص دماء إلا في أوائل القرن الثامن عشر، بعد تدفق خرافات عن مصاصي الدماء في أوروبا الغربية من المناطق التي تكررت فيها أساطير عن مصاصي الدماء، مثل البلقان، وأوروبا الشرقية، على الرغم من المتغيرات المحلية، والمعروفة أيضاً بأسماء مختلفة، مثل vrykolakas في اليونان، وstrigoi  في رومانيا.  وقد أدت هذه الزيادة في مستوى الخرافات عن مصاصي الدماء في أوروبا إلى ما يطلق عليه الهستيريا (خوف هستيري) الجماعية، وفي بعض الأحيان أدت إلى موت الكثيرين، الذين خاطروا بالواقع، وتم إتهام بعض الناس بأنهم مصاصو دماء.
وفي العصر الحديث، حسب المصدر السابق، على الرغم من اعتبار مصاصي الدماء بوجه عام مجرد كيان وهمي، لا يزال الاعتقاد بوجود مخلوقات مصاصة للدماء مماثلة فعلى سبيل المثال تشوباكابرا  لا تزال قائمة في بعض الثقافات.

ويعزى الاعتقاد الفولكلوري في وقت مبكر عن مصاصي الدماء إلى الجهل في عملية تحلل الجسم بعد الوفاة، وكيفية محاولة الناس في المجتمعات ما قبل الصناعية لترشيد ذلك، وقد قاموا بابتكار شخصية مصاص الدماء؛ لشرح أسرار الموت. وارتبطت البرفيريا أيضاً بالأساطير عن مص الدماء في عام 1985م، وحصلت على الكثير من الظهور الإعلامي، ولكن منذ ذلك الحين فقدت مصداقيتها إلى حد كبير.

وقد تمت ولادة شخصية مصاص الدماء، الساحرة للجماهير (الكاريزمية)، ومتطورة في الخيال الحديث في عام 1819 م مع نشر قصة مصاص الدماء لمؤلفها جون بوليدوري. وكانت القصة ناجحة إلى أقصى حد، ويمكن القول إن ذلك العمل لمصاصي الدماء كان الأكثر تأثيراً في أوائل القرن التاسع عشر. ومع ذلك، فإن رواية دراكولا (1897م) لمؤلفها برام ستوكر لا يزال يتذكرها الناس باعتبارها رواية مثالية عن مصاصي الدماء، وقد قدمت الأساس لأسطورة مصاص الدماء الحديثة. وقد ولد من رحم نجاح هذا الكتاب مصاص الدماء من نوع فريد، وما زال يتمتع بشعبية هائلة في القرن الحادي والعشرين مقدمة كتب، وأفلام، وبرامج تلفزيونية. وأصبح مصاص الدماء منذ ذلك الحين شخصية مهيمنة في أفلام الرعب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *