منوعات

200 قتيل في رواية غير رسمية .. 100 قتيل حصيلة اقتتال بين منقبين عن الذهب في “تشاد”

قال وزير الدفاع التشادي، الاثنين، إن نحو 100 شخص لقوا مصرعهم في اشتباكات بين عمال مناجم الذهب شمالي تشاد يومي 23 و24 مايو.

وحسب “الشرق الأوسط” أضاف اللواء داود يايا إبراهيم في تصريحات لـ”فرانس برس” أن عدد الضحايا في تلك الاشتباكات الناجمة عن “مشادة تافهة بين شخصين ثم تطوّرت”، بحسب تعبيره، أودت بحياة 100 شخص وتسببت في إصابة 40 آخرين، مشيراً إلى تعليق جميع عمليات التعدين غير الرسمية وإجلاء الأفراد من الموقع.

وحسب نفس المصدر، اندلعت أعمال العنف ليلاً في موقع غير رسمي لتعدين الذهب في منطقة كوري بوجودي الجبلية، بالقرب من الحدود مع ليبيا.

وقال وزير الإعلام عبد الرحمن كلام الله، في بيان، إن هذه الاشتباكات التي وقعت على بعد أكثر من ألف كيلومتر، شمال شرق العاصمة نجامينا، أسفرت عن “خسائر في الأرواح وسقوط جرحى”، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وأوضح وزير الدفاع التشادي أن “هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها مواجهات بين عمال مناجم الذهب في المنطقة”، و”قررنا تعليق جميع عمليات تعدين الذهب في كوري حتى إشعار آخر مع العلم أن غالبيتها العظمى غير قانونية”، مؤكداً أن الاشتباكات دارت بين أشخاص ينحدرون من موريتانيا وليبيا.

و 200 قتيل في رواية غير رسمية

وحسب المصدر السابق كانت وكالة  “رويترز”  أفادت في وقت سابق من شهر ماي بوقوع اشتباكات دامية بين عمال مناجم الذهب شمالي تشاد، فيما تم تداول تقرير غير مؤكد لجماعة متمردة محلية يفيد بسقوط 200 ضحية على الأقل في المنطقة.

وقالت الحكومة في بيان آنذاك إنه تم إرسال بعثة حكومية لتقييم الوضع واستعادة الهدوء، مضيفة أن “أرواحاً فقدت وأصيب عدة أشخاص، دون أن تذكر أرقاماً”.

وكانت جماعة “جبهة التغيير والوفاق” في تشاد قالت، الثلاثاء الماضي، إن 200 شخص على الأقل قتلوا وأصيب 500 آخرين في اشتباكات طائفية في كوري بوغودي.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن محمد نور عبيدو، الأمين العام للوفاق التشادي للدفاع عن حقوق الإنسان، القول إن القوات التي أرسلتها السلطات للتدخل “أطلقت النار على الناس”.

وقال نور عبيدو وقيادي معارض إن عدد القتلى وصل إلى 200 شخص، لكن السلطات تنكر ذلك، كما تنفي مسؤوليتها عن سقوط قتلى.

وأرسلت الحكومة التشادية يوم 25 مايو/أيار بعثة إلى منطقة النزاع، الواقعة على مسافة نحو ألف كيلو متر شمال شرقي العاصمة نجامينا.

وتمكنت فرقة عسكرية كبيرة من استعادة الهدوء إلى المنطقة، بحسب ما أكد إبراهيم لوكالة فرانس برس.

وقال إبراهيم إن المصادمات كانت بين منقّبين من موريتانيا وليبيا. وتوقفت كل أنشطة التنقيب عن المعادن في منطقة كوري بوغودي في الوقت الراهن.

إغراءات تيبستي

وتعد المنطقة الواقعة في سلسلة جبال تيبستي ويتعذر الوصول إليها مليئة بالمناجم، وغالباً ما يتم استغلالها سراً من قبل عدد كبير من المنقبين عن الذهب من جميع أنحاء البلاد ومن دول ليبيا والنيجر والسودان، ما يجعل من الصعب السيطرة على الأماكن من قبل السلطات، وفق ما أورده موقع “فالي بوست”.

تشاد هي موطن لما يقرب من نصف مليون لاجئ من السودان ونيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة، إذ تشهد نزاعاً بين مختلف المجموعات من المزارعين ومربّي المواشي في أقاليم وداي وسيلا شرقي البلاد، وجبل تيبستي في الشمال، كما يواجه الجيش على الحدود مع ليبيا متمردين وعمالاً في مناجم الذهب.

وتعتبر كذلك دولة منتجة للنفط منذ 2003، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في مستويات المعيشة، ولكنه جعل البلاد أيضاً عرضة لتقلبات أسعار النفط

وإثر الإعلان عن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي في أبريل/نيسان من العام الماضي، تولى مجلس عسكري بقيادة الجنرال محمد إدريس ديبي حُكم البلاد لمدة 18 شهرا لحين إجراء انتخابات.

بلد غني بالثروات فقير بالسياسات

يعتمد الناتج المحلي الإجمالي في تشاد على قطاعين مهمين، الأول الزراعة، والتي تمثل 40% من الناتج المحلي الإجمالي، وتساهم بنحو 80% من الصادرات السلعية، وتضم 80% من القوى العاملة هناك.

أما المصدر الثاني للناتج المحلي فهو النفط والغاز الطبيعي، حيث يتوفر لتشاد 1.5 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة، حسب تقديرات عام 2018، ويبلغ الإنتاج اليومي 140 ألف برميل، يتم تصدير 90% منها.

ويبلغ عدد السكان نحو 15.9 مليون نسمة، وفق أرقام عام 2019، والمستمدة من قاعدة بيانات البنك الدولي، وتصنف تشاد على مؤشر التنمية الإنسانية لعام 2020 -الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة- ضمن أقل دول العالم نموًا، فقد جاء ترتيبها في المرتبة 187 من بين 189 دولة شملها المؤشر.

ليس هذا فحسب بل إن البيانات المتعلقة بواقع الفقر متعدد الأبعاد، على مدار الفترة من 2008- 2019، تظهر صعوبة المستويات المعيشية، فقد بلغت نسبة الفقر متعدد الأبعاد خلال الفترة المذكورة 85.7% من إجمالي السكان، كما بلغت نسبة شدة الحرمان خلال نفس الفترة 62.3% من السكان.

تقرير الشفافية الدولية لعام 2020، حسب الجزيرة نت، يوضح أن تشاد لاتزال ضمن أكثر 20 دولة الأكثر فسادًا في العالم، حيث حصلت على 20 درجة فقط من درجات المؤشر البالغة 100 درجة، وحلت في المرتبة 160 من بين 180 دولة شملها التقرير.

وإن كانت تشاد قد تحسنت في ترتيبها عام 2020 إلى 160، حيث كانت عام 2019 في المرتبة 162، إلا أن ذلك لا يعني أن ثمة جهودا بذلت لمكافحة الفساد، بحسب مراقبين.

ويعتقد محللون أن ارتفاع نسبة الفساد هناك يعود إلى ممارسة الرئيس إدريس ديبي الذي لقي مصرعه مؤخرًا في مواجهات مسلحة مع قوات المعارضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *