منوعات

دراسة علمية: المثليون جنسيا معرضون للانتحار 8 مرات أكثر من غيرهم

ارتفاع نسبية الانتحار ومرض الاكتئاب وتعاطي المخدرات في أوساط للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل والمتحولين جنسيًا اليافعين، أثار انتباه علماء النفس حول الظاهرة التي سجلت حضورها بشكل لافت في مجتمعات “الميم – عين”.

ويضم مجتمع LGBTQ+ (الميم-عين بالعربية) المثليين والمثليات، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسيا، ومرتدي الملابس المغايرة، وآخرين.

ورغم حداثة الاهتمام بالظاهرة إلا أن ما تم من الدراسات حول مجتمعات “الميم – عين” وما كشفته هذه الدراسات من حجم الهشاشة النفسية والاجتماعية التي تخترق هذه المجتمعات تدعوا إلى رصدها والتعريف بها.

فما هو حجم ظاهرتي الانتحار والاكتئاب وسط مجتمعات “الميم – عين”؟ وما هي أسبابها؟

أكثر عرضة للانتحار والاكتئاب  

أظهر بحث في جامعة بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية أن الشباب المثليين “الذين يعانون مستويات عالية من الرفض من قبل عائلاتهم خلال فترة المراهقة (مقارنة مع أولئك الذين خاضوا رفض أقل أو معدوم من قبل والديهم أو مقدمي الرعاية) من المرجح أنهم حاول الانتحار ثمان مرات أكثر، ومن المرجح أنهم خاضوا مستويات عالية من الاكتئاب ست مرات أكثر، وتعاطوا مخدرات غير مشروعة ثلاث مرات أكثر ومن المرجح أن يكون ثلاث مرات أكثر عرضةً لفيروس نقص المناعة البشرية أو الأمراض التناسلية الأخرى” في وقت مبكر من العشرينات.

وحسب ويكيبيديا، أجرت البحث الإحصائية الاجتماعية الكلينكية “كيتلين ريان” لمشروع التقبل الأُسَري حول تأثير التقبل الأسري والرفض على الصحة، والصحة العقلية للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل والمتحولين جنسيًا اليافعين، ضمت الانتحار، الإيدز والتشرد.

وأكد البحث، حسب نفس المصدر، أن الطلاب المثليين والمثليات ومزدوجي الميل والمتحولين جنسيًا أكثر ثلاث مرات من الطلاب غير المثليين في القول إنهم لا يشعرون بالآمان في المدرسة (22% مقابل 7%) و90% من الطلاب المثليين (مقابل 62% من المراهقين غير المثليين) قد تعرضوا للمضايقة أو الاعتداء خلال السنة الماضية.” إضافة لذلك، “الطلاب المثليون ميالون أكثر إلى النظر جديًا لترك مؤسساتهم التعليمية مقارنة بالطلاب الغيريين كنتيجة للتحرش والتعدي عليهم.

وحسب نفس المصدر، أكدت دراسة أخرى أجريت في تايوان أن 1 من 5 أو 20% من المثليين التايوان قد حاولوا الانتحار.

التفسير برهاب المثلية

فسر كثيرون من الباحثين والعلماء المهتمين بظاهرة ارتفاع حالات الانتحار والاكتئاب وسط المثليين ومن شابههم بانتشار “رهاب المثلية” وما يترتب عنه من ضغوطات نفسية عليهم.

في عام 1992 كتب وارن بلومنفيلد، وهو أستاذ في مجال التربية بجامعة آيوا الأميركية،
أن رهاب المثلية (هوموفوبيا)، حسب قناة الحرة، يتدرج من رفض تكوين علاقات مع أفراد مجتمعات “الميم – عين”، بسبب هويتهم الجنسية فحسب، وإلى الاعتداء اللفظي أو الجسدي أحيانا، ويندرج بين هذا وذاك، كل أنواع التمييز سواء في تقديم الخدمات أو في التوظيف، أو غيرها من الأمور التي يوفرها المجتمع، ويحرم منها المثليون بسبب هويتهم الجنسية.

بحسب الطبيب النفسي ومدير مستشفى الأمل للطب النفسي في الإمارات، د. أحمد خالد، فـ “رهاب المثلية موجود عند الأغلبية العظمى (من الناس) وبالذات في الشعوب العربية”

ويضيف خالد، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي، إن “الرهاب هو مرض نفسي له آثاره السلبية على المريض، والتي قد تصل إلى حد الوفاة في بعض الأوقات لبعض الحالات الحرجة”، مؤكدا أن “الرهاب المرضي يسبب مشاكل للشخص في التعامل، وتمتد آثاره إلى أنها تكون في بعض الأوقات مؤذية لغيره”.

ويقول الخبير الاجتماعي، حسين الخزاعي، إن السبب الرئيس لهذا الرهاب هو “الوصمة” حيث أن من ينتمي لمجتمع “الميم -عين” يوصم بأنه “شاذ”، مما جعل أبناء هذا المجتمع يحاولون إخفاء توجهاتهم.

وحسب المصدر السابق، تغيرت الأوضاع كثيرا بالنسبة لأعضاء مجتمع الميم -عين في العالم الغربي منذ تاريخ كتابة مقالة بلومنفيلد، إذ على الرغم من وجود مشاكل حتى الآن وضعت قوانين لضمان عدم التمييز الاقتصادي أو الوظيفي ضدهم، وأصبح العداء على أساس الهوية الجنسية يصنف ضمن خطاب الكراهية في كثير من الأحيان

ومنذ عام 1970، تشهد العديد من الدول الغربية “مسيرات فخر” في نهاية شهر يونيو من كل عام، يحتفل فيها المثليون وغيرهم بـ”الأشخاص من كافة التوجهات الجنسية”.

دول صنفت خطيرة على “مجتمعات الميم – عين”

حسب قناة الحرة، أدرج موقع “إنسايدر مانكي” إيران على رأس قائمة الدولة الأكثر خطورة بالنسبة للمسافرين المثليين بعد إعدام النظام الإيراني لرجل العام الماضي بناء على قانون مناهض للمثليين.

وجاء في تقرير أعده الموقع أن إيران تصدرت “قائمة الدول الـ 15 الأكثر خطورة على المسافرين المثليين، مع فرض عقوبة الإعدام”.

ووفقا لتسريبات إعلامية، فإن النظام الديني الإيراني أعدم ما بين 4000 إلى 6000 من المثليين والمثليات منذ ما يعرف بـ”الثورة الإسلامية” في البلاد في عام 1979.

وجاءت السعودية بعد إيران في التقرير الذي نشر عام 2020، وبعدها نيجيريا وأفغانستان وموريتانيا

وحسب المصدر السابق، يضع تقرير نشرته مجلة فوربس في عام 2021 نيجيريا في المرتبة الأولى لـ”أسوأ الدول بالنسبة للمثليين”، وبعدها السعودية في قائمة من عشرين دولة ضمت أيضا عمان وقطر والإمارات واليمن والسودان وإيران والمغرب ومصر والجزائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *