منوعات

ماذا تعرف عن الدوامات البحرية.. إليك أشهرها ومخاطرها وسبل النجاة منها

تعتبر الدوامات المائية من المظاهر الطبيعية في عالم البحار والأنهار. وهذه الدوامات تختلف من حيث قوتها وحجمها وعمرها.

فبينما لا يستغرق بعضها إلا بضع دقائق يعمر بعضها الآخر قرونا من الزمن. وفيما لا يشكل بعضها أي خطر، يمكن لبعضها أن يلتهم مراكب صغيرة.

وهذه الظواهر التي يوجد مثيل لها في الجو، وبفعل الغموض المحيط بأسبابها، والمخاطر التي ترتبط بها، كانت موضوع أفلام وروايات وقصص للبحارة، وحكايات شعبية أحاطتها بمزيد من الغموض، وصاغت حولها قصصا خيالية مثيرة وغريبة، وأساطير اعتبرها بعضها مكان تجمع الوحوش.

وفي المغرب كشفت دراسة علمية قبل سنة وجود “دوامة محيطي”  (GYRE) بمنطقة بحر البوران، بعرض سواحل الحسيمة.

وحتى يتم تخليص هذه الظاهرة الفيزيائية في المياه، مما أحاط بها من غموض ومبالغات وخيالات، يجيب هذا التقرير عن أهم الأسئلة المرتبطة بها، كما يعرفنا بدوامة بحر البوران بالحسيمة.

كيف تتشكل الدوامات المائية

تتكون الدوامات عندما تلتقي التيارات المائية التي تتحرك في اتجاهين مختلفين مع بعضها البعض (شترستوك) يتغير اتجاه التيارات سريعة التدفق في المحيطات والأنهار باستمرار، حسب الجزيرة نت. وبمجرد أن تتلامس التيارات المائية التي تتحرك في اتجاهين مختلفين مع بعضها البعض فإنها لن تكون قادرة على الاستمرار في الحركة بنفس السرعة والاتجاه، وعوضا عن ذلك تلتفّ تلك التيارات وتدور حول بعضها البعض مما يؤدي إلى تشكيل “الدوامات” (whirlpools)

ويمكن أن تظهر الدوامات بأحجام مختلفة اعتمادا على حجم الماء وقوة تصادم المياه. ووفق تقرير نشر على موقع “لايف ساينس” (Live Science) تتشكل بعض الدوامات وتختفي خلال فترة زمنية قصيرة، بينما تحافظ بعض أنظمة المياه على الدوامات لعدة قرون.

كيف أنجو من الموت؟

الدوامات، حسب نفس المصدر، ليست مدمرة كما تم تصويرها في الخيال. ومع ذلك فإنها تشكل خطرا على الناس والقوارب الصغيرة. بالطبع ليس من السهل أن تتعرض عزيزي القارئ لخطر الوقوع في شرك إحدى الدوامات المائية لا سيما إن لم تكن ممن يمارسون رياضة الكاياك. ويعرف الكاياك بأنه قارب صغير أحادي الراكب ومدعم بنظام تجديف ثنائي وهنا لا بد أن يكون المجداف حرا على عكس رياضة التجديف التي يكون فيها المجداف مثبتا بالقارب

ووفقا لـ”كين وايتنغ” بطل العالم في قوارب الكاياك، فإنه يتوجب عليك التأكد من ارتداء ملابس واقية عند دخول الماء مثل سترة النجاة والخوذة التي يمكن أن تحميك من التيارات القاسية المحيطة بالدوامات. وينصح وايتنغ بتجنب دخول الماء على الإطلاق في حال رؤية أي مؤشر يدل على وجود دوامة.

وفي حال دخولك الدوامة، يجب ألا تتحرك في نفس اتجاه تدفق المياه ويجب أن تستهدف الحافة الخارجية بدلا من المركز. كما أنه لا بد من تجنب امتلاء قارب الكاياك بالماء.

الدوامات الأشهر عالميا

+ “سالتستراومين” (Saltstraumen)

تقع هذه الدوامة في مضيق صغير جنوب مدينة بودو في النرويج، هناك حيث توجد أحد أقوى تيارات المد والجزر في العالم. يمكن أن تنتقل المياه بسرعة 10 أمتار في الثانية لإنشاء هذه الدوامة العملاقة التي يصل عرضها إلى 10 أمتار وعمقها إلى 5 أمتار.

+ “أولد سو” (Old Sow)

تتشكل هذه الدوامة في المياه الواقعة بين جزيرة “دير آيلاند” وجزيرة موس في كندا، وهي واحدة من أكبر الدوامات في نصف الكرة الغربي. ويمكن أن تختلف في الحجم بقطر يقارب 76 مترا، وتحيط بها عدة دوامات صغيرة.

+ “ناروتو” (Naruto)

تقع بين توكوشيما وهيوغو في اليابان ويصل قطرها إلى 20 مترا. وتتكون هذه الدوامة نتيجة المد والجزر، حيث تدخل المياه إلى مضيق ناروتو الضيق بسرعة 19.3 كيلومترا في الساعة خلال المد الربيعي.

+ “كوريفريكان” (Corryvreckan)

تقع هذه الدوامة بين صخرتين قبالة الساحل الغربي لأسكتلندا، وتعد ثالث أكبر دوامة في العالم.

+ “موسكستراومن” (Moskstraumen)

تقع هذه الدوامة في البحر النرويجي بين جزيرة موسكين والجزء الجنوبي من جزيرة موسكينيسويا، وهي ثاني أقوى دوامة في العالم حيث يبلغ قطرها في أكبر حالاتها حوالي 49 مترا.

+ “دوامة محيطية” (GYRE) ببحر البوران في عرض الحسيمة

أظهرت دراسة علمية ميدانية قام بها فريق مغربي متخصص في علوم البحار، تابع للمرصد البحري بالحسيمة، وجود “دوامة محيطية” (GYRE) بمنطقة بحر البوران، عرض سواحل الحسيمة.

وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء (mapecology) أطلق المرصد البحري بالحسيمة، التابع لمشروع التعاون “Odyssea” الممول من قبل الاتحاد الأوروبي وبتعاون مع المندوبية السامية للمياه والغابات والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وجامعة عبد المالك السعدي، في شهر نونبر 2020 مسبارا للمسح البحري (Glider) له القدرة على أخذ قياسات آنية لعناصر حيوية وكيمائية لمياه البحر، من قبيل الحرارة والملوحة وتركيز البلانكتون وجزيئات البلاستيك، في تجربة استمرت لأسابيع.

وقدم الفريق العلمي، شهر ماي 2021، مقالا علميا حول النتائج الأولية لهذه الدراسة العلمية، الأولى من نوعها بجنوب البحر المتوسط، في إطار مؤتمر النظام الأوروبي لمراقبة المحيطات بالعالم (EuroGoos) ، بمشاركة ثلة من العلماء وممثلي المختبرات البحرية الأوروبية والعالمية.

وحسب نفس المصدر، أكد الحسين نيباني، رئيس جمعية التدبير المندمج للموارد (أجير) المنفذة للمشروع، أن الدراسة مكنت ، لأول مرة وبشكل ملموس ، من إثبات وجود “دوامة محيطية” ببحر البوران، وهي الظاهرة التي كان يتم رصدها فقط عبر الأقمار الصناعية، موضحا أن الدراسة مكنت من الحصول على معطيات دقيقة في الزمان والمكان لعاملي حرارة وملوحة مياه البحر، والذين يعتبران مهمين في تشكيل ما يعرف بالدوامات المحيطية.

واعتبر أن الدوامة الموجودة في بحر البوران بسواحل الحسيمة تعمل على تلطيف المياه القادمة من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وتوزيعها على الجهة الغربية للبحر الأبيض المتوسط، الذي يعد أكثر حرارة وملوحة من المحيط الأطلسي.

وتابع نيباني، في تصريح حصري لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القياسات الدقيقة التي قام بها المسبار (Glider) على مساحات كبيرة وفي أعماق تراوحت بين 0 و 500 مترا تحت سطح الماء، مكنت أيضا من توفير مؤشرات مادية تثبت وجود المكون العمودي للدوامة المحيطية (GYRE) ببحر البوران، بينما الأقمار الصناعية تكشف فقط عن جانبها الأفقي السطحي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *