أدب وفنون

بحضور وزان.. انطلاق مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط (صور)

انطلقت مساء الجمعة بقاعة سينما “إسبانيول” التاريخية بتطوان، فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، المنظم من 10 إلى 17 من يونيو الجاري، تحت رعاية الملك محمد السادس.

حفل الافتتاح الذي شهد حضورا وازنا لممثلين ومخرجين مغاربة وأجانب، بجانب حضور مسؤولين رسميين، عرف تكريم كل من النجمة البلجيكية الفرنسية ديبورا فرانسوا، والممثل والمخرج الإسباني من أصل ألماني أليكس برندموهل، والمخرج المغربي نور الدين لخماري.

ويشرف على تنظيم هذا المهرجان الدولي، مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وذلك بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وعمالة تطوان ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة تطوان وشركاء آخرين.

وخلال حفل الافتتاح، تم تقديم أعضاء لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل الذي يرأسها المخرج جاك ترابي من الكوت ديفوار، إلى جانب كل من المخرجة والكاتبة الإسبانية مابل لوزانو، والروائي والناقد السينمائي المغربي محمد العروسي، والفنان التشكيلي المغربي محمد الباز.

وتم تقديم لجنة تحكيم النقاد التي تترأسها الكاتبة والناقدة المصرية أمل الجمل، وتضم في عضويتها الباحثة وكاتبة السيناريو المغربية ليلى الشرادي، والناقد والباحث المغربي عادل السمار، والإعلامي الإسباني ميجل أنخيل بارا نائب رئيس جمعية كتاب السيناريو في منطقة الأندلس.

أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية فتترأسها المخرجة الفرنسية ماريون ستالنس، ومعها في عضوية اللجنة المخرجة الفرنسية فاني أوبير مالوري، والناقدة المغربية نادية مفتاح، والسينمائي التونسي فتحي خراط الذي سبق وشغل منصب مدير مهرجان الفيلم بقرطاج.

قيمة سينمائية 

وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، اعتبر في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الكاتب العام لقطاع التواصل بالوزارة، مصطفى التيمي، أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يظهر مدى انفتاح المغرب على محيطه المتوسطي.

وأوضح أن المهرجان يجسد أهمية البعد الثقافي في شقه السينمائي، في سياق داخلي قوامه نموذج تنموي جديد للمملكة ويركز على الثقافة كمحور استراتيجي، وسياق إقليمي يؤكد على متانة العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف للمغرب مع دول البحر الأبيض المتوسط.

وقال الوزير إن مكانة هذه الدورة لا تنحصر في إستئناف النشاط السينمائي بمدينة تطوان بسبب التوقف الاضطراري الناتج عن حالة الطوارئ الصحية للحد من انتشار جائحة كورونا، بل تمتد إلى القيمة الرمزية والسينمائية لهذه التظاهرة الدولية في الساحة المتوسطية.

وأشار المتحدث إلى أن المهرجان ساهم منذ دوراته الأولى في إغناء النقاش السينمائي المتوسطي من خلال طرح آراء وتصورات النقاد السينمائيين وغيرهم حول المنتوج السينمائي المقدم في دورات المهرجان.

وشدد على أن السينما اليوم أضحت من بين أهم الوسائل للتعريف بثقافة المجتمعات وتسويقها للجمهور العالمي، وسوقا مهما لتشغيل الشباب المؤهل في الصناعة السينمائية والسمعية البصرية، ومجالا خصبا لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، إنتاجا وترويجا وإستغلالا وإشعاعا.

ويرى الوزير أن المغرب، وبالنظر لمكانة الصناعة السينمائية ضمن المحاور الثقافية الكبرى، قام خلال السنة الجارية برفع قيمة الدعم المخصص لفائدة الاعمال السينمائية والسمعية البصرية الأجنبية المصورة داخل ترابه الوطني من 20 في المائة إلى 30 في المائة.

السياحة الثقافية

من جانبه، قال رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عمر مورو، إن تطوان بإستضافتها هذه الفعالية السينمائية يمكن أن تجعل منها مختبرا لتجريب مفهوم السياحة الثقافية وتنزيله على أرض الواقع، لتتأثر الحياة اليومية للمواطنين وتغتني بالحيوية الثقافية السائدة وتجعلهم أكثر تمدنا وأكثر إنفتاحا على المقترحات الجمالية التي تأتي من مختلف جهات العالم.

وأضاف أن جهة الشمال مؤهلة لتقديم منتوجات سياحية متطورة، اعتمادا على الدينامية الثقافية والفنية التي تعرفها مختلف مدنها وفي مقدمتها تطوان، ومهرجانها الذي اختار السينما المتوسطية فضاء ومحورا لتلاقي مجموعة من خيرة السينمائيين والجامعيين ومن ألمع الممثلات والممثلين لتبادل الخبرات واقتسام المعارف والتجارب.

وفي كلمة له، أوضح رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، أن تطوان وساكنتها شغوفة بالسينما رغم التطورات الكبرى التي يشهدها مجال الصورة والإعلاميات والعالم الرقمي، التي أثرت على دور السينما وتسببت في إغلاق العديد منها.

واعتبر البكوري أنه “من مسؤوليتنا جميعا الحفاظ على هذه الدورة السينمائية وبعث الحياة فيها مجددا، وذلك لما فيها من مصلحة ثقافية وفنية وجمالية في تربية الناشئة والساكنة”.

وأضاف المتحدث أن مجلس جماعة تطوان في ولايته الحالية مؤمن بأهمية العمل الثقافي والفني في انبعاث التنمية المنشودة للمدينة، الذي سيتجسد بمحور خاص بهذا الجانب في برنامج عمل الجماعة الذي هو قيد الإعداد.

الأفلام المتنافسة

يُشار إلى أن 12 فيلما طويلا يدخل سباق المنافسة على جوائز الدورة الحالية من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وهي كلها أفلام سينمائية جديدة جرى إنتاجها خلال السنتين الأخيرتين.

ويشارك في هذه المسابقة الفيلم المصري “أبو صدام” لنادين خان، وفيلم “الغريب” للمخرج السوري عامر فاخر الدين، وفيلم “شرارة برية” للمخرجة الإسبانية أينوا رودريغيث، وفيلم “مرة أخرى” للمخرج التركي طايفون بيرسليكوغلو، وفيلم “البحر أمامكم” للمخرج اللبناني إيلي داغر، وفيلم “حبيبة” للمخرج المغربي حسن بنجلون

ويدخل غمار المسابقة أيضا فيلم “العالم بعدنا” للمخرج الفرنسي لودا بنصالح-كازاناس، وفيلم “قمر أزرق” للمخرجة الرومانية ألينا غريغوري، وفيلم “قدحة. حياة ثانية” للمخرج التونسي أنيس الأسود، وفيلم “جسم ضئيل” للمخرجة الإيطالية لاورا ساماني.

كما يتنافس فيلم “صالون هدى” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وفيلم “فيرا تحلم بالبحر” لكاترينا كراسنيكي من كوسوفو. وتتبارى هذه الأفلام المتوسطية الجديدة، التي أنتجت سنة 2021، أمام لجنة تحكيم الفيلم الطويل ولجنة جائزة النقد التي تحمل اسم الكاتب والناقد السينمائي المغربي الراحل مصطفى المسناوي.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، يشارك فيلم “قياس الأشياء” للمخرج البلجيكي باتريك جان، وفيلم “بيروت في عين العاصفة” للمخرجة الفلسطينية مي مصري، وفيلم “ستة أيام عادية” للمخرجة الإسبانية نوس بايوس، وفيلم “جزر” للمخرج الإيطالي ماريو برينطا والمخرجة البلجيكية كارين دي فوليي.

وإلى جانبهم، يشارك أيضا فيلم “نحن” للمخرجة الفرنسية من أصل سنغالي أليس ديوب، والفيلم المصري “كابتن الزعتري” لمخرجه علي العربي، والفيلم المغربي “في زاوية أمي” للمخرجة المغربية أسماء المدير، والفيلم المغربي الآخر “صرة الصيف” للمخرج سالم بلال”.

أنشطة موازية

وخارج المسابقة الرسمية، وضمن فقرة “خفقة قلب” سيتم عرض ستة أفلام متوسطية، أنتجت ما بين 2020 و2021، ويتعلق الأمر بفيلم “البحر الأبيض المتوسط” للمخرج الإسباني مارسيل بارينا، وفيلم “خريف التفاح” لمحمد مفتكر، وفيلم “مكتبة في باريس” للمخرج الإيطالي سيرخيو كاسطيطو.

كما سيتم عرض فيلم “كوسطا برافا لبنان” للمخرجة اللبنانية مونية عقل، وفيلم “زنقة كونطاكط” للمخرج المغربي إسماعيل العراقي، إلى جانب أربعة أفلام قصيرة للمخرج المغربي عماد بادئ بعنوان “أربعة فصول”.

وضمن فقرة “مساحة حرة” التي تقام بشراكة مع الفدرالية الدولية للصحافة السينمائية، سيتم عرض 4 أفلام متوسطية، وهي “200 متر” للمخرج الفلسطيني أمين نايفة، من إنتاج سنة 2020، و”حارس أخيه” للمخرج التركي فيريت كاراهان، وفيلم “أسطورة السرطان البحري الملكي” للمخرجين الإيطاليين أليسيو ريكو وماطيو زوبيس، وفيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، وكلها أفلام أنتجت سنة 2021.

وإلى جانب ذلك، سيتم خلال تنظيم ندوتين خلال أيام المهرجان، الأولى بعنوان “السينما في العصر الرقمي”، بمشاركة السينمائية الإسبانية نيوس بالوس، والناقدة الإيطالية أوكسيتان لاكوري، والناقدين السينمائيين المغربيين محمد باكريم وسعيد المزواري، فيما يسير أشغال الندوة الجامعي المغربي عبد الكريم الشيكر.

وبخصوص الندوة الثانية فتتعلق بموضوع “التراث السينمائي في زمن الرقمنة”، بمشاركة المخرجة الفرنسية ليا مورين، والمخرجة المغربية نرجس النجار، والمخرجة الفلسطينية خديجة حباشنة، والمخرج والمنتج الفرنسي فرانك لواري، والمخرج والمنتج التونسي محمد شلوف، والباحث في التراث السينمائي العربي نجا الأشقر من لبنان، ويسير أشغال الندوة الباحث الجامعي المغربي أحمد مجيدو.

كما سيجري، على امتداد أيام المهرجان، تنظيم سلسلة ورشات وتداريب ودروس حول السينما لفائدة تلامذة عدد من المؤسسات التعليمية في مدينة تطوان، مع الانفتاح على تلامذة المؤسسات المماثلة في الوسط القروي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *