اقتصاد

النقد الدولي: المغرب نموذج يحتدى به في مواجهة الصدمات وتعافي الاقتصاد

قالت النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، غيتا غوبيناث، إن المغرب في تعامله مع تعافي الاقتصاد نموذج يمكننا أن نستلهم منه، في وقت تسعى فيه الاقتصادات في العالم إلى تعزيز مرونتها وسط صدمة درامية متزايدة.

وأضافت غوبيناث خلال كلمة لها في المؤتمر الذي ينظمه بنك المغرب بشراكة مع صندوق النقد الدولي على مدى يومين بالرباط، أن روح الاستهلام هي أساس النقاش الذي سيساهم فيه الخبراء والأكاديميون وصانعو السياسات.

واعتبرت أن هذا النقاش لن يقتصر فقط على التحديات الآنية المقبلة، بل أيضا التحديات والقضايا الأساسية والمهمة على المدى المتوسط والبعيد، التي تواجه الاقتصادات الناشئة والنامية، من التحول الهيكلي إلى التجارة وعدم المساواة وتغيير المناخ وغيرها.

وأكدت أن معالجة هذه القضايا الهيكلية يعد أمر أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنظر إلى العقبات والصعوبات المتزايدة التي تواجه العديد من البلدان في طريق التعافي.

وزادت المسؤولة بصندوق النقد الدولي، أن الانتعاش العالمي يتعرض اليوم لصدمات بسبب تواتر الأزمات، كما هو الشأن  للوباء والتأثير الصحي والاقتصادي للطفرات المتجددة للفيروس التي تفاقمت بسبب الصدمات الاقتصادية الجديدة من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وعلى أساس ذلك، تم تخفيض توقعات النمو العالمي إلى 3.6 في المائة لسنة 2022 و 2023

وبالإضافة إلى الحرب، أوضحت المسؤولة بصندوق النقد الدولي، أن إجراءات الإغلاق الصارمة الأخيرة في الصين أثرت بدورها على النمو والمخاطر التي تتسبب في مزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وهو ما يرجح أن يكون النمو العالمي أقل من المتوقع  في وقت  يسجل فيه التضخم ارتفاعات أعلى.

وقالت غوبيناث، إن الفقر وعدم المساواة يسيران في منحى تصاعدي، بحيث تشير التقديرات إلى أن الوباء قد دفع 75 مليون شخص إضافي إلى هوة الفقر المدقع في عام 2021 ، مقارنة باتجاهات ما قبل الجائحة.

ومن المتوقع، بحسب المسؤولة ذاتها، أن يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاضطرابات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا ، إلى تفاقم الظاهرة بشكل كبير  مما يزيد من التحديات التي تواجه الفقراء.

وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والقيود المفروضة على الإمدادات الغذائية تؤدي إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا ، حيث يمثل الغذاء 40 في المائة من إنفاق المستهلكين.

ويأتي تنظيم  هذا المؤتمر بين بنك المغرب وصندوق النقد الدولي والمجلة الاقتصادية لصندوق النقد الدولي، يومي 23 و24 يونيو 2022 بالرباط، تحت شعار “انتعاش تحولي: اغتنام الفرص التي تتيحها الأزمة”، في سياق الإعداد للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي ستحتضنها مدينة مراكش، أكتوبر 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *