منوعات

بسبب مواد كيميائية.. السلطات الأميركية تحظر بيع سجائر إلكترونية من نوع “جول”

يُعد استخدام التبغ أحد عوامل الخطر المسببة للسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى؛ والسجائر الإلكترونية عبارة عن أجهزة تعمل بالبطاريات وتسخن سائلًا (عادةً ما يحتوي على النيكوتين، وليس دائمًا)، محولةً إياه إلى بخار يمكن استنشاقه. وخلال السنوات الماضية، حسب موقع “العِلم” الأمريكي، زاد الاستخدام العالمي للسجائر الإلكترونية بشكل كبير، ورغم انتشار استخدامها، هناك معرفة محدودة للغاية حول مدى سلامتها ومخاطرها ومدى فاعليتها في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، وفق دراسة أجراها فريق بحثي من كلية الطب بجامعة “ماونت سيناي” في نيويورك لصالح “جمعية القلب الأمريكية”.

وتلقت أكبر شركة تستحوذ على ثلث مبيعات السجائر الإلكترونية بأمريكيا صفعة قوية من إدارة الغذاء والدواء “أف دي أيه” لما أمرت بحظر بيع السجائر الإلكترونية “جول”.

فما هي قصة حظر مبيعات الشركة المنتجة لـ”جول” التي تدافع عن أنشطتها بكونها تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين؟

قرار الحظر

أمرت إدارة الغذاء والدواء، الخميس، بحظر بيع سجائر “جول” الإلكترونية، داعية المستهلكين إلى البحث عن بدائل.

وأوضحت “أف دي أيه”، حسب قناة الحرة، أن الشركة لم تقدم أدلة كافية على أن أجهزتها آمنة، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

ودعت تجار التجزئة في الولايات المتحدة إلى إزالة منتجات شركة “جول” من المتاجر، وقالت إن بعض الأبحاث التي قدمتها الشركة أثارت المخاوف بسبب عدم كفاية البيانات وتضاربها، بما في ذلك معلومات عن مواد كيميائية ضارة محتملة تتسرب من عبوات إعادة التعبئة.

كما فشلت “جول” في تقديم معلومات حول المخاطر المحتملة من المواد الكيميائية الموجودة في سائل النيكوتين والتي قد تلحق ضررا بالحمض النووي للمستخدمين.

وردت شركة “جول” على قرار إدارة الغذاء والدواء أنها تعتزم “وقف القرار من خلال تقديم استئناف بالإدارة الأميركية أو المحكمة”.

ونقلت الصحيفة عن بيان للشركة قولهم “إنهم سيبقون ملتزمين في مواصلة خدمة ملايين المدخنين الأميركيين البالغين الذي استخدموا منتجاتنا بنجاح، بهدف الابتعاد عن السجائر العادية”.

وأشار التقرير إلى أن باحثين حذروا من أن قرار إدارة الغذاء والدواء بحظر منتجات شركة تمتلك حوالي ثلث مبيعات السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة، قد يضر بالجهود المبذولة للحث على الإقلاع عن التدخين أو الابتعاد عن السجائر التقليدية.

وبحسب بيانات شركة ” ألتريا” لصناعة السجائر، يوجد 13 مليون شخص يدخنون السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة، فيما تشير بيانات رسمية إلى وجود حوالي 13 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة أو 31 مليون شخص يدخنون السجائر في 2020.

مدخنو السجائر الإلكترونية أكثر تعرضًا للإصابة بالسكتة الدماغية في سن صغيرة

حسب “العِلم” فحص الباحثون في الدراسة المشار إليها سابقا، بيانات “المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية” في الفترة من عام 2015 وحتى عام 2018، وحددوا 79 ألفًا و825 شخصًا بالغًا لديهم تاريخ إصابة بالسكتة الدماغية، واستخدموا السجائر التقليدية أو السجائر الإلكترونية أو كليهما معًا.

ويشير الباحثون إلى أن 7756 شخصًا استخدموا السجائر الإلكترونية، وأن 48625 شخصًا استخدموا سجائر تقليدية، بينما استخدم 23444 شخصًا كلًّا من السجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية.

وتوضح النتائج الأولية للدراسة أنه”، حسب نفس المصدر، أنه على الرغم من أن السكتة الدماغية كانت أكثر انتشارًا بين مدخني السجائر التقليدية، إلا أن مدخني السجائر الإلكترونية كانوا أكثر تعرضًا للإصابة بسكتة دماغية في سن أصغر بنسبة 15٪،مقارنةً بالمدخنين التقليديين”.

وتضيف أن “البالغين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية كانوا أصغر سنًّا عندما أصيبوا بالسكتة الدماغية لأول مرة بمتوسط عمر بلغ 48 عامًا، مقارنةً بمتوسط عمر بلغ 59 عامًا بالنسبة للأشخاص الذين يدخنون السجائر التقليدية، و50 عامًا لأولئك الذين يدخنون السجائر التقليدية والإلكترونية معًا”.

كما خلصت النتائج الأولية إلى “أن 36.36% من النساء المصابات بجلطة دماغية استخدمن السجائر الإلكترونية، مقارنةً بـ33.91%  كنَّ يدخنَّ السجائر التقليدية”.

يقول نيل باتل -رئيس قسم التعليم في قسم الصحة العامة وعلم الأعصاب في كلية الطب إيكان في جامعة ماونت سيناي بمدينة نيويورك، والباحث الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: عملنا على تضمين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا وأكثر من 18 عامًا في الدراسة، خاصةً أن هناك اتجاهًا متزايدًا إلى التدخين بين الشباب، لذلك كان من المهم جدًّا تضمين البالغين الأصغر سنًّا في الدراسة.

يضيف “باتل”: يحتاج الناس إلى معرفة أن السجائر الإلكترونية لم يثبت أنها آمنة، ولا ينبغي اعتبارها بديلًا للتدخين التقليدي، خاصةً بين الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر قائمة، مثل تاريخ الإصابة بالنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم.

وتشير الدراسة إلى أن “النيكوتين هو مادة من المواد الكيميائية التي تدخل في منتجات كلٍّ من السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية، لكن هناك كثيرًا من المواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تؤثر تأثيرًا مباشرًا على بطانة الأوعية الدموية، ويمكن أن تتسبب تلك المواد في تلف الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين، كما يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالجلطات.

من جهتها، تقول “كارين إل فوري” -رئيسة قسم طب الأعصاب في مدرسة طب وارين ألبرت بجامعة براون، والخبيرة المتطوعة بجمعية القلب الأمريكية- في البيان الصحفي المُصاحب للدراسة: من المهم أن يدرك الشباب أن السجائر الإلكترونية ليست بديلًا آمنًا للسجائر التقليدية، وأن أفضل طريقة للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من السكتة الدماغية هي تجنُّب جميع السجائر ومنتجات النيكوتين.

ويعترف الباحثون بأن الدراسة لم تخلُ من بعض التحفظات، وأهمها أنه لم يكن لديهم بيانات عن نوع السكتات الدماغية للمشاركين أو شدتها، ما يستوجب مزيدًا من البحث لتقييم الآثار طويلة الأمد للسجائر الإلكترونية ودورها في صحة القلب والسكتة الدماغية على نحوٍ أفضل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *