بعد المغرب.. نسخ من المصحف تحمل ألوان المثليين تظهر من جديد بالجزائر

تجدد ظهور مصاحف تحمل ألوان المثليين في الجزائر بعد أن سجلت أول ظهور لها تم رصده في المغرب مند سنة 2017.

وتجهل الجهات التي تقف خلف طبع ونشر مصاحف بألوان علم المثلية.

وتثار أسئلة كبيرة حول الهدف من طبع مصاحف بألوان المثليين، هل يتعلق الأمر بعمليات استفزاز الشعور العالم في المجتمعات من أجل ردود فعل يتم استغلالها لجلب مزيد من التعاطف الغربي ضد “اضطهادهم” في المجتمعات الإسلامية؟ أم أن الأمر مجرد أساليب غير عقلانية لاقتحام المجال الديني للتطبيع مع الرموز المثلية؟

وحسب صحيفة النهار الجزائرية أعلنت الشرطة الجزائرية مصادرة 81 مصحفا كانت معروضة للبيع في مكتبة وسط مدينة بسكرة (شمال شرق البلاد)، لأنها “تحمل ألوان علم المثليين”، وفقا لصحيفة “النهار”

وقالت شرطة بسكرة، في بيان على “فيسبوك”، حسب قناة الحرة، إن عناصر الأمن قامت بتحويل نسخ القرآن المصادرة للتحقيق والمعاينة من طرف اللجنة العلمية لمديرية الشؤون الدينية.

وأضافت أنه تم طباعة تلك النسخ “في دول عربية وأجنبية”، حيث تقرر إتلاف النسخ المحجوزة، مع فتح تحقيق في القضية، وفقا لبيان الشرطة.

وحسب نفس المصدر، وحسب “قانون العقوبات الجزائري”، تُعاقب العلاقات المثلية بالسجن لمدة تصل إلى عامين بموجب المادة 338 من القانون.

وفي 3 سبتمبر 2020، حكمت محكمة جزائرية على رجلين بالسجن ثلاث سنوات مع غرامة مالية، وعلى 42 آخرين بالسجن لمدة عام مع تأجيل التنفيذ بعد اعتقالات جماعية فيما زعمت الشرطة أنه “عرس لمثليين”.

مصاحف بأعلام مثلية في المغرب سنة 2017

في مايو سنة 2017، وفي تزامن مع شهر رمضان، عاينت جريدة “العمق” باعة متجولون يعرضون مصاحف بأعلام مثلية أمام أعين السلطات في عدد من النقاط في السوق المركزي قرب “باب الأحد” في الرباط. وحسب تقرير صحافي لها بنفس التاريخ حصلت الجريدة على نسخة من تلك المصاحف وهي برواية حفص، الخط العثماني، وتحمل اسم دار الطبع “طيبة” بالقاهرة.

وحسب نفس التقرير فالمصاحف التي يجري تسويقها في الأسواق المغربية وتلقى إقبالا كبيرا بالنظر إلى عرضها قبيل رمضان وبأثمنة مخفضة، تحمل الألوان الستة التي ترمز للمثلية عبر العالم، وتعمّد طابعوها وضعها بالتدريج كما هي في أعلام هؤلاء، وهي الأحمر وهو اللون الطاغي، ثم الوردي، فالأصفر ثم الأخضر والأزرق والبنفسجي.

وحسب تقرير العمق المشار إليه، يجهل مصدر المصاحف المذكورة والجهة التي وقفت وراء تصديرها للمغرب وتسويقها بأثمنة تفضيلية، كما أن الواقعة تعتبر سابقة من نوعها.

ولم يتم الإعلان عن قيام السلطات بأي عملية حجز المصاحف المعنية أو فتح تحقيق في نشرها وترويجها.

وخلال سنة 2020، أثارت صور متداولة لمصحف بألوان قوس قزح جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، حيث اعتبر البعض أنه مُخصص للمثليين.
وحسب القدس العربي، كانت مجموعة من المستخدمين العرب تداولوا مؤخرا تدوينة قديمة لعلي رضوي (ملحد باكستاني) وهي تعود لعام 2017، وتتضمن صورة لمصحف بألوان قوس قزح، وأخرى لفتاتين محجبتين تحملان علم المثليين، مرفقة بتعليق يؤكد فيه رضوي تضامنه مع “النساء المسلمات المثليات”

الكويت تشن حربا على ألوان المثليين

وقبل أسبوعين، نشرت وزارة التجارة والصناعة في الكويتمنشورا بعنوان “شارك في الرقابة” يحض الكويتيين على الإبلاغ عن أي علم أو شعارات اعتبرتها تخالف “الآداب العامة”، وهي الخاصة بألوان علم المثليين.

وحسب المنشور فإن العلم “المخالف” يضم 6 ألوان فقط، فيما فرقت الوزارة بينه وبين ألوان الطيف العادية التي تضم 7 ألوان.

وخاطب المنشور الكويتيين بالقول: “قم بإبلاغنا عن العلم أو أي شعارات أو جمل تدعو أو توحي بمخالفة الآداب العامة وشارك في الرقابة”.

وقال مسؤول في وزارة التجارة التي تشرف على الحملة خلال التقرير المصور “لدينا جولة للشعارات التي تنافي العقيدة الإسلامية والآداب العامة وترويج الألوان المثلية وتستهدف الأجيال الناشئة”.

واعتبر التقرير أنّ هذه الألوان تبعث بـ”رسائل مسمومة” للأطفال و”تغرس المثلية الجنسية في العقل الباطن للطفل”.

وأضاف التقرير أن “العديد من دول المنطقة لا تعترف أصلا بمفاهيم مثل التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية”.

والعلم الخاص بالمثليين صمم من طرف الفنان “جلبير بيكر”، ويسمى “علم قوس قزح” أو “علم الفخر”، وترمز ألوانه الستة عند هؤلاء إلى التنوع والتسامح، كما ترمز إلى الفخر بالانتماء إلى عالم المثلية، ويرفع في عموم التظاهرات والمسيرات التي ينظمها المثليون والمطالبون بالتحرر من القيود وعدم تجريم الزواج من نفس الجنس.