سياسة

الطالبي: تعنت حكام الجزائر ضيع على الشعوب المغاربية فرصة الاندماج الاقتصادي

اعتبر راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، في كلمته خلال أشغال المنتدى البرلماني المغرب-منظومة دول الأنديز، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن “تعنت حكام الجزائر ضيع على الشعوب المغاربية فرصها للتنمية وللاندماج والتكامل الاقتصادي والاجتماعي”.

وقال الطالبي مخاطبا أعضاء دول مدموعة الأنديز: “لما تكون الإرادة قوية، فعمليات الإدماج الاقتصادي تتجاوز كل الحدود وكل المحيطات. سعداء بتوثيق هذه العلاقة مع دول الأنديز”.

وأضاف: “كان بودنا أن تحظى منطقتنا بنفس الحظوظ وتقوم بتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول المغرب العربي، لكن وللأسف، ورغم كل المحاولات بما فيها نداء الملك نصره بفتح الحدود مع الشقيقة الجزائر، غير أن تعنت حكامها بالاستمرار في إغلاق حدودها أمام تنقل البضائع والسلع والسكان، لا يخدم مصلحة الشعوب والمنطقة بكاملها، وتضيع فرصها للتنمية وللاندماج والتكامل الاقتصادي والاجتماعي”.

وأشار المتحدث إلى أن إنشاء الاندماج الاقتصادي لدول الأنديز خلال ستينيات القرن الماضي كان مدفوعا برغبة في تسريع التنسيق وتحرير التجارة وخلق اتحاد جمركي بين أعضاءه، حيث يعتبر اتفاق قرطاجنة الذي وقع سنة 1969 مرجعيا في هذا الاتجاه.

وعلى هذا الأساس، يضيف الطالبي، “نتطلع في المغرب إلى تطوير علاقات اقتصادية مع تجمع دول الأنديز والتقدم في مكانتنا كشريك نوعي إفريقيا وعربيا مع مجموعتكم، فنحن في عالم لم تعد للحدود فيه تأثير على حركة مرور السلع والخدمات والاستثمارات”.

وسجل رئيس مجلس النواب أن التجارة بين المغرب ودول الأنديز ماتزال ضعيفة، وأقل من الإمكانات الحقيقية التي توفرها على أرض الواقع، حيث تضم منطقة الأنديز اقتصادات واعدة في القارة الأمريكية، ويعتبر المغرب من جهته من الاقتصادات الأكثر استقرارا وحيوية في محيطه الجهوي والقاري.

وتابع قوله: “غير أننا اليوم نؤسس وبشكل مشترك لغد قريب متميز بتظافر الجهود من أجل دعم علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري وتوفير ظروف العيش الكريم لشعوبنا، وتحقيق رفاهيتها وازدهارها”.

وأشار إلى أن اختيار الأمن الطاقي كمحور ثان لمناقشات هذا المنتدى، ” يعكس ما أصبحنا نعيشه من اضطرابات في الإمدادات الطاقية ومعدلات الإنتاج بسبب عدم استقرار الأوضاع في عدة بقاع من العالم”.

وأضاف: “لا يخفى على حضراتكم ما ترتب عن ذلك من ارتفاع مهول في أسعار المحروقات، وزيادات في أسعار المواد الأساسية، مما أثر في القدرة الشرائية للأفراد وتَسَبب في غلاء معيشتهم، بل وفي تدهور مقومات الأمن الغذائي لكثير من شعوب الدول النامية والأقل نموا”.

واعتبر أن تجمع الأنديز راكم تجربة متميزة في التنسيق والاندماج الطاقي بين الدول الأعضاء تكللت بإنشاء مجلس وزراء الطاقة سنة 2003، كما صادق برلمان مجموعة دول الأنديز على قوانين إطار استراتيجية للنهوض بعدة قطاعات من بينها تطوير مجال الطاقة المستدامة.

وأعلن عن وضع “تجربة المملكة المغربية الرائدة عالميا في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة رهن إشارة دول الأنديز، والتي تهدف إلى تحقيق النجاعة الطاقية والاستقلال الطاقي، والإسهام في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث رفعت الاستراتيجية الطاقية للمغرب حصة توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة بالموازاة مع التقليل من الاعتماد على الطاقات الأحفورية المستوردة”.

وأردف بالقول: “كما أن الانتقال الطاقي للمغرب لا يعكس فقط التوجه نحو تطوير مشاريع الطاقات المتجددة بل يهدف أيضا إلى خفض كمية الطاقة المستهلكة من خلال عقلنة استخدام الطاقة في البنايات والتكنولوجيات”.

وشدد الطالبي على أن “النقاش الذي يجمعنا اليوم، يظهر جليا مدى أهمية إنشاء مبادرات متعددة الأطراف كالتي نؤسس لها، بهدف تبادل الخبرات وتنسيق المواقف وتكريس التشاور السياسي من أجل تقوية التواصل والتضامن بين بلداننا”.

وأشاد الطالبي بدعم دول الأنديز “لتجارب الوحدة والتكتل والاندماج عبر العالم، ورفضها لتوجهات التفرقة والانفصال، والتي لا يمكن أن تَخْدُم قضيةً أو تُسهم من قريب أو بعيد في حل المشاكل والتحديات الراهنة التي نعيشها”.

يُشار إلى أن برلمان مجموعة دول الأنديز بأمريكا اللاتينية، عقد جلسته العامة بمدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، أمس الإثنين، بحضور عدد من المسؤولين المغاربة، على رأسهم رئيس مجلس النواب، وؤئيس مجلس المستشارين، ووالي جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس جماعة العيون، ورئيس الجهة.

وتعتبر هذه أول مرة يعقد فيها برلمان مجموعة دول الأنديز جلسته خارج أمريكا اللاتينية، وذلك منذ أن تأسست المجموعة سنة 1969، وتضم دول بوليفيا وكولومبيا وتشلي وبيرو، كأعضاء رسميين، إلى جانب البرازيل والأرجنتين وبارغواي وأورغواي وتشيلي كأعضاء مشاركين، قبل أن ينضم المغرب وإسبانيا كدول ملاحظة.

وفي كلمة له خلال الجلسة، أمس الإثنين، اعتبر راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أن زيارة برلمان مجموعة دول الأنديز للصحراء المغربية تعد “زيارة تاريخية وفريدة من نوعها للمملكة المغربية، سواء من حيث الأنشطة التي ستنظم في إطارها أو اللقاءات والزيارات الميدانية التي تشهدها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *