سياسة

الجزائر تطلق أضخم استعراض عسكري منذ 33 سنة.. ومجلة فرنسية: المواجهة مع المغرب حتمية

أطلقت الجزائر، في إطار تخليد الذكرى 60 لاستقلال البلاد عام سنة 1962، أضخم استعراض عسكري لقواتها المسلحة منذ 1989.

واستمر الاستعراض قرابة ساعتين بمشاركة 100 تشكيلة للقوات المسلحة، فيما تم تقديم عروض جوية لطائرات حربية إلى جانب عرض لسفن حربية وغواصات في هذه المنطقة الواقعة على واجهة البحر الأبيض المتوسط.

كما جرى استعراض للقوات البرية وقفز بالمظلات للقوات الخاصة، فضلا عن عرض عتاد عسكري لمختلف الأسلحة أهمها منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس 300 بعيدة المدى.

وفي سياق ذلك، خصصت مجلة “دبلوماسية” (Diplomatie) الفرنسية والمقربة جدا من صناع القرار الحقيقيين بفرنسا، ملفا تحت عنوان: “الجزائر – المغرب .. المواجهة الحتمية”، وهو الملف الذي عبارة عن 6 ورقات تحليلية لخبراء استراتجيين وصحافيين.

وفي تعليقه على ملف الصحيفة الفرنسية، اعتبر مصطفى كرين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق، أنه “من الواضح أنه أوحي للمجلة بهذا الملف، في سياق الدفع بالمنطقة لحافة الهاوية في أفق إشعال الحرب بالوكالة التي تنوي كل من أوروبا وأمريكا خوضها ضد محور الصين – روسيا خارج ترابها”.

وشدد كرين في تصريح لجريدة “العمق”، على أن ملف مجلة “دبلوماسية” هو ملفٌ متحيز وملغوم، معتبرا أن “المجلة شبه ناطقة باسم الدولة العميقة في فرنسا، والتي ما زالت تتحكم في القرار السياسي والاقتصادي للبلدين المغاربيين الجارين بحكم اختراقها لجل المؤسسات السياسية والاقتصادية الأساسية قي كل من الرباط والجزائر”.

وأكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق، أن “المعطيات الواردة في الملف تم تفصيلها لتعطي الانطباع بتفوق الجزائر من حيث العتاد والاستعداد، وبالتالي اللعب على غرورها وتغذية عدوانيتها، وكذلك في أفق إقناع المغرب بأنه في موقف ضعف وبأنه يحتاج لدعم الحلف الاطلسي (الناتو) وإسرائيل”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الملف يخفي هدفا يتمثل في “تبرير فتح قواعد عسكرية أمريكية وأوروبية على تراب المملكة، في الظاهر من أجل دعم المغرب ضد أي عدوان جزائري وفي الحقيقة من أجل استعمال البلاد كقاعدة انطلاق من أجل الهيمنة على القارة الأفريقية عبر بوابة المغرب”.

وفي تعليقه على الاستعراضات العسكرية الجزائرية الحالية، أبرز مصطفى كرين أنه يمكن قراءتها كرسالة من روسيا للغرب وليست حاجة جزائرية محضة، كاشفا أن تلك الاستعراضات تأتي أيضا “في سياق الكلام عن محادثات بين موسكو والجزائر لبناء قاعدة عسكرية روسية فوق التراب الجزائري، وفي ظل وضع جيوستراتيجي مشحون قابل للانفجار في أي لحظة، بسبب الحرب الأوكرانية وحالة التقاطب الحادة التي يعرفها العالم، والتهديدات باندلاع حرب شاملة قد تتحول إلى نووية”.

وأبرز كرين أنه سبق له منذ سنتين أن كتب مقالا تحت عنوان “الحرب قادمة لا محالة” بين المغرب والجزائر، وتوقع من خلاله سيناريوهات هذه المواجهة “الحتمية” ومسوغاتها ونتائجها المحتملة، مشيرا إلى أن “المبادرة كانت آنذاك لا تزال بيد قادة البلدين، ولكن يبدو اليوم أن المبادرة قد خرجت من أيديهم وأن مصير المواجهة من عدمها أصبح في يد كل من واشنطن وموسكو وحلفائهم”.

وشدد على أن “هذا الوضع يتطلب منا التفكير بعمق في ما يمكننا القيام به من أجل تفادي التحول إلى وقودٍ لحرب لا شأن ولا قِبل لنا بها، بدءً بترتيب الشؤون الداخلية ليس فقط سياسيا بل كذلك اقتصاديا واجتماعيا، مرورا بفتح قنوات الاتصال إقليميًا ودوليا، وصولا إلى الاستعداد للنتائج المحتملة التي يمكن أن تترتب، لا قدر الله، عن حدوث تلك المواجهة الكارثة التي اعتبرت المجلة الفرنسية، بناءً على ما تتوفر عليه من معطيات استخباراتية، أنها حتمية ولا يمكن تفاديها”.

وختم كرين تصريحه للعمق بالقول إنه “ووفقا للمعطيات المتوفرة اليوم، أجدني للأسف، متفقا مع المجلة في الاعتقاد بأن الحرب وشيكة فعلا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ولد علي
    منذ سنتين

    الجزائر تطلق أكبر عرض عسكري إنه عرض عضلي ضد المغرب ، يهدف إلى ترهيب وتركيع المغرب! فاستعدوا لمواجهة طاغية قصر المرادية ، السلاح ، السلاح ، السلاح

  • لحسن اسماعيلي
    منذ سنتين

    لن يكون ابدا ما تحلم به فرنسى اي الحرب بين الجزائر و المغرب لان الدو لتين تعرفان قصد العدو.