مجتمع

طلبة الطب والصيدلة يحذرون من انهيار القطاع وينتقدون تخفيض مدة التكوين

احتجاج الطلبة الأطباء

فاطمة الزهراء بنحيسون – صحافية متدربة

حذرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، من انهيار القطاع الطبي والصيدلي بالمغرب، بسبب هشاشة وضع التكوين الذي يعيشه القطاع، بالإضافة إلى الوضعية القانونية المهنية التي يعيشها الطالب في المستشفيات الجامعية التي لا تعتبره جزء من مستخدميها.

ونبهت اللجنة، من خلال بلاغ لها، إلى حالة الاكتظاظ المهول الذي تعيشه أقسام التكوين، في ظل غياب أي توسيع لأراضي التداريب الاستشفائية وعدم احترام ضوابط التأطير في كثير من المصالح، وضعف الموارد والميزانيات المخولة للتكوين، وإشكال الحكامة والتنسيق بين القطاعين، على مستوى وزارتي الصحة والتعليم العالي معتبرة أن ذلك يجعل من الطالب الحلقة الأضعف في هاته المنظومة وضحية هذا الواقع.

وشدد البلاغ على أنه “​​بدل الشروع في اتخاذ قرارات تصب في توسيع أراضي التداريب الاستشفائية وتحسين جودة التكوين الطبي والصيدلي، تستمر الوزارتين الوصيتين في التعنت والأحادية ونهج سياسات تهدد القطاع الصحي للبلاد عبر قراراتها الهادمة لما نعتبره العماد الأساس الذي تنبني عليه المنظومة، ألا وهو جودة العنصر البشري وفي مقدمته طبيب وصيدلي وطبيب أسنان الغد”.

وأشار البلاغ إلى أن قرار الرفع من عدد الوافدين الجدد في كليات الطب والصيدلة وكليتي طب الأسنان العمومية بنسب تفوق 20%، أمرٌ غير ممكن التحقق في غياب توفير الظروف الملائمة والموارد اللازمة لمواكبة تكوين هؤلاء الطلبة الجدد، من رفع عدد الموظفين والأساتذة وتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية، وتوفير المعدات وكراسي العلاج التي تخص تكوين طلبة طب الأسنان، بشكل يتلاءم والتوصيات المعمول بها دوليا، والتي لا تتوفر مطلقا في الوقت الحالي في جميع الكليات.

كما عبر البلاغ عن رفض طلبة كليتي الطب وطب الأسنان والصيدلة، عن رفضهم القاطع لأي محاولة لاستبدال التداريب الاستشفائية بالمستشفيات الجامعية بأي حل ترقيعي، وذلك حفاظا على جودة التكوين، مبرزة أن هذا الأمر يشمل المستشفيات الجهوية والإقليمية والمستشفيات الخاصة، أو الاقتصار على المحاكاة الطبية وحدها لكونها تكميل للدروس النظرية فقط.

واعتبر المصدر ذاته، أن “تخفيض مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات يثير مخاوف عديدة في جودة التكوين، أساسا فيما يخص جودة الدبلوم والاعتراف به دوليا، وكذا ظروف التكوين في السنة السادسة التي يجب تفصيلها”، مشددا على أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال تخفيض سنوات التكوين دون الانتهاء من هيكلة السلك الثالث ووضع تصور واضح حول طب الأسرة”.

وانتقد البلاغ ما وصفه بـ “العبثية” في صرف تعويضات الطلبة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان عن مهامهم، والتأخر الدائم الذي تعرفه هذه العملية، إضافة لهزالة قيمة التعويضات التي لا تتجاوز 21 درهما عن يومٍ كاملٍ من العمل الجاد بما في ذلك المداومات والحراسات الليلية، والامتناع غير القانوني عن صرف منحة التعليم العالي – منحتي – للطلبة في السنة الختامية للتكوين.

وسجل الطلبة في بلاغهم عدم تجاوب الحكومة مع التقرير الذي أصدرته اللجنة الوطنية حول الوضعية المادية الكارثية والمزرية، التي يعيشها أطباء وصيادلة الغد، محملين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مسؤولية حالة الغضب والاضطراب غير المسبوقين التي تعرفها الساحة بكليات الطب، وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب حاليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *