منوعات

لماذا ترتفع أزمات حصى الكلي في فصل الصيف؟

لفصل الصيف حرارته المرتفعة التي تميزه، ولحرارة الصيف المرتفعة أمراض تتسبب فيها، زيادة على ما يعانيه فيه الناس من شدة الحر، واضطرابات النوم، ولسعات البعوض،…

ويسجل الخبراء ارتفاع تشكل حصى الكلي في فصل الصيف، ويربطون ذلك بارتفاع الحرارة.

ويسجل صيف هذا الهام ارتفاعات استثنائية في درجة الحرارة مند بداياته، مما يتطلب الحذر والانتباه، واتباع نظام صحي في التغذية والشرب لتجنب هذا المرض.

فما علاقة تشكل حصى الكى بارتفاع حرارة الصيف؟ وكم يكفي شربه من الماء؟ وما هي تأثيرات ارتفاع درجة الحرارة على الجسم؟

تشكل الحصوات وارتفاع درجة الحرارة

حسب الجزيرة نت، يرصد الأطباء زيادة في حالات حصوات الكلى عندما تزيد حرارة الطقس، وذلك وفقا لتقرير في موقع “كليفلاند كلينيك” (Cleveland clinic)

وحصوات الكلى هي تكوينات صلبة غير منتظمة الشكل، تتشكل من الأملاح المعدنية والحمضية. يمكن أن تنتقل إلى الحالب، وهو الأنبوب الذي يربط بين الكلى والمثانة، وتسبب ألما شديدا في أسفل الظهر وانزعاجا في الفخذ.

+ التحرك في الصيف

يراجع عدد أكبر من الناس غرفة الطوارئ بسبب حصى الكلى في الصيف مقارنة مع أشهر الشتاء، والسبب هو أن حوالي 80% من حصوات الكلى أساسها الكالسيوم، والذي يسمى في حال وجود الكثير منه في البول “فرط كالسيوم البول”.

والكالسيوم في البول يوضح مختص المسالك البولية الدكتور سراي سيفالينجام، حسب نفس المصدر،  أن “ما نعرفه هو أن هذا الكالسيوم الزائد في البول يمكن أن يتطور في النهاية إلى حصوات في الكلى”.

ويضيف “يمكن أن يحميك النشاط البدني من تطور حصى الكلى، لذلك، إذا كنت -مثل الكثيرين منا- أقل نشاطا في الشتاء، فهذا يزيد أيضا من خطر الإصابة بحصوات الكلى. ثم عندما يصبح الطقس دافئا، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والجفاف إلى مزيد من النمو للحصى التي تكونت خلال أشهر الشتاء ويمكن أن تتحرك فجأة”.

+ انسداد الحالب

ويقول الدكتور سيفالينجام “تسبب حصوات الكلى الألم عند انسداد الحالب، الذي يبلغ عرضه من 2 إلى 3 مليمترات فقط، ويتقلص في محاولة للضغط على الحصاة في المثانة، وهذا يؤدي إلى حدوث إزعاج شديد في أسفل الظهر و/أو الفخذ وغالبا ما يرتبط بالغثيان والقيء”

وتختلف حصوات الكلى في الحجم من صغيرة مثل حبة الملح، إلى كبيرة مثل كرة الغولف، وتؤثر على كل من الرجال والنساء بشكل متساو تقريبا

وكلما صغر حجم حصى الكلى، زادت احتمالية مروره عبر المسالك البولية من دون علاج طبي

وإذا كنت تعاني من حصوات في الكلى فقد تعاني أيضا من نزول دم في البول وحمى وقشعريرة وغثيان وقيء بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في التبول

الحماية من حصى الكلى في الصيف

وبمجرد أن تصاب بحصى في الكلى، تكون مهددا بنسبة 50% بتطوير حصى أخرى في غضون السنوات الخمس الموالية، ويزيد هذا الخطر بشكل عام مع تقدمك في السن

وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لمنع تشكل حصوات الكلى تماما، إلا أن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل المخاطر.

وإذا كنت ترغب في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى، فإن تناول المزيد من الفواكه والخضروات يمكن أن يساعد، مما يجعل البول أقل حمضية ويقلل من خطر تكون الحصوات.

ويجب تجنب الملح أيضا، من أجل التقليل من الكالسيوم في البول. وعموما إذا كنت تتبع نظاما غذائيا يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، فاعمل على تقليل تلك الأطعمة والاستغناء عنها بأخرى.

ويمكن أن تشمل الأطعمة المالحة الوجبات المعلبة والوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس.

راجع طبيبا أو اختصاصيا في التغذية بشأن تغييرات النظام الغذائي إذا شعرت بأنك معرض لخطر الإصابة بحصوات الكلى

ويوصي الدكتور سيفالينجام بأن يشرب الشخص المعرض لخطر الإصابة بحصوات الكلى ما يكفي من السوائل لإنتاج 2.5 لتر على الأقل من البول يوميا، خاصة خلال فصل الصيف

تخفيف البول لتقليل خطر حصى الكلي

ويقول سيفالينجام “إن شرب الكثير من الماء سيساعد على تخفيف البول وتقليل تكوين البلورات مثل أكسالات الكالسيوم، وهي المادة التي تشكل معظم أنواع حصوات الكلى”، ويدعو إلى التأكد من شرب كمية كافية من السوائل

وتحتوي الكولا والمشروبات الغازية الأخرى على حمض الفوسفوريك الذي يعتقد أنه يعزز تكوين حصوات الكلى. لذلك تنصح الجمعية الألمانية للمسالك البولية، المرضى بتجنب المشروبات الغازية بشكل كلي، وفقا لـ”دويتشه فيله” (Deutsche Welle)

هل يمكن حقا أن نموت من الحرارة؟

وفي تقرير نشرته صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية، تسأل الكاتبة إينيس دي روسييه، “هل يمكن حقا أن نموت من الحرارة؟”

ويرد تيبو لاكوند، المتخصص في قضايا المناخ، مؤكِّدا أن حدوث ذلك محتمل جدا، مشيرا إلى أنه بعد تعرض أجسامنا لدرجة حرارة معينة، ستستسلم في نهاية المطاف.

ووفقا للاكوند؛ فعندما نصل إلى هذه المرحلة “يجب ألا تعمل آليات تنظيم درجة الحرارة لدينا”، فيما تقول الكاتبة إنه للحفاظ على درجة حرارة جيدة -وهي حوالي 37 درجة مئوية- يستخدم جسمنا طريقتين؛ الأولى هي التوصيل الحراري والتلامس مع الهواء والثانية هي التعرق.

الحر يضع حِملا كبيرا على جسم الإنسان وإن تبخر العرق سيسمح للإنسان أن يبرد، ووفقا للاكوند “ففي بيئة جافة، يمكن للجسم أن يتحمل درجات حرارة عالية تصل إلى 45 و50 درجة مئوية”، لكن في بيئة رطبة؛ تكون مقاومتنا أقل بكثير، لأنه إذا كان الهواء مشبعا بالرطوبة، فإن العرق لا يتبخر والجسد لا يبرد، ويخلص لاكوند إلى أنه “مع رطوبة نسبية تبلغ 100%، فإن الحد الأقصى للحرارة سيكون في حدود 35 درجة مئوية”.

ووفق الصحيفة فإن الخبراء يحذرون من أنه مع تغير المناخ، يمكن الوصول إلى هذه العتبة في كثير من الأحيان.

لكن بالنسبة إلى تيبو، فإن المشكلة ليست بالضرورة على مستوى عتبة درجة الحرارة القاتلة هذه؛ حيث يقول إن “الحرارة تقتل بالفعل قبل أن تصل إلى هذه المرحلة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *