منوعات

التامك: “مصالحة” تجربة مغربية قحة ولا علاقة لها بمفهوم المراجعات (فيديو)

أكد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، أن الربط بين برنامج “مصالحة” ومفهوم المراجعات هو “خطأ شائع”، مشددا على “مصالحة” تجربة مغربية قحة ولا علاقة لها بالمراجعات.

وأضاف التامك في كلمة له خلال الحفل الختامي للنسخة العاشرة من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، بالسحن المحلي بسلا، قائلا: “لم نتحدث قط عن أي مراجعة أو مراجعات في برنامج مصالحة، ولا نطلب من النزلاء مراجعة أفكارهم”.

وأردف، أن المراجعات هي تجربة مرت في مصر ودول أخرى، مضيفا أنه لا يُطلب من النزلاء خلال استفادتهم من برنامج “مصالحة” مراجعة مواقفهم وأفكارهم وكتاباتهم، مشددا بالقول: “نحن نصحح المفاهيم وفتح الآفاق بدون ضغط ولا إكراه، ولكن بالإقناع”.

وأوضح التامك، أن برنامج “مصالحة” يتأسس على أبعاد أساسية وهي: المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع النظم والمعايير المنظمة للمجتمع في علاقته بالفرد وبالمؤسسات الشرعية المؤطرة للحياة العامة، وفق ما تمليه القوانين والمعايير الحقوقية والقانونية والأخلاقية.

وأبرز المتحدث، أن هذا البرنامج التأهيلي الذي استنفذ غلافا زمنيا بلغ 175 ساعة يتهيكل وفق المحاور التالية: المحور المتعلق بخطاب التطرف ونظرته إلى الذات والمجتمع والآخر، مشيرا إلى أن الأنشطة المدرجة في هذا المحور تهدف إلى تأهيل النزلاء بشكل يمكنهم من التخلي عن التصورات الإقصائية وبناء تصورات بديلة، تنبني على الاختلاف والتسامح والانفتاح، واكتساب المعارف الضرورية لفهم النص الديني من داخل المرجعية الدينية للمملكة، القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية.

أما المحور الحقوقي والقانوني، فقد أشار المسؤول ذاته، إلى أن الهدف منه هو تأهيل النزلاء من خلال مساعدتهم على فهم واستيعاب الإطار القانوني المنظم لعلاقة الأفراد بالمجتمع وبالدولة، انطلاقا من جدلية الحقوق والواجبات، ومن مدخل المواطنة الإيجابية.

وبحسب التامك، إن المحور الثالث يتعلق بالتأهيل النفسي، والهدف منه هو إكساب النزلاء كفاءات معرفية وسلوكية لتحصين ذواتهم بما يمكّنهم من الفهم الصحيح لنمط اشتغال المجتمع واكتساب القدرة على التعايش مع مختلف مكوناته وفقا لمبدأ الحق في الاختلاف، بما يمكن من اندماج إيجابي وسلس في المجتمع.

فيما يهدف المحور الأخير المرتبط بالبعد السوسيو- اقتصادي لإعادة الادماج، يضيف التامك، إلى إكساب النزلاء المهارات والكفاءات الضرورية لاستغلال أنسب لما تتوفرون عليه من قدرات ومؤهلات من أجل بناء مشروع ذاتي أو مجتمعي لا يسعى فقط إلى تحقيق الاستقلالية السوسيو- اقتصادية، وإنما يرمي أيضا إلى تسخير القدرات الذاتية لخدمة المحيط الاجتماعي بما يحقق المصالحة مع المجتمع.

وأكد التامك، أنه خلال اطلاعه اليوم على التقارير التفصيلية للأنشطة المبرجة في هذه الدورة من البرنامج، تكونت لديه قناعة بأن البرنامج حقق الأهداف المسطرة له، مضيفا أنه لامس في هذه التقارير تفاعلا مكثفا وجديا من النزلاء مع كافة الأنشطة المبرمجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *