مجتمع

دوزيم وسيطايل في مرمى النيران بسبب “المتاجرة” بالمعنفات

شن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوما لاذعا على القناة الثانية “دوزيم” بسبب حلقة لبرنامج “صباحيات دوزيم”، اعتبره المتتبعون إهانة للمرأة، وأطلق نشطاء حملة توقيعات لعريضة بموقع دولي لمطالبة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بـ”التحرك ضد القناة الثانية”، في حين طالبت برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، سمير سطايل مديرة الأخبار والبرامج بالقناة إلى تقديم استقالتها.

وأثارت حلقة لبرنامج “صباحيات دوزيم”، جدلا واسعا بعد تقديم طريقة لإخفاء أثار الضرب على وجه المرأة بمساحيق التجميل في حالة تعرضها لعنف من طرف زوجها، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

هاشتاغ “ضرب مها”

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ “#ضرب_مها” احتجاجا على القناة الثانية، واعتبر المدونون على الهاشتاغ أن الحلقة المذكورة تعطي الضوء الأخضر للمزيد من الانتهاكات في حق المرأة، وتدشن لنوع من “التطبيع” مع ظاهرة مرفوضة قانونيا ومجتمعيا ودينيا.

وأطلقت ناشطات حملة لجمع توقيعات لعريضة على موقع “change.org” الدولي تجاوزت 1500 توقيع إلى حدود اليوم، من بين ما جاء فيها: “إننا كمواطنات مغربيات ومناضلات من أجل القضية النسائية بالمغرب وباسم الشعب المغربي، نعبر عن إدانتنا لهذا الفعل الذي من بابه اعتبار التعنيف الذي تعيشه النساء أمرا عاديا، ونطالب بعقوبات صارمة مرفوقة باعتذار رسمي من طرف برنامج “صباحيات” والقناة الثانية”.

سطايل في مرمى النيران

البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، نزهة الوفي، طالبت مديرة الأخبار بالقناة الثانية، سميرة سطايل، بتقديم استقالتها، معتبرة أن “أقل ما يمكن أن تقدمه السيدة الأولى في القناة وفاءً للحداثة الذي تتغنى به، هو تقديم استقالتها على إثر هذا الخطأ الجسيم الذي ينضاف إلى مجموعة برامج إعلامية ممولة من جيوب المواطنين ولا تعمل إلا على احتقار ذكائهم وتسطيح وعيهم”.

واعتبرت عضوة الأمانة العامة للبيجيدي، أن الحلقة كانت بعيدة عن أبجديات القواعد الإعلامية، مشيرة إلى أن اعتذار القناة لا يكفي، متهمة سطايل بأنها “لا يهمها أن تنعم المرأة المغربية في اليوم العالمي لمناهضة العنف، بخدمة إعلامية تقدم نموذجا يرسخ الحس المناهض والرافض لهذه الآفة”.

وأضافت في تدوينة لها على فيسبوك بالقول: “أولوية سيدتنا الأولى في محميتها الإعلامية هو أن تبقي المرأة المغربية جميلة وأن تتعايش مع العنف، وبالتالي وجب أن تهدي لك القناة وللرجل المغربي كيف تخفي أثار العنف بالماكياج”.

وتساءلت الوفي بالقول: “أين الحس الحقوقي لسطايل التي أغضبتها كلمة الثريات التي نطق بها رئيس الحكومة فاستغلتها بشكل مغرض في معارضة بالوكالة، وجاءتنا تستعرض عضلاتها الحقوقية المدافعة عن النساء أمام البرلمان”.

وأشارت في تدوينتها، إلى أن الحلقة بعثت “رسالة إعلامية خطيرة تدعو للتعايش مع العنف وتقول للرجل والشباب المغربي الصاعد، استمر في ممارسة العنف ضد المرأة المغربية، فنحن نتكلف بالمعالجة ونعلم نساء المغرب كيفية الإخفاء بالماكياج، أما الوظيفة التربوية لمناهضة العنف فذلك آخر اهتماماتنا، فأولويتنا هي أن تتعلمي كيف تخفي بشاعة آثار العنف، لأنه يهمنا أن تبقي جميلة، قناتنا ترتكز على محورية المرأة كشيء جميل لجلب المستثمرين في الإشهار”، وفق تعبيرها.

يُشار إلى أن سميرة سطايل تعرضت لهذه الانتقادات رغم أنها مديرة الأخبار والبرامج الوثائقية والحوارات في القناة الثانية، حيث يصفها متتبعون أنها امرأة نافذة داخل القناة، في حين أن مدير قسم البرامج المسؤول عن برنامج “صباحيات دوزيم” هو الزريوي.

المتاجرة بمعاناة المعنفات

البرلمانية والناشطة الحقوقية السعدية الباهي، اعتبرت أن “مرصد صورة المرأة في الإعلام التابع لاتحاد العمل النسائي”، يسائل وزارة التضامن والمرأة عن “الزلة الفادحة التي ارتكبتها دوزيم في صباحيتها حين قدمت نصائحها التجميلية لفائدة النساء ضحايا العنف بوصفة تجميلية وتعدهن بوصفات أخرى طيلة أسبوع الحملة الدولية والوطنية للقضاء على العنف ضد النساء”.

وأضافت في تدوينة لها، أن الحلقة “تروج لخدمات على حساب المعنفات وتروج لمساحيق للمتاجرة بمعاناة المعنفات”، متابعة بالقول: “نسائلها عن المساحيق التي تعالج الكدمات النفسية”.

وتساءلت بالقول: “هل للقناة الثانية الشجاعة لتقديم الاعتذار لكل المعنفات ولكل النساء المغربيات والتنظيمات النسائية المناضلة في المجال الحقوقي النسائي في نشراتها الرسمية؟ فماذا هي فاعلة الوزارة الوصية؟ والإعلام يضرب كل الخطط المناهضة للعنف ضد المرأة في الصميم، كما يكرس العنف ضد النساء، ويشرعن له ويغطيه بالمساحيق بمثل هذه الانزلاقات”.

دوزيم تعتذر

الانتقادات اللاذعة الذي تعرضت لها “دوزيم”، دفعتها إلى تقديم اعتذار لمشاهديها وإصدار بيان اعترفت فيه بارتكاب خطأ في الحلقة المذكورة، كما سارعت إلى سحب الفيديو المثير للجدل من موقعها على الأنترنت.

وأوضح بيان القناة أن الفقرة المقدمة “غير ملائمة وتشكل خطأ في التقدير بالنظر إلى حساسية وأهمية موضوع العنف ضد النساء”، مشيرة إلى أن “هذه المقاربة تتناقض تماما مع الخط التحريري للقناة وميثاقها المبني على إعطاء قيمة بارزة لصورة المرأة”.