أخبار الساعة، سياسة

“شمعة البيضاء” تحذر من تمادي “أخطبوط العقار” على حساب المرافق العمومية

نبه الحزب الاشتراكي الموحد فرع ابن مسيك مولاي رشيد، إلى وجود عطب بنيوي في منهجية إعداد مخططات “مشاريع تصاميم تهيئة مقاطعات مولاي رشيد وسيدي عثمان وابن مسيك وسباتة” الذي تمت مناقشتهم في أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة الدار البيضاء صباح اليوم الاثنين 22 غشت 2022.

وانتقد الحزب، مناقشة هذه المخططات “في كل مقاطعة على حدة، عوض إعداد مخطط موحد للمدينة يأخذ بعين الاعتبار حركية السكان وواقعهم المعيش، مع تسجيل غياب مطلق لأي رؤية استراتيجية للأغلبية المسيرة لمجلس مدينة الدار البيضاء”.

وأعرب الحزب عن رفضه التام لهذه المخططات “وخصوصا مخططات تصميم تهيئة مقاطعات سباتة ومولاي رشيد وسيدي عثمان، والتي تكرس استمرارية سياسة مقيتة متبعة بالدار البيضاء عنوانها استمرار تركيز السكان في مناطق معينة وتركيز الخدمات والتجهيزات والفرص الاقتصادية في مناطق أخرى”.

ولفت إلى أن هذه المخططات بالمنطق الذي انتقده “تساهم في تكريس غياب العدالة المجالية بمدينة الدار البيضاء وبعمالتي ابن مسيك ومولاي رشيد على الخصوص. حيث سترتفع نسبة المناطق السكنية العالية الكثافة إلى 78% بمقاطعة سباتة، 82% بمقاطعة سيدي عثمان، 81% بمقاطعة مولاي رشيد”.

وسجل الحزب “أن هذه المخططات لا تستجيب لحاجيات المنطقة بالمطلق ولم تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتها، بل تحابي مصالح لوبي المنعشين العقاريين على حساب مصالح الساكنة”.

وحذر حزب الشمعة فرع ابن مسيك مولاي رشيد من “أن تؤدي هذه المخططات إلى زيادة نسبة وكثافة السكان (خصوصا بمقاطعاتي سباتة ومولاي رشيد) دون مرافقة ذلك بإجراءات للرفع من مستوى وجودة الخدمات العمومية المتدهورة أصلا بالمنطقة، مما سيشكل ضغطا إضافيا على هذه الخدمات (التعليم، الصحة، النقل، الشغل..) وسيساهم في تدهور جودة الحياة (البيئة، الأمن، الفرص الإقتصادية، الخدمات الاجتماعية، الثقافة والرياضة)”.

وندد يساريو ابن مسيك مولاي رشيد “بالغياب شبه الكلي لأي منهجية بيئية في هذه التصاميم، وغياب شبه تام لمشاريع جادة للتشجير أو لإقامة مساحات خضراء جديدة، وهو ما تؤكده الأرقام الواردة في هذه التصاميم، حيث تتراوح نسبة المساحات الخضراء بين 4 متر مربع/للفرد في مولاي رشيد و 1،5 متر مربع/للفرد بسباتة وابن مسيك، وهي أقل بكثير من مساحة 10 متر مربع/للفرد المطلوبة كحد أدنى في تصاميم المدن الكبرى، مع العلم، أن النسب المحتسبة في هذه التصاميم تشمل جنبات الطريق السيار والمدارات الطرقية”.

وذكّر أعضاء حزب الشمعة “بعدم وجود مستشفى إقليمي بعمالة ابن مسيك يحترم المعايير الوطنية الأدنى المحددة من طرف وزارة الصحة.” مشددين على أنهم كانوا ينتظرون “أن تتم برمجة قطعة أرضية في المنطقة لبناء مستشفى إقليمي جديد، خصوصا وأن  الوعاء العقاري متوفر بشكل كاف بمقاطعة سباتة”.

وأكد الفرع “على ضرورة إنجاز المستشفى الاقليمي الجديد الوارد ذكره بتصميم عمالة مولاي رشيد و الذي تطالب به الساكنة منذ سنوات لإيقاف النزيف الصحي المهول الحاصل بالمنطقة”.

كما نبه “إلى وجود وعاء عقاري مهم بمقاطعة سباتة حول حي السالمية، كان من المفترض أن يتم استغلاله لبناء مرافق صحية، تعليمية، ثقافية وبيئية”، مضيفا الحزب “أنه تمت كذلك برمجة مشاريع عقارية جشعة ذات كثافة سكانية عالية دون أي إضافة في الخدمات، والتي ستزيد من تكريس المشكل و مضاعفة محن السكان”.

ونادى الحزب الاشتراكي الموحد “لاستغلال أرض كاريان سيدي عثمان (المتواجدة بابن مسيك قرب سينما العثمانية)، في مشروع خدماتي عمومي تستفيد منه المنطقة عوض المشاريع العقارية الجشعة، خصوصا أن مساحة الوعاء كبيرة جدا وكافية لإنجاز مستشفيات أو مراكز جامعية أو منطقة اقتصادية”.

ودعا أعضاء حزب الشمعة “إلى خلق منطقة إقتصادية جديدة بسيدي عثمان  )خلف سوق الجملة للأسماك(، حيث تتواجد بها مئات المتاجر المغلقة والمهملة منذ عشرات السنين تتآكل دون فائدة”، داعيا إلى “التفكير في صيغة لوضعها رهن إشارة أبناء المنطقة التي تعرف نسبة بطالة عالية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *