سياسة

العجلاوي: تصرف سعيد “موقف خسيس” بين توغل عسكر الجزائر في هرم السلطة بتونس

قال المحلل السياسي الموساوي العجلاوي، الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط، إن استقبال رئيس تونس، قيس سعيد، لزعيم البوليساريو، تصرف غير لائق بدولة لها تاريخ مشترك مع المغرب، مضيفا أن تصرفه بيّن أن الأجهزة الأمنية والعسكرية توغلت كثيرا في هرم السلطة بتونس.

وأضاف العجلاوي ضمن تصريح لجريدة «العمق»، أن تصرف سعيّد من الناحية القانونية، يخرق ما تم الاتفاق عليه داخل الاتحاد الافريقي في «لوساكا» يوليوز 2021 بخصوص مشاركة الدول في الملتقى الياباني الإفريقي «تيكاد»، مضيفا أنه أيضا خرق للاتفاق بين اليابان والرئاسة التونسية.

من الناحية السياسية، يرى المحلل السياسي ذاته، أن هذا الموقف يؤكد التوجه الذي ظهر بالخصوص مع امتناع تونس في مجلس الأمن على القرار الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية والذي رافق توصل الرئاسة التونسية بـ3 ملايير دولار من الرئيس الجزائري بمعنى آخر أن تونس فقدت روحها بكل مقاييس مقابل شيكات واغراءات الغاز والكهرباء وأشياء أخرى.

وبحسب المتحدث ذاته، فإن الذي خسر المرحلة والعلاقات المغربية هي الرئاسة التونسية، مضيفا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية توغلت كثيرا في هرم السلطة في تونس، وهو ما يفسر الانحناء الذي لم يتعود التونسيين على ممارسته في علاقاتهم مع دول المغرب الكبير خصوصا مع الجارة الجزائرية.

وأكد أن هذا الموقف سيكون له ما بعده، حيث أنه على مستوى الاتحاد الإفريقي، الذي أصبح المغرب منذ 2017 عضوا كاملا داخله، سيطرح مسألة الخرق الذي حصل من الناحية القانونية، وسيكون له انعكاس على مستوى مشاركة الدول الافريقية التي فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة وعددها 18.

وأبرز العجلاوي، أن الاتفاق الذي كان في «لوساكا» هو إرسال الدعوات إلى 50 دولة إفريقية، 4 لم ترسل لها الدعوة لأنها جمدت عضويتها بسبب وقوع إنقلابات فيها، مشيرا إلى أن حضور البوليساريو واستقبال زعيمها بهذا الشكل معناه أن هناك شيكا كبيرا وراء تضحية تونس بتاريخ علاقاتها مع المغرب.

وأوضح، أن هذا التصرف سيكون له أيضا انعكاسات على مستوى بعض الدول الافريقية التي لن تحضر إلى قمة «تيكاد 8» بتونس إلا بشكل رمزي وهذا سيؤثر على مستوى القمة.

إلى ذلك، أشار العجلاوي إلى أن الرأي المغربي سيقابل الموقف السلبي من الرئاسة التونسية بموقف قوي وشجاع يعبر عن الوحدة الوطنية التي تحدث عنها الملك كثيرا في خطبه الرسمية.

وأعرب الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط، عن أمله أن لا يُمس الشعب التونسي، لأنه يجب التمييز بين هذا الموقف الخسيس من الرئاسة التونسي وبين الشعب التونسي الذي يجب التأكيد على أنه لن يرضى على هذا العمل، وفق تعبير العجلاوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *