خارج الحدود

الجيش الإسرائيلي: احتمال كبير أن جنديا قتل شيرين بالخطأ.. ولن يتم التحقيق معه

قال الجيش الإسرائيلي إن هناك احتمالا كبيرا جدا بأن جنديا إسرائيليا قتل الصحافية الفلسطينية في شبكة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، بالخطأ، مشيرا إلى أن النيابة العسكرية لم تجد أي مخالفة تستدعي فتح تحقيق جنائي في ملف قتل شيرين.

وكشفت الاستنتاجات النهائية للتحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، أن الجندي الذي يُحتمل أنه أطلق النار على شيرين أبو عاقلة بالخطأ وقتلها، لن يتم التحقيق معه، وفق بيان لجيش الاحتلال.

وقال تقرير التحقيق الإسرائيلي، إنه “بعد سلسلة التحقيقات التي أجراها فريق مهني متخصص، لا يمكن تحديد، بصورة جازمة، من كان وراء مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم وجود احتمال كبير في أن تكون الصحفية قد قتلت بنيران خاطئة للجيش أثناء إطلاق النار على من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين خلال معركة تعرضت فيها القوات الإسرائيلية إلى وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي بشكل عرض حياة الجنود للخطر”.

كما أبقى التقرير على الرواية الإسرائيلية التي تتهم مسحلين فلسطينيين بقتل شيرين، حيث قال التحقيق إن احتمال أن تكون أبو عاقلة قد قُتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين لا يزال قائمًا.

وفي أولى ردود الفعل، قالت عائلة شيرين أبو عاقلة إنها لم تتفاجأ برفض إسرائيل تحمل مسؤوليتها عن اغتيال شيرين، معتبرة أن هذا الأمر “يؤكد أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكنهم التحقيق في جرائمهم”.

وأعلنت أسرة شيرين عزمها مواصلة مطالبة أعضاء الكونغرس الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني بالضغط على الرئيس بايدن لمتابعة القضية وإجراء تحقيق شامل بما في ذلك التوجه للمحكمة الجنائية الدولية.

تفاصيل التحقيق

وقال التقرير إن التحقيقات شملت استجواب قوة الجيش التي كانت حاضرة في الحادث، كما تم إجراء تحليل دقيق لمسار الأحداث، مع تحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، اضافة إلى تحليل مُفصل لمنطقة المساحة وخاصة مساحة إطلاق النار، والتي تضمنت محاكاة مُفصلة لما حصل حينها في المنطقة.

وشملت التحقيقات، وفق الجيس الإسرائيلي، “إجراء فحوصات باليستية، وفحوصات للطب الشرعي من مكان الحادث، كما قام المحققون بفحص معلومات إضافية تم نشرها عن الحادثة، بما فيها معلومات عُرضت من قبل وسائل إعلامية دولية، بما فيها توثيق مصور وصوتي”.

وأضاف التقرير النهائي للتحقيق، أنه “في أعقاب مطالبات متكررة، تم نقل الرصاصة للفحص وخضعت لفحص باليستي في مختبر الطب الشرعي من قبل هيئات مهنية إسرائيلية حضرها ممثلون أمريكيون مختصون من قبل منسق الأمن الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.

وتابع المصدر ذاته: “في الفحص تحدد، أنه ونظرًا لوضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها فهناك صعوبة حقيقية بعملية التشخيص حيث لم يستطع الجزم فيما إذا أطلقت أو لم تُطلق الرصاصة من سلاح الجيش الإسرائيلي”.

وقال جيش الاحتلال، إنه “وفقًا لكافة النتائج، تبين أنه لا يمكن تحديد، بشكل جازم، على يد مَن قُتلت شيرين أبو عاقلة، إلا أنه يبدو أن هناك احتمالًا أكبر أن تكون قد أُصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي التي وجّهت نحو من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين، خلال معركة تم فيها إطلاق وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي، تجاه قوات الجيش، مشكلًا خطرًا على حياتهم”.

وتابع أن “نيران جنود الجيش صوبت تجاه المسلحين الذين أطلقوا النار على قواتنا، واحتمال آخر، لا يزال قائمًا، أن تكون أبو عاقلة قد قُتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين صوبت نحو المكان الذي تواجدت فيه”، مردفا بأنه “تم فحص آليات وقواعد إطلاق النار وتنفيذه، ولم يرد أي خرق لها”.

وكشف التحقيق أن رئيس هيئة الأركان اعتبر أنه “لم يتم تشخيص أبو عاقلة كصحفية، وبالتالي لم يكن هناك إطلاق نار متعمد من قبل مقاتلي جيش الدفاع لاستهداف الصحافية”.

وأضاف: “مع انتهاء التحقيق، تم نقل كافة المعطيات إلى فحص النيابة العامة العسكرية، حيث تم عرض تحليل مفصل للبيانات التي تم جمعها، وإعطاء استجابة للأسئلة التوضيحية التي وجهت إلى فريق التحقيق”.

ويرى التحقيق أنه “بعد دراسة وفحص شامل للحادثة، واستنادًا إلى كافة المعطيات المتوفرة، وجدت المدعية العسكرية العامة أنه ووفقًا لظروف الحادثة، لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *