أدب وفنون

يتابعه الملايين.. الرابور “طوطو” يجاهر بـ”الحشيش” عبر انستغرام فمن يحمي المراهقين؟

أثار الرابور المغربي طه فحصي الشهير بـ”الغراندي طوطو” جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بعد مشاركته لمقطع فيديو وهو يحمل “الحشيش”.

ونشر “طوطو” عبر حسابه على موقع “انستغرام” الذي يتابعه عليه أكثر من 3 ملايين و100 ألف شخص، مقطع فيديو بجانب حزمة كبيرة من الحشيش أرفقها برمز يعبر عن إعجابه به، ما دفع العديد من الرواد الإلكترونيين إلى وصف سلوكه بـ “الغير أخلاقي” واتهامه بـ”إفساد” المراهقين الذين يتابعونه من أجل الاستماع إلى أغانيه.

واعتبر نشطاء أن الرابور “طوطو” يمثل قدوة “سيئة” للشباب لأنه يؤثر عليهم بشكل سلبي، خاصة وأنه يحرص دائما على مشاركة لحظات تدخينه للحشيش وشربه للخمر مع متابعيه، داعين إلى ضرورة مراقبة المسؤوليين للحسابات الإلكترونية التي يتابعها الملايين ومنع ترويج أصحابها للسلوكات التي من شأنها الإضرار بالمجتمع.

ولا تعد هذه الواقعة هي الأولى، حيث اشتهر طوطو بإثارته للجدل من خلال مشاركته مع جمهوره عبر منصات التواصل الاجتماعي لتعاطيه للحشيش وشربه للخمر في حفلاته.

ويحظى طوطو، البالغ 26 عاما، بجماهيرية كبيرة في المغرب خاصة بين صفوف الأطفال والمراهقين، حيث أعلنت منصة “streaming Spotify”، أنه الفنان الأكثر استماعا في المغرب والعالم العربي سنة 2021.

وأوضحت “Spotify” في بلاغ لهان أن “ElGrandeToto” احتل مركز الفنان الأكثر استماعا في المغرب ومركز الفنان العربي الأكثر استماعا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

القانون بالمرصاد

عبر عبد العالي الرامي رئيس جمعية منتدى الطفولة عن استيائه من مقطع الفيديو الذي شاركه الرابور “طوطو” مع متابعيه على انستغرام، معتبرا أن على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي انتقاء ما يشاركونه عبر حساباتهم وفق الفئات العمرية التي تتابعهم.

وتساءل الرامي في تصريح لجريدة “العمق”، عن الهدف من وراء نشر شخص يتابعه أكثر من 3 ملايين شخص أغلبهم مراهقون لمقطع حول المخدرات، مشيرا إلى أن هناك مساطر قانونية تعاقب أصحاب مثل هذه السلوكيات من أجل حماية الناشئة.

وأوضح الرامي، أنهم كجمعية وقفوا عدة مرات على مجموعة من السلوكات التي تهدد أخلاق الناشئة، وعملوا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من أجل إشعار المسؤولين لحمايتهم من أي ضرر، داعيا إلى تفعيل المساطر القانونية التي تكفل لكل مواطن الحق في الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية التي ترتكب في حق المجتمع.

تأثير كبير

من جهتها قالت الأخصائية النفسية بشرى المرابطي، إن العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت على الأطفال والمراهقين أظهرت التأثر الكبير لهذه الفئة بما تشاهده ورغبتها القوية بتقليد ذلك.

وأضافت المرابطي في تصريح لجريدة “العمق”، أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل جزءا مهما في حياة المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في تصفحها، مشيرة إلى أن الصفحات الخاصة التي يتابعونها تشكل أحد المرجعيات التي توجه تفكيرهم واختياراتهم.

واعتبرت ذات المتحدثة، أن “إصرار” طوطو على عرض تناوله للمخدرات أمام الملايين من متابعيه في عدة مناسبات يجب أن يدفع النيابة العامة للتدخل في الموضوع، مؤكدة على الناشئة تتأثر بسلوكه ويجب حمايتها منه.

وأشارت الأخصائية النفسية، إلى أن جعل الإعلام لتافهين نجوما والاحتفاء بهم رغم قيامهم بسلوكات سلبية لا فائدة منها للمجتمع، يدفع النشء لمحاولة الاقتداء بهم وسلك نفس طريقهم.

واعتبرت بشرى المرابطي، أن للأسرة والمؤسسات التعليمية أدوارا كبيرة في تثبيت القيم وتوجيه المراهقين نحو الاتجاهات الإيجابية للمساهمة في بناء هويتهم. إذ على الأولى مراقبة أبنائها والاحتكاك بهم وتعزيز ثقافة الحوار وصناعة النموذج لهم انطلاقا منها، فيما على الثانية تناول مثل هذه واقعة طوطو والتوعية بخطورتها، وعدم انفصال المؤسسات التعليمية عن ما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *