مجتمع

سهام.. شابة دكالية مجازة في القانون تنافس الرجال في مهنة تربية الأبقار (فيديو)

تصوير ومونتاج: أشرف دقاق

بعدما وجدت نفسها عرضة للبطالة رغم حصولها على شهادة الإجازة في القانون الخاص، اختارت سهام ابنة منطقة دكالة أن تستغل معارفها وكونها ابنة بيئة قروية حيث تتواجد الأراضي الفلاحية والمواشي، أن تبدأ مشروعا خاصا بتربية الأبقار الحلوب.

سهام رفضت أن تجلس بدون مهنة تستثمر فيها الجهد والوقت وأن تظل كما يفعل كثيرون تلوم الدولة التي لم توفر لها وظيفة، حيث كسرت هذا الحاجز وقررت أن تكون سيدة مشروعها والموظفة فيه تحت سلطتها وبرأسمالها الخاص بدأته بتربية بقرتين فقط.

طموح سهام لم يتوقف عند البقرتين اللتين بدأت بهما مشروعها، بل قررت بكل طموح وشغف أن توسع المشروع حتى يدر عليها مداخيل تستثمرها في توسيعه وتعين به أسرتها، فجهزت ملفا للحصول على تمويل إلا أن هذه الخطوة باءت بالفشل.

ورغم كل العراقيل والإكراهات التي واجهت مشروع سهام في تربية الأبقار، فالشابة الدكالية لم تستلم عند هذا الحد، ورفضت أن تظل مهمة تربية الأبقار الحلوب حكرا على الرجال، لتستمر في “القتال” كما عبرت عن ذلك، للحصول على تمويل.

وبعد سنة من البحث عن مصادر تمويل، استطاعت الشابة الدكالية والأم لطفلين الحصول على تمويل من أحد البرامج المخصصة لتمويل مشاريع الشباب، ورغم حصولها على نصف المبلغ المفصح عنه من طرف الجهات المسؤولة في البرنامج، قامت سهام برهن جزء من إرثها في أرض والدها لإكمال مصاريف مشروعها.

وبعد أن كافحت لجمع المال الكافي، اشترت سهام 10 أبقار من سلالة جيدة، وبما أن اشترائها لهذه الأبقار كان من الخارج، صدمت عند تسلمها الأبقار بأنها مصابة بأمراض وهنا لامت الجهات المسؤولة في الجمارك التي لم تجري فحصا بيطريا على البهائم بتركها تعبر حاملة أمراضا معدية لتجد نفسها مرة أخرى أمام إكراه معالجة الأبقار التي اشترتها بمال حاربت فيه لسنة كاملة ورهنت عليه ثروتها.

خسائر فادحة تكبدتها سهام، إلا أنها وجدت عائلتها بجانبها تدعمها وتعينها على الصمود لأنه لا خيار لها سوى إكمال المشروع الذي بدأته أو الخسارة مرة واحدة، وتضيف سهام في حوارها مع جريدة “العمق”، أنه وبعد معالجة الأبقار بتكلفة مادية كبيرة، تفاجأت مرة أخرى بتفشي وباء كورونا، لكنها واصلت الصمود وأكملت مشروعها.

بعد كل ذلك، قررت سهام تكوين تعاونية لإنتاج الحليب، وظلت تكافح لحدود اليوم مع فريق يشتغل معها لإنتاج الحليب، حيث تعاقدت مع شركة خاصة تبيع لها هذا المنتوج، رغم أن المردود غير كاف بالمقارنة مع الجهد والتعب، تقول الشابة الدكالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *