سياسة

توقع أن تعود الأمور لنصابها.. أوريد: الأزمة بين المغرب وفرنسا ليست بالسوء المتصور (فيديو)

اعتبر المفكر والمؤرخ، حسن أوريد، أن الأزمة المشتعلة منذ أشهر بين المغرب وفرنسا ليست بذلك السوء الذي يتصوره البعض، متوقعا أن تعود الأمور لنصابها بين البلدين.

واعترف أوريد، في مداخلة له على هامش ندوة علمية من تنظيم مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، بأن العلاقات المتوترة بين البلدين يعود سببها بالأساس إلى عدم وضوح الرؤية من الجانب الفرنسي حول قضية الصحراء المغربية، رغم أن الفرنسيين يدركون أهمية هذا الموضوع بالنسبة للمغرب، يضيف أوريد.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية مرت عبر تاريخها الحديث بثلاث أزمات كبيرة، بداية بنفي الملك الراحل محمد الخامس في خمسينيات القرن الماضي المرتبط بفترة الاستعمار، مرورا بما خلفته قضية المهدي بنبركة، ثم الأزمة الثالثة سنة 1990 مع صدور كتاب “صديقنا الملك”.

واعتبر أوريد أن الأزمة الصامتة الحالية بين المغرب وفرنسا والتي لا يتحدث أحد عنها، على حد قوله، بشكل جلي، هي أقل الأزمات خطورة مقارنة بسابقاتها، مؤكدا أن قضية الصحراء المغربية هي محور هذه الأزمة الجديدة بين الرباط وباريس.

وأضاف المؤرخ ذاته: “المغرب كان يرغب في أن تواكب فرنسا التطور الذي عرفته قضية الصحراء في ظل العلاقات التاريخية بين البلدين، وخاصة أن باريس دعمت الرباط في هذه القضية منذ نشأتها سنة 1975 ولا أحد يعرف خبايا ومعطيات حول هذه القضية أكثر من فرنسا وبدرجة أقل إسبانيا”.

وشدد الناطق الرسمي السابق للقصر الملكي على أن الجميع في المغرب كان يريد من فرنسا أن تخرج من منطقة الحياد السلبي إلى اتخاذ موقف صريح تدعم به مغربية الصحراء، مشيرا إلى أن منطق التوازنات الإقليمية هو من يمنع فرنسا من الخروج بموقف واضح حول هذا الأمر.

وتمر العلاقات المغربية الفرنسية منذ أزيد من سنتين من مرحلة برود كبير، بعد سلسلة من الأحداث التي زادت من تعميق توتر العلاقات بين البلدين، خاصة بعد توقيع المغرب على اتفاق ثلاثي مع الولايات المتحدثة الأمريكية وإسرائيل، والتقارب الدبلوماسي بين الرباط وعدد من الدول الأوروربية خاصة برلين ومدريد.

كما تأزمت العلاقات بعد اتهام فرنسا للمملكة باستخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس على هواتف شخصيات فرنسية بارزة في مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زد على ذلك إقدام فرنسا على خفض التأشيرات الممنوحة للمغاربة.

وتطورت هذه الأزمة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي، قبل أسابيع، للجزائر، وأجرى فيها مباحثات رسمية مع الرئيسة الجزائري، عبد المجيد تبون، وعدد من المسؤولين الجزائريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ سنتين

    كان بودنا استاذنا ان يؤسس تقريرك على استنتاجات اخرى اكثر عمقا و استراتيجية. اما ما اوردته من طمانة عن عمق الازمة المغربية الفرنسية و تبسيطها فامر يقوله العالم و البسيط نظرا لمصالح شتى بين البلدين ما يرتبط بالعلاقات التاريخية الطويلة بين البلدين. الامر الرائج لدى كثير ان الازمة هذه هي سطحية و مؤقتة و كلا الطرفين يثبت للاخر قوته و اهميته و حاجته له و قدرته على تنغيص الاجواء له. واكيد ان قمة العلاقة بين البلدين لا يمكن لاحدهما ان يتجاوزها و هم في خانات متعددة كل محتاج للاخر ان على مستوى العلاقات مع اوربا او العلاقات مع افريقيا و المصالح الاستراتيجية و الاقتصادية...

  • فاعل تربوي متقاعد
    منذ سنتين

    لا نتمنى مطلقا ان تعود العلاقات المغربية/الفرنسية الى سابق عهدها.استعمر الفرنسيون المغرب واستغلوا رجالاته وخيراته واقتطعوا اجزاء عديدة من مساحته لتسلم للجزاءر.اي شطط هذا؟ نتمنى ان تزداد علاقات المغرب مع العالم الانغلوفوني افضل من ان نتخذ عدوا مبتزا يطمح للاستفادة من تروات تندوف...