منوعات

محمد بنشقرون.. العلامة الفقيه مترجم معاني القرآن وتلميذ المختار السوسي

فقد المغرب قبل أيام قليلة قامة علمية وفكرية شامخة، إنه محمد بن أحمد بن شقرون المفكر والعالم الذي خلف قبل رحيله عن دنيا الناس مؤلفات عدة في الفكر واللغة والأدب والتاريخ، أبرزها ترجمته لمعاني القرآن الكريم.

يعد بن شقرون، الذي ولد عام 1932 بمدينة مراكش لأسرة علمية، أول من ترجم معاني القرآن الكريم وتفسير معانيه باللغة الفرنسية في عشرة مجلدات.

زاوج الراحل في تكوينه العلمي بين التعليم العصري والتعليم الأصيل، إذ حفظ القرآن الكريم وبعض أمهات الكتب الفقهية والنحوية، وتتلمذ علي يد والده وعدد من أساتذة مدرسة بن يوسف بمراكش.

ونهل من علم عدد من العلماء والفقهاء من قبيل المختار السوسي وبن الحسن الدباغ ومحمد بن عبد الرازق ومحمد عماد الدين وابن الفضيل. كما تلقى دراسته العصرية بالمدارس الابتدائية والثانوية الحكومية (الفرنسية) بمراكش والعليا بالرباط وباريس.

وبفضل مساره العلمي والمعرفي الغني والزاخر تمكن الراحل من الحصول على جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية لعام سنة 2013، وبفضل هذا المسار وجهوده في ميدان العلم حظي بتنويه من الأكاديمية الفرنسية العريقة.

تولى بن شقرون خلال حياته عدة مسؤوليات، إذ اشتغل مدرسا بالتعليم الابتدائي والثانوي وأستاذا جامعيا، وتولى أيضا مناصب ومهام في دواوين عدد من الوزراء، ناهيك عن إدارته لمجلة الثقافية الصادرة عن وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية (1970-1963)، كما ترأس الجمعية المغربية للتربية والتعليم (1983).

ترك الراحل خلفه تراثا علميا غنيا يناهز 30 مؤلفا باللغات العربية والفرنسية والإسبانية، منها؛ “مظاهر الثقافة المغربية” و”الحياة الفكرية المغربية في عصر الدولة المرينية والوطاسية” و”معجم التربية والتعليم”، و”التربية والتعليم من خلال المصادر العربية والفرنسية والاسبانية دراسة بيبلوغرافية باللغة الفرنسية”.

ومن كتب بن شقرون أيضا؛ “الاتجاهات الأدبية في العهد المريني: دراسة وصفية ونقدية عبر تحقيق مخطوط لمؤلفه ابن الدراج السبتي”، و”فيض العباب في الرحلة السعيدة إلى قسنطينة والزاب: دراسة وتحقيق رحلة قام بها أبو عنان المريني من تأليف ابن الحاج النميري الأندلسي”، و”العبادات في الإسلام ومظاهرها السياسية والاجتماعية والتربوية”.

ومن الآثار العلمية التي تركها الراحل؛ “فن الطبخ في الأندلس والمغرب: تحقيق مخطوط لابن رزين السبتي التوجيب”، و”التعليم العصري بالمغرب بدايته وتطوره”، بالإضافة إلى ترجمته وتفسيره للقرآن الكريم باللغة الفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *