سياسة، مجتمع

خاص.. هل تحايل عمدة طنجة على القانون بخصوص “مقبرة الكلاب” التاريخية؟ (وثائق)

اعتبر ممتبعون للشأن المحلي بطنجة، أن عمدة المدينة، منير الليموري، “أدار ظهره” لتوجيهات والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد امهيدية، والمتعلقة بنزع ملكية أرض تضم مقبرة الكلاب ومحيطها، بعدما أدرج العمدة نقطة ضمن جدول أعمال دورة أكتوبر تهم تقديم هبة لفضاء المقبرة فقط.

مراسلة الوالي التي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، طالب من خلالها الوالي من عمدة طنجة، إدراج مسطرة نزع الملكية للقطعة الأرضية لـ”مقبرة الكلاب” والأرض المحتضنة له، ضمن دورة الجماعة، وذلك قصد إدراجها ضمن الممتلكات العامة للجماعة.

وحسب نفس المراسلة، فإن الوالي اعتبر الفضاء المدعو “مقبرة الكلاب” بمنطقة بوبانة، فضاءً مهما يشكل إلى جانب عدة فضاءات، جزءً من من الذاكرة التاريخية لمدينة طنجة والتي تستوجب التدخل للمحافظة عليها وحمايتها.

وعمد صاحب العقار، وهو منعش عقاري معروف بالمدينة، إلى تقديم “مقبرة الكلاب” لوحدها كهبة لجماعة طنجة دون المساحات المحيطة بها، من أجل تفادي نزع ملكية العقار بكامله المتضمن للمقبرة، وهو الأمر الذي وافق عليه العمدة منير الليموري، الشيء الذي اعتبره متتبعون مخالفة لتعليمات والي الجهة.

وقال المنعش العقاري في مراسلة لرئيس جماعة طنجة، إنه ومن أجل جعل “مقبرة الكلاب” ملكا مشتركا وعاما لمدينة طنجة، فإنه يهب لجماعة طنجة، مجموع الوعاء العقاري “لمقبرة الكلاب” الواقع ببوبانة، والبالغ مساحته 23a 80a متر مربع، وهو جزء مستخرج من العقار.

وينص القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، على ضرورة إدراج النقط المتوصل بها من طرف العامل أو الوالي في جدول أعمال دورات الجماعة، وهو الأمر الذي خالفه رئيس المجلس الجماعي.

في حين، قام العمدة بإدراج نقطة أخرى توصل بها من صاحب العقار عبارة عن قطعة أرضية مستخرجة قدمها كهبة للجماعة، ما اعتبره مهتمون “تحايلا على القانون، وتواطؤ واضحا مع صاحب العقار حتى لا تنتزع ملكية العقار بأكملها لتخصيصها بالمنفعة العامة”.

وكانت حركة “الشباب الأخضر” قد كشفت أنها رصدت “خروقات بيئية على مستوى عمالة طنجة-أصيلة، المتمثلة في التخريب المتعمد لشعار الحركة (Logo) وبعض الرسومات التي خطتها أيادي مناضلات ومناضلي الحركة بمدخل مقبرة الكلاب بطنجة، وتعويضها بشعار “ممنوع الدفن” بمدخل المقبرة، بغية إحداث مشروع من طرف أحد المنعشين العقاريين بعد أن اقتنى العقار قبل 4 أعوام”.

وحسب بلاغ سابق لحركة الشباب الأخضر، فإن الحركة توصلت بمعطيات “خطيرة متعلقة بمحاولة لإعدام شامل لمقبرة الحيوانات (مقبرة الكلاب) الكائنة ببوبانة (جوار فندق أندلسيا)، من طرف أحد الرؤساء السابقين لجمعية اتحاد المنعشين العقاريين قصد إقامة مجمع فيلات بهذا الموقع”.

وأكدت الحركة، أن مقبرة الكلاب “تراث إنساني وحضاري لجميع ساكنة طنجة، والمغرب، بل ولإفريقيا كافة باعتبارها المقبرة الوحيدة المتواجدة على مستوى القارة الإفريقية، وواحدة من بين أربعة مقابر بالعالم قاطبة”.

وحذرت الحركة من أي محاولة لتغيير معالم مقبرة الكلاب بمدينة طنجة، مستغربة الطريقة التي تم من خلالها تفويت هذه المقبرة للخواص، واعتبرت أن أي مساس بمحتويات المقبرة، يشكل “انتهاكا بشعا لذاكرة ومستقبل ساكنة طنجة”.

ودعت الحركة جمعية اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة إلى إصدار موقف واضح وحاسم من أفعال أحد منتسبيها، ورؤسائها السابقين. كما دعت ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة الى التدخل العاجل من أجل الوقف الفوري لأي مشروع تخريبي قد يطال هذا الفضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *