مجتمع

خبراء يعددون دور الحوار في مواجهة خطاب الكراهية في ملتقى دولي بتطوان (فيديو)

تصوير ومونتاج: يونس الميموني

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات دورة تدريبية دولية حول الحوار ومواجهة خطاب الكراهية، بكلية أصول الدين التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، تحت موضوع: “أي دور للحوار في مواجهة خطاب الكراهية؟ الحوار قدرنا من أجل العيش المشترك”.

الدورة التدريبية التي تستمر على مدار يومين، ينظمها مركز الدكتوراه “الدراسات العقدية والفكرية” بكلية أصول الدين بتطوان، بتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بمشاركة أكاديميين وباحثين من جامعات مختلفة.

وعقب الجلسة الافتتاحية للدورة الدولية التي عرفت حضور نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، ورئيس المجلس العلمي بتطوان، ألقى عميد كلية أصول الدين، الدكتور محمد التمسماني، محاضرة افتتاحية بعنوان “جهود كلية أصول الدين في تدعيم الحوار الحضاري ونشر ثقافة التعايش”.

وشهدت هذه الفعالية جلسة عامة أطرها باحثون متخصصون في تاريخ الأديان وحوار الحضارات، ويتعلق الأمر بكل من الدكاترة محمد علا وبلال أشمل وكريمة نور عيساوي من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وسعيد كفايتي ومحمد الحتاش من جامعة محمد بن عبد الله بفاس، ومحمد صلاح بوشتلة من جامعة القاضي عياض بمراكش.

وعقب ذلك، احتضنت كلية أصول الدين ورشة تدريبية أشرف عليها الدكتور مصطفى بوجمعة، أستاذ علوم الأديان بالكلية ذاتها، وذلك لفائدة طلبة الماستر والدكتوراه.

وسيعرف اليوم الثاني للدورة التدريبية، غدا الأربعاء، تنظيم زيارة ميدانية لكنيسة تطوان والمركز السوسيو ثقافي الإسباني “ليرشوندي” بالمدينة ذاتها، وذلك من أجل تجسيد الحوار على أرض الواقع، بإشراف من الدكتورة كريمة نور عيساوي.

منسقة الدورة التكوينية، الدكتورة كريمة نور عيساوي، أوضحت في تصريح لجريدة “العمق”، أن هذه الفعالية الأكاديمية تندرج في إطار الإسهام في تعميق النقاش حول خطاب الكراهية الذي استشرى في المجتمعات الحديثة، خاصة مع الطفرة غير المسبوقة التي عرفتها وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت أستاذة تاريخ الأديان وحوار الحضارات بكلية أصول الدين بتطوان، إن خطاب الكراهية بات يُهدد يوما بعد يوم مقومات وأسس السلم الاجتماعي، ويزرع بذور الخوف وعدم الاطمئنان بين أفراد المجتمع الإنساني.

وأضافت أنه “انطلاقا من التسليم والإيمان بأن الحوار هو قدرنا من أجل العيش المشترك، جاءت فكرة التساؤل عن الدور الذي يُمكن أن يؤديه الحوار في مواجهة خطاب الكراهية، وإشاعة روح التسامح والحوار والسلم”.

وأشارت إلى أن “الفضاء الذي يستضيف هذه الدورة هو، أولا، مدينة تطوان التي تجسد بفضل موقعها الاستراتيجي حلقة وصل بين المغرب وأوروبا، وثانيا، جامعة عبد المالك السعدي التي تُجسد قيم الحوار والتعايش، وثالثا، كلية أصول الدين الكلية الوحيدة في المغرب التي تُدرس الأديان، والتي يؤهلها هذا الاختصاص لتثبيت أسس الحوار الحضاري”.

من جانبه، قال نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، الدكتور جمال الدين بن حيون، في تصريح لـ”العمق”، إن موضوع هذه الدورة التدريبية dندرج ضمن خصوصية المغرب التي تعتبر نقطة ضوء في البحر الأبيض المتوسط، نظرا لكون المملكة معروفة باعتمادها نهج الحوار والتسامح وتشبيك الثقافات.

وأوضح المسؤول الجامعي أن هذه الدورة تروم الدعوة إلى مزيد من الحوار وتحث الطلبة على الانفتاح على كافة الثقافات، مشيرا إلى أن جامعة عبد المالك السعدي تثمن هذه المجهودات، وتحرص على دعم وتشجيع البحوث ومسالك التكوين التي تتبنى حوار الحضارات ونشر قيام التسامح في المجتمعات.

بدوره، قال عميد كلية أصول الدين بتطوان، الدكتور محمد التمسماني، إن هذه الدورة جاءت عقب سلسلة من الفعاليات التي احتضنتها الكلية في مجال الحوار الحضاري والمشترك الإنساني، لافتا إلى أن الهدف هو التعريف بالنموذج المغربي الفريد والمتميز في مجال الحوار.

وشدد عميد الكلية في تصريح مماثل، على أن التعايش والتسامح قيمة من قيم المواطنة المغربية، لافتا إلى أن المغرب هو نموذج في هذا الصدد، معتبرا أن تكوين الطلبة على الحوار مدارسة وممارسة هو من صلب أهداف مثل هذه اللقاءات الجامعية.

من جهته، قال الدكتور مصطفى بوجمعة، أستاذ علوم الأديان بكلية أصول الدين بتطوان، إن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو حوار فريد من نوعه ينطلق من القيم الدينية المشتركة، بهدف فض النزاع وبناء السلام ومواجهة كل خطابات الكراهية.

ووصف المتحدث خطاب الكراهية بكونه “جرثومة العصر”، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة استفحلت أكثر مؤخرا، مشددا على ضرورة التصدي لها ومواجهة الأحكام المسبقة وسوء الظن بالآخر، مع قبول الآخر والابتعاد عن كل ما من شأنه إشعال نار الفتن، بحسب تصريحه لـ”العمق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *