دراسة جديدة تربط بين الحالة المزاجية للأم وقدرة الطفل على الكلام

حسب موقع “العِلم” يُعَدّ التواصل العاطفي بين الأم وطفلها أمرًا بالغ الأهمية خلال الحياة المبكرة للطفل، خاصةً فيما يتعلق بعمليتي التعلم والنمو، ولكن لا يُعرف الكثير عن الأسس العصبية لهذا النوع من التواصل.
وتؤدي حالة الأم المزاجية دورًا كبيرًا في وصوله إلى مستويات قياسية من التفاعل مع رضيعها، ويكون هذا التفاعُل متناغمًا أكثر عندما تكون الأمهات في حالة مزاجية سعيدة.
لكن الحالة المزاجية لأغلب الأمهات بعد الولادة لا تكون دائما بخير، مما تكون له تأثيرات سلبية على أطفالهن خاصة فيما يتعلق بقدرتهم على الكلام.
وحسب موقع “مايو كلينيك” المتخصص، تعاني معظم الأمهات الحديثات من “اكتئاب ما بعد الولادة” للطفل والذي يشتمل في العادة على تقلُّبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم. تبدأ حالات الكآبة النفاسية خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين. لكن بعض الأمهات الجديدات قد يعانين من أشكال من الاكتئاب أكثر حدةً وأطول زمنًا، وتعرف باكتئاب ما بعد الولادة.
وتظهر الدراسات التحليلية، حسب العربية نت، أن الحالة المزاجية السيئة للأمهات يمكن أن تؤثر على نمو أطفالهن وقدرتهم على الكلام.
غير أنه حتى الآن لم يتضح كيف يظهر هذا الضعف في التطور اللغوي المبكر عند الرضع.
وفي هذا السياق، حسب العربية نت، قام فريق علماء بمعهد ماكس بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية في لايبزيغ بألمانيا بدراسة مدى قدرة الأطفال على تمييز أصوات الكلام عن بعضها البعض ومدى تأثر تلك القدرة بتغير الحالة المزاجية لأمهاتهم، وفق ما نقل موقع Neuroscience News عن دوريةJAMA.
القدرة على تمييز الأصوات
وتعتبر القدرة على تمييز الأصوات شرطاً أساسياً مهماً للخطوات الإضافية نحو اكتساب لغة متطورة. فإذا أمكن تمييز الأصوات عن بعضها البعض، يمكن أيضاً تمييز الكلمات الفردية ومن ثم يبدأ الطفل مع مرور الوقت في تطوير مهاراته اللغوية.
ووفق الباحثين، كان واضحاً العلاقة بين تأكيد الأمهات معاناتهن من حالة مزاجية أكثر سلبية بعد شهرين من الولادة، وإظهار أطفالهن، في المتوسط، معالجة أقل نضجاً لأصوات الكلام في سن الستة أشهر.
تأخر “رد فعل عدم التطابق”
كما يجد الأطفال صعوبة خاصة في التمييز بين نغمات المقطع. وعلى وجه التحديد، أظهرت نتائج الدراسة أن تطوير ما يسمى بـ”رد فعل عدم التطابق” يتأخر بين المواليد الذين تعاني أمهاتهم من اكتئاب أو حالات مزاجية سلبية، بالمقارنة مع المواليد الجدد، الذين كانت أمهاتهم في حالة مزاجية أكثر إيجابية.
ويتم استخدام أسلوب القياس بـ”رد فعل عدم التطابق”، أو “عدم التوافق”، لاختبار مدى قدرة شخص ما على فصل الأصوات عن بعضها البعض.
وتبين أنه إذا تأخر تطور قدرة الطفل نحو تحقيق رد فعل واضح وكان هناك نتائج أكثر لعدم التطابق في تمييز الأصوات التي يتم ترديدها على مسامعه، فهذا يعتبر مؤشراً على زيادة خطر المعاناة من اضطراب الكلام في وقت لاحق.
كذلك يتم استخدام ما يسمى باختبار “رد فعل عدم التطابق” إلى جانب أجهزة رسم تخطيط كهربي للدماغ EEG، حيث تُظهر إشارة EEG محددة مدى جودة عمليات الدماغ والتمييز بين أصوات الكلام المختلفة.
وسجل الباحثون رد فعل عدم التطابق لدى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين وستة أشهر، بينما تم ترديد مقاطع مختلفة مثل “بوو” و”غا” و”با” على أسماعهم.
التحدث إلى الرضع
من جهتها تقول الباحثة غيسا شادت، وهي أستاذة تنمية الطفولة والمراهقة في جامعة برلين الحرة والباحثة الأولى في الدراسة، إن “هناك شكوك في أن الأمهات المصابات تستخدمن قدراً أقل من الكلام الموجه للرضع. وربما تستخدمن تنوعاً أقل في طبقة الصوت عند توجيه الكلام إلى أطفالهن”.
كما توضح أن هذا يؤدي أيضاً إلى تصور أكثر محدودية للنغمات المختلفة لدى الأطفال، وهو التصور الذي يعتبر شرطاً أساسياً لمزيد من التطوير اللغوي.
اترك تعليقاً