مجتمع

فيدرالية الناشرين تثمن تجاوب بنسعيد مع طلب صرف دعم 2022 وتدعو لإخراج تصور جديد للدعم العمومي

ثمنت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، تجاوب وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، مع طلبها بصرف دعم سنة 2022، مشيرة إلى أنه، ومنذ أكثر من سنة، تلح على ضرورة إخراج التصور الجديد لدعم عمومي منصف وعادل.

وشدد على ضرورة أن يكون التصور الجديد منسجم مع فلسفته الأصلية بمرجعيتها الدولية والوطنية منذ الرسالة الملكية لسنة 1987 إلى الرسالة الملكية لسنة 2002، وبالتراكم الذي جرى منذ 2005 إلى ما قبل الجائحة.

واعتبرت أن تلك “مرجعية تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاقتصادي، ولكن تأخذ أساسا بجانب دعم التعددية والديمقراطية، ودعم المهنية والانتشار والتأثير، وفي هذه المجالات يمكن أن نتحدث عن الاستثمار، ليس في الرأسمال فقط، ولكن في الخدمة المجتمعية والموارد البشرية”.

جاء ذلك في بلاغ للفيدرالية بعد لقاء وفد من مكتبها التنفيذي مع وزير الشباب والثقافة والتواصل، أمس الأربعاء، لمناقشة “انشغالات الناشرين ومواقفهم وتصوراتهم بخصوص واقع ومستقبل صحافة مغربية تعيش واحدة من أكبر التحديات الوجودية في تاريخها”.

وقالت الفيدرالية، إن مدونة الصحافة لسنة 2016، رغم نواقصها، جاءت بمقتضيات تحصينية مهمة من مثل تقنين الولوج إلى المهنة، مما خفض عدد المواقع الإلكترونية من 5000 موقع قبلها إلى أقل من 800 موقع الآن.

وأبرز أنه يجب التمييز بين الصحف القانونية والتي تدخل في إطار حرية التعبير، والصحف المهيكلة التي تؤطرها المادة 5 من قانون المجلس بشكل صارم، وهذه فقط هي المعنية بهذا الاستحقاق.

ونبه البلاغ ذاته إلى أن النقاش حول تعديل القوانين يجب أن يتسم بالصدق والدقة، وألا نطلب تعديل المعدل لأن الوقت لا يسمح بالمراوغة والتضليل إزاء قطاع منكوب، بحسب تعبير الفيدرالية.

وترى الفيدرالية أن الانكباب على مشاكل النموذج الاقتصادي للمقاولة الصحفية مسألة أساسية، لأن الاقتصاد هو شريان الحياة بالنسبة للقطاع، إلا أن الحرص على الشرعية وإعطاء المثال بالامتثال للديمقراطية، وكذا تقوية آليات تخليق المهنة وتحصينها يعتبر جزءا لصيقا بحياة أي صحافة تريد أن تقلع وتتصالح مع محيطها المجتمعي.

وفي هذا الصدد، نوهت الفيدرالية بالمقاربة التشاركية التي تنهجها وزارة التواصل في هذا الموضوع، داعية الشركاء إلى نهج طريق التوافق إذا كان الهدف هو الإصلاح، “لإن التردد والتشرذم والأنانيات لن تخدم إلا الهشاشة والتسيب والتحلل من الضوابط والممارسات الفضلى، ولن تزيد إلا في منسوب عدم الثقة بين الصحافة والمجتمع وبالتالي في استمرار صحافتنا في غرفة الإنعاش مهما كبر حجم الإسعافات المالية”.

وقال البلاغ إن الفيدرالية “كشريك تاريخي في أوراش الإصلاح، وكموقع على الاتفاقات مع الحكومة لحد الآن، وكمكون رئيسي في المجلس الوطني للصحافة، وبصفتها المنظمة الأكثر تمثيلية، لتترافع بتواضع لإنقاذ ما يجب إنقاذه”.

وأعلنت أنها ستشارك في اللقاء الدراسي في البرلمان حول مستقبل الصحافة المغربية، الوطنية والجهوية، “الذي نتمنى ألا يخلف موعده مع الوضوح وجرأة المقاربة وصون حرية الصحافة وضمان مسؤوليتها ومساعدتها في هذه الظروف الصعبة على البقاء للقيام بأدوارها المجتمعية الجسيمة”، وفق البلاغ ذاته.

من جهة أخرى، تأسفت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، على وضع المجلس الوطني للصحافة الذي انتهت ولايته في 4 أكتوبر الجاري، دون أن تجري انتخاباته، مما اضطر الحكومة للتمديد له لستة أشهر، معتبرة أن تمديد ولايته “وجَّه ضربة موجعة لسمعة التنظيم الذاتي”.

وقالت الفيدرالية إنه كان من الممكن تجنب هذا الوضع لو تم إعمال مقتضيات المادة 54 من القانون المحدث للمجلس، ودعت الحكومة اللجنة التي يرأسها قاض إلى مباشرة عملية تجديد هياكل المجلس وفق نفس المنهجية التي ولد بها.

وأوضحت الفيدرالية أنها ذكَّرت الوزير بمراسلاتها له منذ يونيو الماضي، للتنبيه على ضرورة تفعيل آليات تجديد هياكل المجلس، قبل أن يتم الوصول إلى المأزق.

وشددت، باعتبارها مكون أساسي من مكونات المجلس الوطني للصحافة، على موقفها الواضح من أن هذا التمديد، عندما أصبح أمرا واقعا، يجب أن يكون فرصة لتهيئ الظروف الملائمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، انسجاما مع منطوق المادة 28 من دستور المملكة.

كما قالت الفيدرالية إنها تتابع “بقلق التطورات التي يعرفها القطاع الإعلامي ببلادنا، سواء تعلق الأمر بالأوضاع المهنية أو الاقتصادية للمقاولات الصحفية، أو الاجتماعية للموارد البشرية، أو رهان التحصين والتخليق والتأهيل الذي أوكل للتنظيم الذاتي في إطار المجلس الوطني للصحافة”.

واعتبر المكتب التنفيذي للفيدرالية، أن “الدعوة لتعديل مدونة الصحافة أمر محمود، ولكن لا يمكن ربطها بأي حال من الأحوال باستحقاقات انتخابية دستورية، ولهذا عبرت الفيدرالية عن رفضها لأي مقترح لتعديل المادة الرابعة من قانون المجلس الوطني للصحافة التي تنص على انتخابات ممثلي الصحفيين وممثلي الناشرين في المجلس، لأن أي مقترح بالتعيين هو بكل بساطة مقترح غير دستوري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حمدون القراص
    منذ سنتين

    المجلس ديال الصحافة وكذا نقابة الصحافة جميعا تم بيعهما لحزبي الاتحاد والاستقلال فعشش فيهما خادما ( الدولة) مجاهد والبقالي منذ ان وجدا وسيبقيان الى ان ينتزعمها عزرائيل... قولوا لنا عفاكم كم الملايين التي ياخذها شهريا هاد المجاهد يونس في هذا المجلس؟؟؟