منتدى العمق

همسة في أذن الغيورين …..

مساهمة في النقاش وتفاعلا مع جواب السيد وزير الصحة أثناء زيارته لجهة درعة تافيلالت بمناسبة تدشين توسعة المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف؛ هذا الجواب الذي يحمل في طياته تبريرا لهروب الأطر الطبية من الجهة بمجرد قضائهم مدة زمنية محدودة.

كان الأجدر بالسيد الوزير أن يتفاعل مع المعاناة المستمرة لساكنة الجهة بالنظر لبُعد المنطقة عن المستشفيات الجامعية وغياب بنية تحتية في مستوى تطلعات الساكنة، مع توفير ما يضمن لها استمرارية الاشتغال.

جواب السيد الوزير كان في حالة شرود، ولعل السؤال الذي طرحته احدى الجرائد الالكترونية المحلية حول ضمان استقرار الأطر الطبية بالجهة، كان من شأنه أن يشكل استعطافا بل واحراجا للمسؤولين، لكن الأمر تم التفاعل معه بسخرية مفضوحة.

جاء جواب اليوم ناسخا لكل الجهود التي بُذلت من طرف مجموعة من برلمانيّي الجهة لسنوات متتالية ولكل المرافعات التي عرفتها قبة البرلمان بهذا الشأن.

جاء الجواب الشافي للسيد الوزير محبِّطاً لكل القناعات التي ترسَّخت لدى أطر الجهة أثناء النقاش الرصين الذي عرفه برنامج التنمية الجهوي بمناسبة اللقاءات التشاورية التي عُقدت بهذا الخصوص سابقا، ولقد كانت من مخرجات هذا النقاش:

– إحداث مركز استشفائي جامعي بجهة درعة تافيلالت؛
– نشر التطبيب عن بعد بالمناطق الأشد عزلة؛
– تخويل مِنَح الامتياز للحاصلين على الباكالوريا بالجهة والمقبولين بكليات الطب.

مقترحات صدرت من رحم المعاناة وقد اقتُرِحت بوعي لتشجيع استقرار الأطباء المُستَقبلِيِّين بالجهة مع ضمان عودة الممنوحين بعد التخرج، ومن جهة أخرى لتسهيل الولوج إلى تكوينات الطب الخاصة للحاصلين على الباكالوريا المتميزين، وذلك بغية الرفع من عدد الأطباء بالجهة.

إن القناعة التي ترسخت لدى أطر الجهة بخصوص إشكالية القطاع الصحي هي خلق ظروف ملائمة للدراسة محليا لتثبيت الطلبة ومنحهم الحق في استكمال حياتهم الطبيعية في عقر دارهم كغيرهم من جهات المملكة، اعتبارا لكون أي انتقال لمدينة أخرى يعتبر هجرة موسمية من شأنها أن تتحول إلى هجرة نهائية بحكم أن هجرة الطالب لسنوات طويلة لمنطقة أخرى يفرض عليه اندماجا اجتماعيا يصعب معه احتمال الرجوع إلى الموطن الأصلي، خاصة إذا كانت فرص العمل غير متاحة بسبب نقص العديد من المرافق الجامعية والإدارية وغيرها من شروط العيش الكريم.

ولهذا سيضل أملنا كبيرا في كون خلق مستشفى جامعي وكلية للطب بالجهة سيكون له الأثر الكبير في حل معضلة القطاع الصحي بجهة درعة تافيلالت، بما سيسمح في استقرار دراسي للطلبة، واستقرار أسري اجتماعي يُمْكن معه تجاوز معضلة هروب الأطر الطبية وغيرها من الأطر خارج تراب الجهة.

بقلم: الدكتورة للاازهور مليكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *