منوعات

الجمهوري محمد أوز.. أول سيناتور مسلم قد يدخل مجلس الشيوخ الأمريكي

يحضر المسلمون، ولو بعدد رمزي، في مجلس النواب الأمريكي مند سنة 2018 تقريبا، لكن مجلس الشيوخ، الذي يعتبر الغرفة العليا في الكونغريس الأمريكي، لم يتمكن أي مسلم من ولوجه من قبل، حسب مصادر إعلامية.

والجديد الذي تحمله الانتخابات النصفية المتوقعة في الشهر المقبل، هو وجود مرشح مسلم عن الجمهوريين ينافس على مقعد في مجلس الشيوخ.

وتَعتبر قناة الحرة أن المرشح الجمهوري، محمد أوز، على موعد مع صناعة التاريخ كأول سيناتور مسلم في مجلس الشيوخ الأميركي، إذا فاز ابن المهاجرين الأتراك في الانتخابات النصفية الشهر المقبل.

وعما يعنيه كونه أول مسلم في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو فقط في الولايات المتحدة، حسب نفس المصدر، قال مرشح الحزب الجمهوري في بنسلفانيا: “الفخر والشرف”، في مقابلة، الشهر الماضي، على قناة “إيه بي سي نيوز”.

وقال أوز في المقابلة: “أعتقد أن أميركا، وخاصة بنسلفانيا، بُنيت على السماح للأشخاص من خلفيات متنوعة للغاية بتقديم أفضل أفكارهم، كل واحد منا أذكى من أي واحد منا”.

وأوز هو أول مسلم يرشحه حزب كبير لمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي.

لا يثير حماس المسلمين

نادرا ما يتحدث أوز عن دينه خلال الحملة الانتخابية، وفقا لتقرير نشرته شبكة “إيه بي سي نيوز”.

من أبرز ما قاله المرشح الجمهوري عن ديانته، كان في مقابلة أجرتها “بي بي إس” في ديسمبر 2009، حيث قال إن عائلة والده وضعت الدين أولوية وجوهرا أساسيا في جياتها، بينما كانت عائلة والدته علمانية، “لقد صارعت كثيرا من أجل هويتي الإسلامية”، مستشهدا بمقاربات والديه المختلفة للإيمان.

في تلك المقابلة، قال أوز إنه يعتبر نفسه صوفيا، سلوك تعبدي منذ آلاف السنين تؤكد على الروحانيات والتقارب إلى الله. ويمارسه كل من المسلمين السنة والشيعة.

واعتبر عبد الله بوسيوس، إمام مسجد في فيلادلفيا، في حديثه مع شبكة “أيه بي سي نيوز”، إن أوز نادرا ما تتم مناقشته بين المسلمين في بنسلفانيا.

وعلى الرغم من ترشيحه التاريخي، يشعر بوسيوس أن أوز بعيد عن الجالية المسلمة في ولاية بنسلفانيا وليس “مرئيا”، على حد تعبير الإمام غير النشط سياسيا، والذي قال إنه لم يصوت أبدا، مضيفا أن”أوز لا يثير حماسنا”.

بصفته عضوا جمهوريا مسلما، فإن أوز يمثل أقلية في الحزب الجمهوري، حيث إن 13 في المئة فقط من المسلمين ينتمون إلى الحزب أو يميلون إليه، وفقا لمسح أجري عام 2017 لمركز بيو للأبحاث، والذي وجد أنه على النقيض من ذلك، تم تحديد 66 في المئة من المسلمين على أنهم، أو كانوا، يميلون إلى الديمقراطيين.

كما أظهر الاستطلاع أن ثلث المسلمين ذوي الميول الجمهورية قالوا إن الحزب، لم يكن ودودا تجاههم.

مواجهة ترامب حول الإسلام

في عام 2017، فرض الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حظرا على دخول المواطنين من العديد من دول ذات أغلبية مسلمة إلى أميركا بعد أن اقترح مرارا خلال حملته أن على الحكومة تنظيم المسلمين والمساجد، ما أثار ردود فعل ناقدة كثيرة.

وانتقد أوز قرار ترامب حينها قائلا في مقابلة مع برنامج “Watch What Happens Live With Andy Cohen”: ”  لدي عائلة في تركيا، وهو أمر مليء بالتحديات بالنسبة إلينا”.

وفي العام ذاته، قال أوز في مقابلة مع قناة “تي أر تي” التركية، إنه يرى أن الإسلام أسيء فهمه.

وقال: “أعتقد أن الإسلام لديه فرصة كبيرة، ويجب عليه أن يوضح نفسه”، مضيفا أنه “من السهل جدا وصفه بأنه عبارة عن أشخاص يفجرون الأشياء بدافع الكراهية، لكن هذا لا يعكس حقا الدين الذي نشأت عليه”.

وفي مقابلة مع موقع “Real America’s Voice” المقرب للجمهوريين، في مايو: “لا نريد قانون الشريعة في أميركا”، اعتبر أوز نفسه “مسلما علمانيا”، وقال: “لا أريد أن يلعب أي من هؤلاء المتعصبين الدينيين دورا في المجتمع الأميركي، وسأمنعهم بشدة”.

وعندما سئل بعد ذلك عما إذا كان يعتقد أن أميركا تأسست “على مبادئ اليهودية والمسيحية المستمدة من الكتاب المقدس”، أجاب أوز “بالطبع”، قبل أن يشير إلى أن أبناءه الأربعة وأحفاده الأربعة جميعهم معمدون ومسيحيون.

يمكن أحيانا استخدام التعريف الذاتي كمسلم علماني “كرمز” للتقرب من غير المسلمين، كما تقول هميرة زياد، مديرة برنامج الدراسات الإسلامية في جامعة جونز هوبكنز.

ومع ذلك، قال رجل يعمل في مسجد في مقاطعة باكس، إنه على الرغم من أن ترشيح أوز “لا تتم مناقشته” بين المسلمين، إلا أنه يعرف، “هناك بالطبع فخر به، لأنه مسلم تركي”.

وقال الرجل، الذي رفض الكشف عن اسمه، مستشهدا بسياسة المسجد التي تمنع التحدث للصحافة، إن أفراد عائلته جمهوريون و”سعداء” بأوز.

ويشكل المسلمون ما يقرب من واحد في المئة فقط من سكان الولاية اعتبارا من عام 2014، وفقا للبيانات التي جمعها مركز بيو.

الجدل حول برنامجه الطبي الشهير

وكان أوز حظي بشهرة من خلال برنامج تلفزيوني قدم فيه نصائح طبيه بعنوان “دكتور أوز”، لكنه أيضا تعرض لاتهامات تخص تقديم معلومات مغلوطة حول بعض العقاقير، وهي اتهامات نفاها أوز مرارا.

وأعلنت شركة “سوني” انتهاء برنامج “أوز” بعد إعلانه الترشح لمجلس الشيوخ، واشتهر الطبيب لأول مرة لدى ظهوره في برنامج “أوبرا وينفري” طوال خمسة مواسم، لتساعده المذيعة الشهيرة في تأسيس برنامجه الخاص عبر شبكتها “هاربو”.

وحظي أوز بتسعة جوائز إيمي، وأعلن عن الموسم الرابع عشر قبل أن تؤكد هيئة الاتصالات الفيدرالية تعليقه وفقا للقانون الذي يوفر للمترشحين للمناصب العامة فرصا متساوية للظهور التلفزيوني، وفقا لما أكده موقع “ذا هوليوود ريبورتر”.

وأكدت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن خبراء في الطب ومنظمات في الصحة العامة وإرشادات الصحة الفيدرالية أن أوز “خلال الفترة التي امتد فيها برنامجه، من عام 2009 وحتى 2021، وفر منصة لمنتجات خطرة ووجهات نظر سطحية، استهدفت ملايين المتابعين”.

وذكرت الصحيفة أن من بين المنتجات التي روج إليها الدكتور أوز “HCG, garcinia cambogia”، وهو “منتج لتخفيض الوزن ذكرت هيئة الدواء والغذاء الفيدرالية أنه قد يتسبب بتلف في الكبد”، و”سيلينيوم، وهي مادة يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الطبيعية، على أنه يقي من السرطان”.

وقالت الصحيفة إنها قدمت أسئلة مفصلة في رسالة بريد إلكتروني، “لكن ممثل الحملة رد ببيانات واسعة تتناول هجمات منافسه الديمقراطي، جون فيترمان، التي طالت حياته المهنية والمنتجات التي تم الترويج لها في برنامجه، مع ترك العديد من الاستفسارات المحددة دون الرد عليها”.

وقالت بريتاني يانيك، المتحدثة باسم حملة أوز “في برنامجه، رحب الدكتور أوز بالمحادثات والآراء المفتوحة والصادقة من مختلف الأنواع من الناس”، مضيفة أنه “من الغباء وغير المنطقي الإشارة إلى أنه يتفق مع المعتقدات والآراء التي يبديها ضيوفه في برنامجه، أو أن استضافة شخص ما في برنامجه دليل على أنه يتفق معه ويؤيد آراءه”.

وأعرب أوز في كثير من الأحيان عن تحفظاته بشأن العلاجات التي تم تسليط الضوء عليها في برنامجه.

وفي الحلقة التي تناولت “HCG”، على سبيل المثال، حذر أوز مشاهديه من أكل أقل من 1200 سعرة حرارية في اليوم “دون تدخل طبيب”، وتجنب الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية من المنتج التي قد تكون مغشوشة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *