مغاربة العالم

مغاربة النمسا يدعمون مرشحا للرئاسة يعتبر الإسلام جزءا من البلد

انطلقت أمس الثلاثاء، الحملة الانتخابية للاستحقاقات الرئاسية بدولة النمسا المزمع تنظيمها يوم 4 دجنبر المقبل، والتي تعتبر انتخابات حاسمة في المسار السياسي لهذا البلد الأوروبي، حيث يتنافس على رئاسة البلد كل من الزعيم السابق لحزب الخضر “ألكسندر فان دير بيلن”، الذي يعتبر الإسلام جزءاً من النمسا ويدافع باستمرار عن المسلمين واللاجئين، ومنافسه عن حزب الحرية اليميني “نوربرت هوفر” المعادي لتواجد المسلمين في النمسا.

المغاربة يدعمون “بيلن”

عبد العاطي كريمي، رئيس الاتحاد الأوروبي المغربي بالنمسا، أوضح أن الجالية المغربية وأفراد الجاليات المسلمة في النمسا، يدعمون بقوة المرشح “فان دير بيلن”، مشيرا إلى أن هذا المرشح له مواقف إيجابية مع المسلمين، ويعتبر صديقا للجالية المغربية بالنمسا، مشددا على أنه أكد أكثر من مرة على أن الإسلام جزء من النمسا، كأول دولة أوربية تعترف بالإسلام رسميا.

وأضاف كريمي في تصريح لجريدة “العمق”، أن الجالية المغربية ومعها الجاليات المسلمة في النمسا، تدعم هذا المرشح “لأنه يمثل صورة النمسا التي عرفناها، النمسا التي تكرس التعدد الثقافي العرقي وتحترم الحريات والديانات، وتقوم على التسامح والتكافل الاجتماعي الإنساني”.

وأوضح المتحدث، أن “فان دير بيلن” يقدس العنصر البشري بعيدا عن وساخة الإثنيات، وقد استقبل اللاجئين الذين توافدوا على البلاد بحفاوة كبيرة، عكس منافسه اليميني “هوفر” الذي يعتمد خطابا عنصريا عدائيا يعادي الأجانب بشكل عام، ويكره الإسلام والمسلمين بشكل خاص، حسب قوله.

بيلن: لا نريد اليمين المتطرف

“فان دير بيلن” قال في تجمع جماهيري بوسط العاصمة النمساوية فيينا، أمس الثلاثاء، خلال افتتاح الحملة الانتخابية، بمشاركة أطياف واسعة من المجتمع المدني والأجانب المجنسين، (قال) إن هناك صدمة كبيرة بانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية مع احترامه لنتائجها، محذرا من “انتقال هذه العدوى إلى أوربا، وألا تصبح النمسا بداية للتطرف اليميني في القارة العجوز”، حسب قوله.

وأضاف المتحدث الذي يُعتبر مقربا من الجالية المغربية وصديقا للمسلمين، أنه سيكون رئيسا لجميع النمساويين بتعدد أشكالهم وألوانهم وديانتهم، مشيرا إلى أن النمسا يجب أن لا تفقد لونها الحيادي وتوجهها الدولي، لأنه بتولي اليمين المتطرف زمام الأمور يكون مصير الدولة والشعب إلى الهاوية، وفق تعبيره.

إعادة الانتخابات

وكانت المحكمة الدستورية النمساوية، قد ألغت في يوليوز الماضي، نتائج انتخابات الرئاسة بعد أن تقدم حزب الحرية اليميني المعادي للأجانب والمسلمين، بطعن في نتائجها، بذريعة وجود مخالفات كثيرة في عملية فرز بطاقات الاقتراع المرسلة من خلال البريد، وذلك بعد أن فاز المرشح المستقل والزعيم السابق لحزب الخضر “ألكسندر فان دير بيلن”، بالمرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة نهاية ماي الماضي، بعدما حصل على 50,3% من أصوات الناخبين، متقدما على منافسه “هوفر” بنسبة 0,6% فقط.

وقررت المحكمة المذكورة إعادة إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية بتاريخ 4 دجنبر القادم، حيث يحظى المرشح “فان دير بيلن” بدعم الرئيس الحالي للنمسا، هاينز فيشر، الذي حث المواطنين على التصويت بقوة على “بيلن”، إضافة إلى الدعم القوي الذي يحظى به بين المسلمين واللاجئين في البلد.

النمسا… أول من اعترفت بالإسلام بأوروبا

يُشار إلى أن النمسا أول دولة أوربية تعترف بالإسلام رسميا، حيث تمنح المسلمين مكاسب واضحة، مثل وجود هيئة تمثلهم رسمياً أمام السلطات، وإمكان حصول مؤسساتهم التعليمية والتربوية والاجتماعية على مساعدات مالية رسمية عالية، وإدراج مادة التربية الدينية الإسلامية للتلاميذ المسلمين في المدارس العامة، حيث يتلقى أكثر من 40 ألف تلميذ مسلم في النمسا حالياً، تعليماً إسلامياً على أيدي مائتي معلِّم مسلم، تشرف عليهم الهيئة الدينية الإسلامية.