سياسة

“كوب 22” يجبر بنكيران على تأجيل مشاورات تشكيل الحكومة

أكد مصدر مسؤول لجريدة “العمق” أن رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران، لن يقوم بإجراء أي مشاورات مع الأحزاب السياسية من أجل تشكيل الحكومة، وذلك حتى تنتهي أشغال المؤتمر العالمي للمناخ الذي تحتضنه مدينة مراكش إلى غاية 22 من الشهر الجاري.

وأفاد المصدر ذاته، أن رئيس الحكومة أضحى مضطر إلى تجميد مشاوراته مع مختلف الهيئات السياسية إلى غاية نهاية أشغال مؤتمر الأطراف بمراكش من أجل الحسم في الموقف النهائي لتشكيل الحكومة، مشيرا أن الأسبوع الجاري حافل بالأنشطة المتعلقة بمؤتمر المناخ بمراكش وأن كل الجهد منصب حاليا على إنجاح المؤتمر، حيث يوجد معظم زعماء الأحزاب بالمدينة الحمراء.

وفي السياق ذاته، كشف مصدر مطلع جريدة “العمق” أن إفراج حزب العدالة والتنمية أمس الإثنين عن كلمة أمينه العام أمام أعضاء اللجنة الوطنية للحزب التي انعقدت يوم 5 نونبر الجاري، جاءت بسبب إحساس رئيس الحكومة، أنه “أضحى لعبة بين مناورات لشكر وأخنوش”، وأن رئيس الحكومة لم يعد يعرف كيف يتعامل معهما وهل العودة إلى الملك هي الحل من أجل وضع حد لهذا الجمود الذي تعرفه المفاوضات.

وفي الإطار ذاته، علمت جريدة “العمق” من مصدر مطلع أن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي حل بمدينة مراكش من أجل حضور فعاليات مؤتمر المناخ الذي تحتضنه المدينة إلى غاية 22 من الشهر الجاري، وهو الحضور الذي سيستغله لشكر من أجل عقد لقاء منفرد بزعيم التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش من أجل “مزيد من التنسيق بين الطرفين بشأن تشكيل الحكومة المقبلة”، وفق ما أورده مصدر الجريدة.

وكشف المصدر ذاته، أن لقاء لشكر بأخنوش يأتي في إطار التطبيق العملي لكلامه أمام أعضاء اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي، والتي قال فيها لشكر إنه يرفض المسلكيات التي اتخذتها المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة وخاصة في ما يتعلق بـ “الأقطاب”، مبرزا أن لشكر غير متحمس لدخول تجربة حكومية تتكون فقط من أحزاب الكتلة الوطنية.

وأوضح المصدر ذاته، أن لشكر أشاد خلال كلمته أمام أعضاء اللجنة الإدارية بالعلاقة التي تربط حزب الاتحاد الاشتراكي بالتجمع الوطني للأحرار واصفا إياها بـ “النموذجية جدا”، مشددا على أن العلاقة بين الحزبين لم تتأثر بخروج الحزب إلى المعارضة سنة 2011 وبقيت متينة سواء خلال مرحلة المعارضة قبل 1998 أو بعدها “متجاوزين بذلك كون أننا كنا ننتمي آنذاك للكتلة الديمقراطية”، بحسب تعبير لشكر.

وشدد مصدر الجريدة على أن لشكر رغم تصريحه بأنه موافق على دخول الحكومة بانتظار عرض رئيس الحكومة المباشر، إلا أن اشتراطه بأن يكون “العرض متجاوب مع طموحاتنا” يقصد من خلاله الأحزاب المتواجدة بالحكومة وعلى رأسها حزب الأحرار، وأن الطموح الذي تحدث عنه لا علاقة له بالبرامج أو الهيكلة الحكومية، كما أشار إلى ذلك في كلمته أمام أعضاء اللجنة الإدارية يوم السبت الماضي.