منتدى العمق

الاتحاد الأوروبي والمغرب.. أما حان الوقت لفتح أبواب بروكسل أمام الرباط؟

على إثر الاقتحام المشؤوم، والهجوم العنيف للمهاجرين الأفارقة على السياج الحدودي سابقا، السياج الفاصل بين مدينتين تنتميان لدولة واحدة، المملكة المغربية، الناظور ومدينة مليلية، واللتان لا زالتا خاضعتان للاحتلال الإسباني، تظهر جليا رؤى بعض ملوك المغرب تجاه الجارة إسبانيا على الخصوص، وبلدان الاتحاد الأوربي على العموم. ولعل طلب الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الانضمام إلى الاتحاد الأوربي لم يكن عبثيا أبدا، بل كان توجها يستند لقرائن واقعية، قرائن عنوانها تأمين الحدود الجنوبية للقارة الأوربية بحوض البحر الابيض المتوسط الغربي، تأمين من الأخطار المحدقة التي قد تنجم عن تدفق المهاجرين من جنسيات مختلفة، وتوغلهم داخل أوربا، وهو ما سينجم عنه مشاكل بالجملة قد تهدد الحدود الجنوبية لبلدان الاتحاد الأوربي، من قبيل تعاظم الإكراهات الأمنية، والاقتصادية الاجتماعية، والتي لا حصر لها!

فقبول المغرب كعضو كامل في بلدان الإتحاد الأوروبي، ودعمه ماليا واقتصاديا بهدف النهوض بالتنمية الشاملة والاندماج في منظومة المؤسسات الأوربية يعد صمام الأمان لبلدان الاتحاد ككل، فدخوله لبلدان الاتحاد يعني تأمين بروكسل من أخطار آنية ومستقبلية يعلمها جيدا من هم على دراية بدهاليز السياسة العالمية.

كما أن بعد المغرب عن أوربا ب 14 كلم يفرض على عقلاء الاتحاد الأوربي فتح أفق السياسة المبنية على المصالح والاستراتيجيات، بعيدا عن الموروث الثقافي الذي يركز على الدين فقط! فالمملكة المغربية لا يسودها التطرف أبدا، وبحكم قربها من بلدان الاتحاد، فالمجتمع فيه يميل أكثر للفكر الليبرالي المبني على احترام كبير لخصوصية الحريات، زد على ذلك الجالية المغربية التي تقدر بالملايين. والتي رسمت صورة واضحة في الكثير من السياسات الأوربية، وهناك من وصل فيها لمراكز القرار..

لذلك، أعتقد أن الوقت قد حان لتفكير قادة أوربا بضم المغرب لتكتل الاتحاد الاوربي، درءا لأخطار مستقبلية أمست ملامحها تظهر رويدا رويدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *