صحيفة “معاريف”: ماحدث في قطر أثبت أن العالم العربي بعيد عن التطبيع

استأثر رفع العالم الفلسطيني خلال مباريات كأس العالم المقامة بقطر باهتمام واسع من طرف وسائل إعلام الدولة العبرية التي أشارت إلى أن ما حدث خلال هذه المنافسات أثبت أن العالم العربي بعيد عن التطبيع مع إسرائيل.

في هذا السياق، قالت صحيفة “المعاريف” إن النسخة الحالية من كأس العالم التي تقاو لأول مرة في بلد عربي أعطت دفعة للمزج بين السياسة والرياضة، مشيرة إلى أن كأس العالم الحالية ستذكر أكثر من أي شيء آخر على أنها كأس العالم “للتضامن العربي” مع القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي خلال هذه الكأس، وذكرت بالعديد من قادة الدول التي هنأت الملك محمد السادس بهذا الإنجاز من قبيل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي أشاد بالإنجاز الرياضي للمغاربة، ووزير الخارجية القطري الذي قال إن “أسود الأطلس أسعدت العالم العربي”، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الذي أشاد أيضا بالأداء البطولي لمنتخب المغرب.

وأضافت أن الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن لم يتخلف عن تهنئة الملك محمد السادس والذي قال في مكالمة هاتفية مع العاهل المغربي أن انتصار المنتخب المغربي هو “انتصار لفلسطين ولكل العرب”.

وتابعت الصحيفة العبرية أن القضية الفلسطينية تلقت دفعة كبيرة خلال كأس العالم الحالية في قطر. مشيرة إلى أن الجماهير الإسرائيلية كان عليها أن تشاهد خلال كل مباراة علم فلسطيني واحد على الأقل يرفرف على أرض الملعب، مع لافتات كبيرة في عدة مناسبات مكتبوب عليها ” فلسطين حرة”.

وقالت الصحيفة يجب ألا ننسى العديد من عبارات الكراهية ضد المذيعين والصحفيين الإسرائيليين الذين جاءوا إلى قطر لمجرد القيام بعملهم.

وأضافت أنه بعد الفوز على إسبانيا والصعود إلى الدور التالي، جاء دور المغاربة للانضمام إلى ما وصفته “الاحتفال الفلسطيني” ، عندما اختار لاعبو المنتخب الوطني الاحتفال بالإنجاز مع العلم الفلسطيني ملوحين به في ملعب المدينة التعليمية بفخر والتقطوا صورا معه أمام عشرات المصورين

وقالت إن العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من دول عربية عديدة تفاعلوا مع صور اللاعبين المغاربة كأبطال. ورأى آخرون أن الاحتفال على أرضية الملعب بهذه الطريقة رسالة إلى الدول العربية التي اختارت إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وجاء في مقال “المعارف” أنه يمكن للأنظمة العربية أن تسعى جاهدة من أجل التطبيع، لكن الكلمة الأخيرة ستكون للشعب العربي”. وقالت إن إسرئايل فشلت فيما نجحت فيه أوكرانيا بعد إجبار الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تعليق عضوية روسيا وأندية كرة القدم التابعة لها.

ولفتت الصحيفة إلى أن كأس العالم الحالية لم تنته بعد وستبقى نتائجها التاريخية في الذاكرة لسنوات عديدة قادمة، وسيتذكر الإسرائيليون وربما أكثر من أي شيء آخر، المزاج العام الذي ظهر خلال هذه الدورة.

وقالت: “صحيح أن كأس العالم تقام في دولة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكن ربما اعتقد السذج بيننا أن قطار التطبيع الذي غادر المحطة كان سيغير شيئا ما في قلب العالم العربي تجاه إسرائيل”.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: “على أي حال، أثارت بطولة كأس العالم الحالية موجة تضامن العالم العربي ومركزية القضية الفلسطينية داخله. ونحن، كإسرائيليين، سنستمر في مشاهدة الحقيقة المرة التي وضعها المشجعون العرب أمام أعيننا”.