شهيد يطالب الحكومة بميثاق وطني يجعل من الماء أولوية قصوى

جدد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، التأكيد على مطلب فريقه، بدعوة الحكومة إلى إقرار ميثاق وطني يجعل من الماء، بعد قضية الوحدة الترابية، “أولوية وطنية قصوى تكون محط تعبئة وطنية شاملة لكل المغاربة وراء جلالة الملك”.
وقال شهيد، في تعقيب خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة حول موضوع “استراتيجية الحكومة في مجال الماء”، اليوم الإثنين، إن الفريق الاشتراكي طالب منذ بداية الولاية الحكومية الحالية، بعقد مناظرة وطنية حول الماء “لبلورة استراتيجية وطنية تشاركية لتثمين الثروة المائية”.
وأشار شهيد إلى التزام الحكومة في برنامجها الحكومي، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي (2020 – 2027)، بتعزيز العرض من مياه السقي من خلال تشييد 20 سدا كبيرا، وإنشاء 3 محطات جديدة لتحلية مياه البحر وإتمام 5 محطات أخرى، وإحداث 150 سدا صغيرا وما بين 20 و30 سدا تليا سنويا. وساءل رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن المؤشرات التي تظهر أن هذه الأرقام ستتحقق.
واعتبر المتحدث أن مشكلة قطاع الماء “هو توزعه بين العديد من الوزارات والقطاعات” بالإضافة إلى غياب والحكامة، “السد يوجد في الأعالي عادة داخل إقليم، اللذين يستفيدون منه في الأسفل داخل إقليم آخر ، التحكيم غائب، عامل إقليم داخل فضاء معين أولويته هو الماء الشروب، وعامل إقليم في الأسفل أولويته هي السقي والفلاحين”.
وتابع “في الكثير من الأحيان، تضيع مصالح المواطنات والمواطنين في غياب الحكم، صاحب الماء هي الأحواض المائية، لكن ليست لها السلطة وليست لها القوة وتبقى أيضا متفرجة في الكثير من الأحيان. ولهذا، السعي والحرص في هذه الفترة على ضمان الالتقائية مهم وضمان آلية للتحكيم داخل المجال تكون لها القوة الفعلية مهم للغاية”.
ونبه إلى عدم الحسم في الهيئة القيادية المكلفة بتدبير المنظومة المائية والأحواض المائية على الصعيدين الوطني والجهوي “من أجل حكامة إدارية أنجع في اتخاذ القرار وتتبع تفعيله، ولم نحدث إلى الآن آليات للتحكيم تتولى الإشراف على التوزيع العادل والمنصف فيما بين الجهات والمناطق المختلفة”.
ودعا، على مستوى المخطط الأخضر ، إلى تقييم الماء وكلفته “كي لا نتركه كرة متدحرجة لاحقا لتستغل من أي كان. كلفة المخطط الأخضر بقوته لن يستطيع أحد إخفائها، ولكن كلفة الماء والري بالتنقيط هل كانت للجهات المزروعة أو أننا أحدثنا ضغطا أجهدنا به الماء؟ ليس لدينا أي حرج للقيام بتقييم حقيقي لبرامجنا الوطنية، ونقول: إذا أردنا الدخول للمخطط الأخضر، علينا أن ندخل للجيل الأخضر بدون عيوب المخطط السابق”.
وطالب أخنوش بتدخل عاجل لحل المشاكل اليومية التي تعرقل توفر المواطن على الماء الشروب، واتخاذ تدابير استعجالية لرفع المعاناة عمن يقطعون عشرات الكيلومترات للحصول على قطرة ماء لتخفيف شدة العطش، وخاصة في أوساط النساء بالعالم القروي.
وساءل أخنوش عن إجراءات تنفيذ التوجهات الملكية ذات البعد الاستراتيجي، وعن أية تدابير استعجالية اتخذتها حكومته لجعل الماء جزءا لا يتجزأ من “المنظومة الوطنية المتكاملة للمخزون الاستراتيجي” كما دعا إلى ذلك الملك؟ مجددا مطلب إجراء مناظرة وطنية من أجل الماء في القريب العاجل.
ونبه شهيد إلى وجود مشكل في مؤسسة عمومية مكلفة بالماء الشروب، في إشارة إلى المكتب الوطني للكهراباء والماء الصالح للشرب، “في غالب الأحيان، نجد أن الجماعات التي تدبرها هذه المؤسسة هي التي فيها مشاكل، وليس في تلك التي تدبرها الجماعات أو الجمعيات. فبالتالي، إلى متى ستظل هذه المؤسسة عبئا على الدولة وعلى المواطنات والمواطنين؟”.
اترك تعليقاً