مجتمع

المغرب يسمح بعودة مغربية من سوريا رفقة ابنتيها.. تعرف على قصتها المثيرة

تمكنت سيدة مغربية تدعى “ع، ب”، وابنتيها من العودة إلى أرض الوطن بعد قرابة 5 سنوات من معاناتها مع البحث عن منفذ للهروب من الأراضي السورية، التي دخلتها سنة 2018 بطريقة قانونية، بعدما طلب منها زوجها السوري الالتحاق به لزيارة أهله بمنطقة “المنصورة”، التابعة لمحافظة “الرقة”.

وسمحت السلطات المغربية بدخول السيدة المذكورة التي تنحدر من مدينة تازة إلى أرض الوطن عبر مطار محمد الخامس الدولي قادمة من تركيا، بتاريخ 7 دجنبر الجاري، بعد حصولها على جميع الأوراق القانونية من السفارة المغربية بأنقرة، حيث تم التحقيق معها بالمطار، وبعدها انتقلت إلى الدار البيضاء للاستماع إليها من طرف الفرقة الوطنية.

تفاصيل بداية القصة في الفيديو أسفله

بداية القصة
كشفت “ع، ب” ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أنها كانت متزوجة من مواطن سوري مقيم بالسعودية، حيث قرر في 2018 أن يسافر لزيارة أهله بسوريا، وطلب منها مرافقته، مضيفة أنه في الأول رفضت الأمر بسبب ما تعيشه سوريا من حرب، إلا أن أهل زوجها أقنعوها بعد ذلك.

وأشارت المتحدثة، إلى أنها قبل أن تسافر مع زوجها إلى سوريا طلبت منه أن تزور أولا أهلها في المغرب، فوافق على طلبها وسافرت إلى تازة، غير أنها اضطررت للمكوث بأرض الوطن زهاء 6 أشهر بسبب مرض والدتها، فيما كان زوجها قد قرر السفر بمفرده.

وأوضحت أن زوجها السوري أرسل لها التذاكر للسفر إلى سوريا، عبر القاهرة ثم بيروت إلى أن وصلت إلى مطار “القامشلي”، حيث انتقلت رفقة ابنتها إلى بيت زوجها بمنطقة “المنصورة” بمحافظة “الرقة”، مشيرة بالقول: “زوجي مكث معي لأسبوع فقط، وطلب مني أن أبقى مع أهله إلى أن أضع حملي، حيث كنت حاملة في شهري السادس، وبعدها يقوم بزيارتنا ونعود معا إلى الرياض”.

ضرب وإهانات
“مباشرة بعد سفر زوجي إلى السعودية، انقلب أهله علي، وتغير سلوكهم معي بشكل كبير، أتعرض للضرب والإهانة بشكل يومي”، تقول “ب، ع” ، موضحة أنها في كل مرة كانت تنوي فيها الهرب من المنزل، كان أهل زوجها يهددونها بإلصاق تهمة الإرهاب بها والتبليغ على أنها داعشية، فكانت تخاف من عواقب ذلك وتتراجع.

وأضافت أنها استحملت لسنتين هذا العذاب لتقرر الهرب من منزل أهل زوجها، حيث تواصلت مع بعض المحامين وشرحت لهم وضعها القانوني، وما تتعرض له من تعذيب من طرف عائلة زوجها السوري، مشيرة إلى أن محاميا شرح لها بأن وضعها قانوني وأن المشكل فقط في المولودة الجديدة لأنها غير مسجلة في سجلات الحالة المدنية، وليس لديها أي ورقة إدارية تثبت أنها ابنتها، في حين أن ابنتها الكبيرة تتوفر على الأوراق القانونية.

هروب ومعاناة
بعدما قررت “ع، ب” الهروب من منزل زوجه، ساعدها محام في الوصول إلى “الهيئة الاجتماعية” والتي بدورها نصحتها باللجوء إلى الأكراد وبالضبط لمنظمة تسمى “أسايش المرأة”، غير أنها كانت خائفة من أن يتعرف عليها أعمام ابنتيها لكونهم يشتغلون في مناصب كبير لدى الأكراد.

وأوضحت الأم المغربية، أنها سلمت منظمة “أسايش المرأة” كل أوراقها، وتأكد لهم أنها دخلت فعلا سوريا بطريقة نظامية، كما تأكد لهم بعد تحرياتهم أنها كانت تعاني من سوء معاملة أهل زوجها، مشيرة إلى أنها ظلت لـ15 يوما مع هذه المنظمة، قبل أن تطلب منهم المساعدة للوصول إلى السفارة المغربية بتركيا.

وبسبب العداء بين الأكراد وتركيا، تضيف المتحدثة “عرض عليا الأكراد إيصالي إلى الحدود مع تركيا، أو السفر بطريقة نظامية، إلا أن هذا الخيار استبعدته، لأن ابنتي غير مسجلة وليس لدي أي ورقة تثبت أنها فعلا ابنتي”، مضيفة أنها كانت تريد الوصول فقط إلى السفارة المغربية لان الوحيدة التي يمكن لها أن تساعدها.

ووصلت المغربية “ع، ب” إلى منطقة “منبج”، هناك تعرفت على أحد المهربين، والذي عرفها هو الآخر على سيدة توسطت لها لدى شقيقها الذي يشتغل قائدا عسكريا في “الجيش الحر”، لمساعدتها على الخروج من سوريا. وبعد 4 أشهر من ضيافتها لدى الشرطة العسكرية بطرابلس تفاجأت بنقلها إلى مخيم يدعى “عين البيضاء” وهو مخيم مخصص لترحيل “الداعشيات” من كل الجنسيات.

نصب
وكشفت العائدة ضمن حديثها لجريدة “العمق”، أنها حكت قصتها لقبطان تركي، وأكد لها أنها تعرضت للخداع والنصب من طرف الأكراد الذي احتجزوها لديهم لأزيد من 4 أشهر حتى تدفع لهم المبالغ المالية التي يريدونها، مضيفة أنها قضت أيام صعبة في المخيم خصوصا وأن لا علاقة لها بداعش.

وتنفست “ع، ب” الصعداء بعدما استمعت لها إدارة الهجرة التركية، وأخبرتهم بقصتها وبكونها دخلت الأراضي السورية بطريقة نظامية، وأن عائلة زوجها كانوا يعذبونها، حيث وعدوها أنها في ظرف 6 أشهر سيساعدونها في الاتصال بالسفارة المغربية وبالتالي العودة إلى المغرب.

ومضت تقول: “بقيت سنة في المخيم، وكل مرة تخبرني إدارة الهجرة بأن السفارة المغربية لا ترد على اتصالاتهم”، قبل أن تشير إلى أن قبطانا تركيا جديدا اسمه “أرتور” ساعدها كثيرا ومنحها رقم القنصل المغربي في أنقرة، حيث تواصلت معه وسألها إن كانت تتوفر على جواز سفر مغربي، وطلب منها أن تبعث له بصور للوثائق التي تتوفر عليها.

وأضافت قائلة: “القنصل قال لي صحيح أنك مغربية، وآلمني ما وقع لك، لكن يجب أن تكون كل أوراقك قانونية كي أتمكن من مساعدتك، لأننا نشتغل وفقا للقانون”، مضيفة أنه طلب منها أول شيء أن تقوم بتسجيل ابنتها، حيث قامت بالتواصل مع أعمام زوجها في السعودية ليتوسطوا لها لدى زوجها من أجل تسجيل الابنة في السجلات بسوريا.

نهاية الأزمة
وتابعت: “الحمد لله وافق على تسجيل ابنتي شام، وأصبح لديها هوية سورية، ولم يتبق سوى أن أقوم بالتصريح بابنتي في السفارة المغربية ببيروت، حيث تمكنت من الوصول إلى عضوة بتنسيقية عائلات المغاربة العالقين والمحتجزين بسوريا والعراق تدعى مريم وهي ساعدتني في هذا الأمر”.

وأشارت إلى أنه في خلال 8 أشهر قامت بإعداد كل الأوراق القانونية، وتم منح ابنتها الصغيرة “جواز المرور”، وحجزت تذاكر السفر إلى المغرب، حيث تم التحقيق معها في المطار، وبعد قضائها لـ4 أيام بمنزل شقيقتها بتازة، سافرت إلى الدار البيضاء حيث خضعت من جديد للتحقيق.

وتناشد “ع، ب” الجمعيات لمساعدتها في الاندماج في المجتمع والبحث عن سكن وعمل تعيل بها ابنتيها، حيث تسكن حاليا في منزل شقيقتها بمدينة تازة.

الجزء الثاني والأخير من القصة في الفيديو أسفله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *